31/10/2010 - 11:02

ضباط في الجيش الإسرائيلي يعتبرون تقرير فينوغراد زلزالا

ضباط في الجيش يردون على انتقادات اللجنة تجاه قائد الفرقة 162 بالقول إن عضو اللجنة عينان كان قائدا للفرقة نفسها وفشل في مواجهات مع قوات سورية صغيرة في عام 82

ضباط في الجيش الإسرائيلي يعتبرون تقرير فينوغراد زلزالا
قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إن المسؤول عن الانتقادات الشديدة ضد الجيش في تقرير لجنة فينوغراد كان قد وقع في الأخطاء ذاتها عندما كان قائدا لفرقة في الحرب الأولى على لبنان (1982)، وأنه لو أقيمت لجنة تحقيق في حينه، لما حصل على مرتبة عسكرية عالية، برتبة جنرال/ عقيد.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ضابط كبير في الجيش قوله إن انتقادات لجنة فينوغراد تجاه قائد الفرقة 162، غاي تسور، كانت مشروعة، ولكن يجب تذكر أنه لو تم التحقيق في المعركة التي خاضتها الفرقة نفسها في الحرب الأولى على لبنان، بقيادة مناحيم عينان، لما حصل على مرتبة جنرال في الجيش، ولما تعين في لجنة التحقيق.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش قرر بشكل رسمي عدم الرد على التقرير الذي وجه انتقادات شديدة ضد قادة الفرق، إلا أن ذلك لم يمنع عددا من الضباط من الرد، وتوجيه الانتقادات بشكل خاص إلى عضو اللجنة عينان.

وفي هذا السياق أشارت الصحيفة إلى أن التحقيق في تلك الحرب قد أشار إلى أن الفرقة 162 بقيادة عينان فشلت في تحقيق مهماتها، ولم تصل إلى شارع بيروت – دمشق في الموعد الذي تم تحديده، وتورطت الفرقة في اشتباكات مع قوات سورية صغيرة. وذلك في إشارة إلى ما لاقته قوات الغزو الإسرائيلي في معارك اجتياح لبنان عام 1982 على يد مقاتلي "حوامات الجازيل" السورية القانصة للدبابات، والقوات الخاصة ووحدات الكوماندوز السورية في معارك عين زحلتا وبيادر العدس في البقاع الشرقي من لبنان والتي دارت يومي 9-10/06/1982.

كما أشارت الصحيفة إلى أن عينان كان الشخصية النافذة في اللجنة بكل ما يتصل بالمجال العسكري، والتي قررت أن الفرقة 162 لم تكن جاهزة للحرب، ولم تكن مؤهلة لتنفيذ المهمات التي أوكلت بها، وخاصة في المعركة البرية الأخيرة في "وادي السلوقي".

وأكد المؤرخ العسكري د.أوري ميلشطاين، الذي درس معركة عين زحلتا، ادعاءات كبار الضباط. وبحسبه من الممكن الجزم بأن عينان أخفق في حرب لبنان الأولى، وهي نفس الإخفاقات التي وقع فيها قادة الفرق غال هيرش، وإيرز تسوكرمان وغاي تسور، في هذه المرة.

وقال ميلشطاين إن عينان قاد المعركة الأكثر فشلا في تلك الحرب- في عين زحلتا- ولم ينجح في تنفيذ المهمة الموكلة إليه. وأضاف أن لجنة فينوغراد تحدثت عن التخبط/ الغوص في الأوحال، وهذا بالضبط ما حصل لقائد الفرقة في حينه، عينان. فقد تخبط كثيرا في الطريق مع معركته مع قوات صغيرة، وأدار المعركة عن بعد بدون معرفة الحقائق على الأرض، وهذه الانتقادات هي نفسها التي وجهها إلى قادة الفرق الذين جلسوا أمام الشاشات (شاشات البلازما).

وتابع ميلشطاين أنه في ظل الفشل الخطير لعينان في تلك المعركة، لم ينه خدمته العسكرية فقط، وإنما تمت ترقيته إلى رتبة عميد، ومن الغرابة بمكان أنه تم تعيين قائد فاشل مثله للتحقيق في إخفاقات حرب لبنان الأخيرة الثانية، على حد تعبيره.

ومن جهته فقد رفض عينان الرد على أقوال الضباط.

وفي المقابل، صرح عدد من كبار الضباط في الجيش، لصحيفة "هآرتس" أن نتائج التقرير بكل ما يتصل بأداء الجيش في الحرب لا يمكن اعتبارها أقل من زلزال.

وأضافت المصادر ذاتها أن رئيس هيئة أركان الجيش يعمل على تنفيذ توصيات اللجنة الجديدة في التقرير، في حين صرح المدعي العسكري أن التقرير لا يلزم بالمس بترقية ضباط كان لهم دور في الحرب، وقال ضباط آخرون إن أعضاء اللجنة بالغوا في نقاط معينة، وأنه تم إصلاح الكثير من النواقص والخلل التي تحدث عنها التقرير النهائي.

ونقلت "هآرتس" عن أحد الضباط قوله أن أعضاء للجنة يدركون جيدا ماذا "تشوش" في الجيش. وسوف يستغرق إصلاح الأضرار التي أحدثتها الحرب للجيش والانطباع الذي يبقيه لدى الجمهور مدة سنتين أو ثلاث سنوات. وأضاف أنه تم إصلاح بعض النواقص منذ الحرب، ولكن التقرير يشير إلى أن المطلوب هو تغييرات أكبر بكثير، و"ربما كان الوضع في الجيش أخطر مما كنا نتصور"، على حد قوله.

وفي السياق ذاته، أضاف عدد من ضباط الجيش أن اللجنة لم تميز بشكل كاف بين النواقص التي كانت في صيف 2006، وبين وضع الجيش اليوم. وبحسبهم فإن الحديث ليس عن نفس الجيش، فقد تحديد الإخفاقات ومعالجة القسم الكبير منها في السنة والنصف الأخيرة.

وقال آخرون للصحيفة إن القتال في الأشهر الأخيرة في قطاع غزة أظهر مستوى أعلى للجيش مما كان عليه في لبنان. ومن جهتها تحفظت هيئة أركان الجيش من موقف اللجنة بشأن "الإنكسار الخطير" في داخل الجيش. حيث تدعي أن أقوال الضباط والاستطلاعات تشير إلى أن الرأي العام بالنسبة للجيش هو أفضل مما يتضح من تقرير اللجنة.

التعليقات