31/10/2010 - 11:02

شارون لنواب الليكود: "لا يمكننا مواصلة السيطرة على 3.5 مليون فلسطيني تحت الاحتلال"

شارون يتعرض الى هجوم عاصف من قبل نواب كتلته، الذين اتهموه بالهزيمة والاستسلام، لكنه ورغم اقراره بهزيمة سياسة القمع والاحتلال يواصل تمسكه بالاستيطان

شارون لنواب الليكود:
اعترف رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، اليوم، بهزيمة سياسة القمع والقوة التي انتهجتها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ احتلال عام 1967، وقال لنواب كتلة الليكود البرلمانية انه لا يمكن لاسرائيل مواصلة السيطرة على على 3.5 مليون فلسطيني تحت الاحتلال.

وكان شارون يرد على الهجوم الشديد الذي تعرض له، اليوم، من قبل غالبية نواب كتلته البرلمانية الذين اعلنوا معارضتهم الشديدة لقرار الحكومة المتعلق بـ"تبني" خارطة الطريق الاميركية.

ورد شارون على من اتهمه بالاستسلام لـما يسميه "الارهاب"، وقال: "من يشعر بأننا استسلمنا لـ"الارهاب" فهذا يعني أنه هو الذي استسلم". ثم توجه الى الوزير عوزي لنداو، الذي زعم ان اسرائيل دفعت ثمنا أمنياً وقال: "لم ندفع أي ثمن أمني ولا ننوي دفع ثمن كهذا".

وعاد شارون الى الزعم بأن اسرائيل ستقدم "تنازلات" مؤلمة، وحذر الفلسطينيين من أنهم لم يحصلوا على اي شيء اذا تواصل ما يسميه "الارهاب". وقال انه من المهم لاسرائيل التوصل الى اتفاق سياسي، مضيفا: "انا اعتقد أيضاً، ان الافكار التي تتحدث عن امكانية مواصلة السيطرة على 3.5 مليون فلسطيني تحت وطأة الاحتلال - ويمكنكم أن تحبوا هذه الكلمة او لا، فهذا لن يغير من حقيقة ان ما يحدث هناك يتم تحت الاحتلال - يعتبر مسألة سيئة لاسرائيل وللفلسطينيين وللاقتصاد الاسرائيلي. لا يمكن مواصلة السيطرة على 3.5 مليون فلسطيني إلى الأبد. انتم تريدون البقاء الى الأبد في جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم، لكنني لا اعتقد أن ذلك بالامر الصحيح".

وهاجم شارون من ادعى من النواب بأن الجمهور ما كان سيمنح الليكود هذا العدد الكبير من النواب لو كانت هذه هي المواقف التي عرضها قبل الانتخابات. وادعى انه دعم في جلسة لوزراء الليكود، قبل 15 عاماً، فكرة اقامة دولة فلسطينية. وقال: "لقد كان موقفي آنذاك صحيحا، وما زال كذلك الآن، ولا اعرف كم صوتا جلب من طرح هذا الدعاء (يقصد جمليئيل)، لكن هذا الموقف لم يؤثر على انتخابي لرئاسة الحكومة، بل على العكس".

ورغم تظاهر شارون برغبته بالانسحاب من المدن الفلسطينية الا انه اكد تمسكه بالاستيطان على الاراضي الفلسطينية، حيث توجه الى النائب المستوطن، يحيئيل حزان، من سكان مستوطنة اريئيل، مؤكدا له ان البناء في المستوطنات سيتواصل حتى بعد قيام الدولة الفلسطينية. وقال له: تأكد أنك ستتمكن من البناء هناك لأولادك ولأحفادك ولأحفاد أحفادك.

وكان شارون قد تعرض الى هجوم شديد اللهجة من قبل نواب الكتلة، خاصة انه لم يطرح امامهم مسألة "تبني" خارطة الطريق، قبل مناقشتها في الحكومة.

وقال النائب ايهود ياتوم انه يستغرب ما الذي سيفعله بعد قرار الحكومة. واحتج على عدم مناقشة الاقتراح في الكتلة قبل عرضه على الحكومة. وتساءل: اي شعور يراودنا الآن بعد ان اتخذت الحكومة قرارا تاريخيا. ما الذي يساويه ذلك؟ وأجاب: لا شيء. لقد شطبونا جميعا نحن اعضاء الكتلة.

وقال النائب دافيد ليفي، "ان اليسار كان يمكنه تحقيق السلام منذ زمن بعيد لو وافق على دفع الثمن الذي وافقت الحكومة على دفعه". وهاجم ليفي وزير المالية بنيامين نتنياهو لامتناعه عن التصويت. وقال: في قضايا كهذه لا يمتنعون. لا يمكن القول "انا لا اشارك في اللعبة المتعلقة بارض اسرائيل"

وادعت عضوة الكنيست جيلا جملئيل إن "خارطة الطريق أصعب من أوسلو وتبنيها يدل على أن حزب العمل ما زال يسيطر". وقالت: "لقد ذعرت لدى رؤيتي نتائج تصويت الوزراء من حزب الليكود". ووجهت جاملئيل حديثها إلى وزير المالية، بنيامين نتنياهو، قائلة: "لقد خيبت أملي بامتناعك عن التصويت، هذه فضيحة كبرى. لا يمكنك الادعاء بأنك لا تعتمد أي موقف في موضوع مثل هذا". وطلبت جاملئيل تحويل الموضوع للتصويت عليه في الكنيست، بادعاء أنه لم يكن حزب الليكود ليحصل على 40 مقعدًا في الكنيست لو عرض "خارطة الطريق" على ناخبيه.

التعليقات