31/10/2010 - 11:02

صحيفة بريطانية تؤكد تورط "موساد" بإغتيال مغنية وتروي تفاصيل جديدة

عميل للموساد في المانيا والذي يلقب بـ"رؤوفين" التقى مع احد مصادره وتلقى منه 34 صورة لمغنية في هيئات مختلفة خلال اجراء العمليات البلاستيكية في عيادة كانت تابعة لـ"شتازي"

صحيفة بريطانية تؤكد تورط
فيما تنشغل وسائل الإعلام هذه الأيام بنشر تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حماس، محمود المبحوح، كشفت اليوم صحيفة الإنديبندنت البريطانية جزءًا من تفاصيل عملية اغتيال القيادي العسكري في حزب الله اللبناني، عماد مغنية، كما وردت في كتاب الصحافي غوردون توماس، الذي سيصدر في الأيام المقبلة.

وحسب الصحيفة، فقد حاول الموساد الإسرائيلي تعقب مغنية لسنين طويلة، وفي شهر تموز (يونيو) من العام 2007 استطاع الموساد تجنيد فلسطينيين معارضين لحزب الله في لبنان، كما ادعت الصحيفة، وكان لأحدهم ابنة شقيق – شقيقة تسكن في القرية ذاتها التي ولد فيها مغنية. وادعت الصحيفة ان قريبة أحد العملاء ابلغته بأن مغنية سافر الى اوروبا وعاد منها لدمشق بعد تغيير تقاسيم وجهه كلياً. وأضافت الصحيفة ان الموساد باشر فوراً في التحقيق في إمكانية ان مغنية أجرى عمليات بلاستيكية لتغيير تقاسيم وجهه في اوروبا على مدار نصف عام.

واردفت أن عميل للموساد في المانيا والذي يلقب بـ"رؤوفين" التقى مع احد مصادره وتلقى منه 34 صورة لمغنية في هيئات مختلفة خلال اجراء العمليات البلاستيكية في عيادة كانت تابعة لوكالة الاستخبارات في المانيا الشرقية – شتازي، مختصة بإجراء عمليات "تجميلية" لتغيير تقاسيم الوجه. وذكرت الصحيفة ان المصدر سلّم الصور لوكيل الموساد مقابل مبلغ كبير. وتبيّن للموساد، حسب الصحيفة، ان شكل مغنية الحديث يختلف كليا عما ظهر في آخر صورة له من العام 1983.

وقالت الصحيفة إن الموساد تلقى معلومات عن تواجد مغنية في دمشق، وفي الثالث من شباط (فبراير) من العام 2008، تسعة ايام قبل الإغتيال، دعا رئيس الموساد، مئير داغان، قادة الجهاز ورئيس جهاز الأمن العام (شاباك) ومستشار الأمن القومي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء انذاك، ايهود اولمرت، والمدعي العام العسكري وقائد وحدة الإغتيالات في الموساد - "كيدون" ورئيس قسم العمليات في الموساد. وقرر المجتمعون عدم تسجيل برتوكول للجلسة، وان الإغتيال سيتم من خلال سيارة مفخخة.

واشارت الصحيفة الى ان احدى الإشكاليات التي واجهت متخذي القرار هي ان مغنية يتخذ اجراءات أمنية وحذر مشددة، وأدعت انه اعتاد السفر في سيارة حراسه الذين لم تعرف هويتهم. وفي الجلسة ذاتها، تقول الصحيفة، أوصى داغان الإنتظار حتى يوم 12 شباط لتنفيذ الإغتيال، اليوم الذي ستنظم سوريا احتفالات للذكرى 29 للثورة الاسلامية في ايران في المركز الثقافي الإيراني في العاصمة السورية، ورجح داغان أن مغنية سيشارك في الإحتفالات.

ويدعي مؤلف الكتاب ان قائد وحدة "كيدون" هو الذي اختار 3 الأشخاص الذين سينفذون العملية، وانتحل الثلاثة شخصيات يهود يعيشون في اوروبا، الذين وافقوا ان يتسخدم الموساد جوازاتهم، وتلقى الثلاثة الألقاب التالية: بيار – ميكانيكي سيارات فرنسي، عمنوئيل – مرشد سياحي من اسبانيا، ولودفييك، كهربائي من ميونيخ في المانيا. وحسب الصحيفة، فإن الثلاثة درسوا خطة الإغتيال وانتظروا الضوء الأخضر، وفي العاشر من شباط سافروا من اوروبا الى دمشق: بيار سافر بطائرة "ايير فرانس"، وعمونئيل وصل دمشق من الأردن ولودفييك وصل من مطار ميلانو عبر شركة اليطاليا للطيران. وبعد وصولهم استأجر الثلاثة سيارة مشتركة.

وحسب مؤلف الكتاب فإن العملاء الثلاثة تلقوا مساعدة من عملاء من بيروت الذين اوصلوهم الى المكان السري الذي اوقفوا فيه سيارة مستأجرة وسلموهم المتفجرات. وفي الليلة ذاتها زرع العملاء العبوة الناسفة في دعامة الكرسي بجانب السائق ليتم تشغيلها عند بعد. وفي 12 شباط وفي تمام الساعة السابعة عاد العملاء الى مكان الإلتقاس السري، وباشر لودفييك وعمانوئيل المراقبة فيما قام بيار نقل السيارة المفخخة الى جانب البناية التي جرى فيها الإحتقال، وانضم الى العميلين في انتظار لحظة الضعط على زر الإنفجار في حال مرور مغنية.

وفي تمام الساعة التاسعة وصل مغنية الشارع بسيارة ميتسوبيشي باجيرو وأوقف سياراته بين سياراتي لودفيك وعمونئيل، وخرج من سيارته ببدلة سوداء، وفي طريقه الى قاعة الإحتفال انفجرت بجواره السيارة المفخخة وأودت بحياته، فيما فر العملاء الثلاثة من المكان إلى عواصم أوروبية.

التعليقات