31/10/2010 - 11:02

صفقة تبادل بين إسرائيل وحزب الله: أسير لبناني وجثتان لمقاتلين مقابل جثة إسرائيلي

حزب الله يفاجئ الوسيط الدولي والحكومة الإسرائيلية بمعلومات خاصة عن أراد، ولكنها تعود الى زمن توقيفه، وهي عبارة عن أوراق مكتوبة بخط يده، وهو ما فحصته السلطات الاسرائيلية..

صفقة تبادل بين إسرائيل وحزب الله: أسير لبناني وجثتان لمقاتلين مقابل جثة إسرائيلي
عقدت صفقة تبادل بين إسرائيل وحزب الله، الإثنين، قام بموجبها حزب الله بتسليم إسرائيل جثة غبريئيل دويط ، تدعي التقارير الإسرائيلية أنه مواطن إسرائيلي غرق في البحر المتوسط وسحبت الأمواج جثته من حيفا إلى شواطئ لبنان.

وفي المقابل تسلم حزب الله الأسير حسن نعيم عقيل، بالإضافة إلى جثتين تعودان لـ علي وزواز ومحمد دمشقي.

ونقلت التقارير الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنه تم تسليم إسرائيل معلومات، وصفت بأنها حساسة، في إطار الصفقة، تتعلق بقضية أخرى يجري فحصها في الأيام القريبة، إلا أنه رفض تقديم تفاصيل حول هذه المعلومات. واقتبست التقارير الإسرائيلية مصادر لبنانية تشير إلى أن المعلومات تتصل برون أراد، مساعد الطيار الإسرائيلي المفقود منذ العام 1986.

كما ونقل عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة أن صفقة تبادل الجثث تأتي في إطار الاتصالات من أجل صفقة شاملة لإطلاق سراح الجنديين غولدفاسر وريغيف.

وكانت قد تمت المصادقة على الصفقة يوم الأحد، بالإجماع، وذلك خلال جلسة خاصة لطاقم الوزراء الثمانية، غرض خلالها المنسق من قبل الحكومة بشأن الجنود الأسرى، عوفر ديكل، تفاصيل الصفقة، وصوت كافة الوزراء عليها.

وجاء أنه قبل عدة شهور نقل حزب الله معلومات تفيد أن بحوزته جثة إسرائيلي، إلا أنه رفض تسليم تفاصيل حول هويته. ومن جهتها رفضت إسرائيل تقديم أي مقابل لقاء معلومات حول هوية الإسرائيلي. ولم يسلم حزب الله بطاقة هوية الإسرائيلي إلا قبل ساعتين من تنفيذ صفقة التبادل.

وكتبت صحيفة "الاخبار" اللبنانية أن إسرائيل حاولت الضغط على الحكومة الألمانية لمنع إطلاق سراح الموقوفين الإيراني كاظم درابي واللبناني عباس رحيل آخر هذه السنة في إطار تبادل معلومات ومبادرات بين برلين وحزب الله. وأصرت الحكومة الإسرائيلية على أن يكون الأمر جزءاً من الصفقة الإجمالية، لأن المفاوضات التي جرت سابقاً وتعطلت بسبب عدم تحرك ملف الطيار الاسرائيلي رون أراد، كانت قد خضعت لضمانات مختلفة بينها تعهد ألمانيا ودول أوروبية أخرى بعدم إطلاق سراح مناضلين ومقاومين لبنانيين ومن جنسيات عربية إلا بعد تقديم حزب الله معلومات حاسمة عن أراد.

وفيما كانت السلطات الألمانية منهمكة في تحقيق تسوية سريعة لمواطنها من أصل إسرائيلي دانيال شارون الذي أوقف في بيروت ولم يظهر أن له أي نشاط أمني وأن أمره كان محصوراً في قضية لواط، انشغل رجال المخابرات الألمانية في لبنان وسوريا بمتابعة مفاوضات حول شخص آخر موقوف لدى السلطات اللبنانية، وهو مقاتل من أصل تركي اعتُقل ضمن مجموعة تنظيم "فتح الإسلام". وقد جرت اتصالات ظلت تفاصيلها طيّ الكتمان لتأمين نتائج نهائية.

وأضافت الصحيفة أنه إزاء الطلب الألماني من حزب الله وجوب مساعدته على تحقيق نتائج سريعة، تم فحص خطوة كالتي جرت امس، على أن تشمل معلومات خاصة عن رون أراد، وبالفعل، فاجأ حزب الله الوسيط الدولي والحكومة الإسرائيلية بمعلومات خاصة عن أراد، ولكنها تعود الى زمن توقيفه، وهي عبارة عن أوراق مكتوبة بخط يده، وهو ما فحصته السلطات الاسرائيلية، برغم أنها ساعدت عائلة أراد على التوجه سريعاً الى برلين، التي وصلها أمس شقيق أراد وابنته للقاء المسؤولين الألمان وطلب عدم الافراج عن درابي ورحيّل. وهو الامر الذي أقرت ألمانيا بصورة نهائية كما أبلغت ذلك المستشارة انجيلا ميركل الى أولمرت الاسبوع الماضي.
لكن مصادر اخرى قالت إن القرار الالماني يأخذ بعين الاعتبار قراراً ايرانياً بإطلاق سراح مواطن ألماني أدين بتهمة التجسس وقضى عقوبة السجن منذ 16 شهراً في السجون الإيرانية لكن أُطلق سراحه قبل عدة أشهر.

وبعد مرور ساعات قليلة على إنجاز عملية التبادل عند نقطة الناقورة الحدودية، أذاع حزب الله البيان الآتي: «لمناسبة عيد الفطر المبارك جرت (امس) عملية تبادل كتعبير عن حسن النوايا الانسانية بين الطرفين. حرّر حزب الله أسيراً لبنانياً كان قد اعتقل خلال عدوان تموز الاخير بالإضافة الى استعادة جثماني شهيدين من المقاومة استشهدا في الحرب الاخيرة ايضاً، وعلى الجانب الآخر تم تسليم جثة مستوطن إسرائيلي من أصل إثيوبي كان قد فقد في حيفا عام 2005 ودفعته المياه الى الشواطئ اللبنانية، وقد أعيد الى عائلته، كذلك تم تسليم وسيط الأمم المتحدة بعض المعلومات المتعلقة بقضايا إنسانية ذات اهتمام مشترك، وذلك لإحراز تقدم في هذه القضايا. يأمل حزب الله أن تساعد مبادرات حسن النوايا هذه على إحراز التقدم لإنهاء كافة الملفات المتعلقة بالاسرى والمعتقلين». وقالت مصادر أمنية إسرائيلية أن الحديث هو عن خطوة باتجاه بناء الثقة، وذلك بهدف تحسين الأجواء تمهيدا لصفقة تبادل أسرى مستقبلية. وتتوقع إسرائيل أن تؤدي هذه الصفقة إلى ممارسة الضغوط من قبل عائلات أسرى حزب الله المعتقلين في إسرائيل على حزب الله.

وكان قد أشرف على هذه الصفقة عوفر ديكل، المسؤول من قبل رئيس الحكومة عن المفاوضات بشأن الجنود الإسرائيلي الأسرى؛ غلعاد شاليط وأودي غولدفاسر وإلداد ريغيف. كما عمل إزاءه ممثل عن الاستخبارات الألمانية، الذي يعمل مع الأمم المتحدة من أجل المفاوضات بالتنسيق مع السكرتير العام للأمم المتحدة.

أما الأسير الذي أطلق سراحه فهو حسن نعيم عقيل، 50 عاما، وهو من عناصر حزب الله، ولم يشارك في الحرب الأخيرة. وفي هذا السياق أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن هناك 5 مقاتلين من عناصر حزب الله بحوزة إسرائيل، وأن القرار بإطلاق سراح عقيل جاء لأسباب صحية.

وقالت المصادر ذاتها إن إسرائيل وحزب الله يجريان في الأشهر الأخيرة مفاوضات غير مباشرة بشأن إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين، غولدفاسر وريغيف. وتجري هذه المفاوضات برعاية الأمم المتحدة والوسيط الألماني.

كما جاء أن حزب الله معني بصفقة على مرحلتين، تدفع إسرائيل بموجبها ثمنا عاليا وتطلق سراح عدد كبير من الأسرى مقابل معلومات عن الجنديين، في حين تطالب إسرائيل بصفقة واحدة يتم فيها إطلاق سراح أسرى مقابل الجنديين.

وفي السياق ذاته، قال مراسل الجزيرة في لبنان عباس ناصر إن حزب الله اللبناني تبادل اليوم مع إسرائيل جثتين لمقاتلين فقدا في حرب إسرائيل العام الماضي بالإضافة إلى أسير واحد من حزب الله هو حسين عقيل في مقابل تسلم إسرائيل جثة جندي إسرائيلي.

وقد تمت عملية التبادل في منطقة الناقورة الحدودية في جنوب لبنان، وكانت مصادر قد أوضحت أن جثتي مقاتلي حزب الله قد فقدتا خلال حرب عام 2006 وان الأسير اللبناني الحي لا يعرف بعد متى سقط في الأسر. وأشارت إلى أن حزب الله سيعيد في المقابل جثة جندي إسرائيلي لا يعرف متى قتل.

وكان نصر الله، الذي يرفض إعطاء أية معلومات عن الأسيرين الإسرائيليين بدون مقابل، قد أعلن مؤخرا استمرار المفاوضات مع إسرائيل بواسطة الأمم المتحدة متكتما على التفاصيل.

ويأتي خبر المبادلة بين إسرائيل وحزب الله بعد تردد أنباء مفادها أن الجنديين الإسرائيليين نقلا إلى إيران ويمكن أن يفرج عنهما في عملية تبادل بوساطة ألمانية.

وفيما رفض حزب الله التعليق، ندد مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية بهذه التصريحات معتبرا أنها "لا معنى لها"، ومؤكدا أن المفاوضات للإفراج عنهما تتم بوساطة الأمم المتحدة وألمانيا.

وتوسطت ألمانيا سابقا في عمليات تبادل بين إسرائيل وحزب الله آخرها عام 2004 شملت مقايضة 400 أسير لبناني وعربي برجل أعمال إسرائيلي وجثث ثلاثة جنود أسرهم حزب الله عام 2000.

وما زالت إسرائيل تطالب بمعرفة مصير طيارها رون آراد الذي فقد في لبنان عام 1986 والذي رجح نصر الله موته.

كما تطالب بجثث ثلاثة من جنودها فقدوا في منطقة السلطان يعقوب في البقاع الغربي خلال اجتياحها لبنان عام 1982

التعليقات