31/10/2010 - 11:02

غالبية الجمهور الاسرائيلي لا يصدق ان رئيس حكومته سيطرح خطة سياسية مفصلة، في خطاب هرتسليا، اليوم

شارون سيلقي الخطاب المنتظر، في وقت لا يستبعد محللون أن يكون بالون اختبار آخر لا يحمل اي مفاجآت

غالبية الجمهور الاسرائيلي لا يصدق ان رئيس حكومته سيطرح خطة سياسية مفصلة، في خطاب هرتسليا، اليوم
تسود حالة من الترقب المشوب بالتشكك، كافة القطاعات السياسية والصحفية الاسرائيلية، ازاء فحوى الخطاب الذي سيلقيه رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، في حدود الساعة الثامنة من مساء اليوم الخميس في مؤتمر "ميزان المناعة والامن القومي" الذي يختتم اعماله، مساء اليوم، في مدينة هرتسليا الاسرائيلية.

ففي وقت تترقب فيه الاوساط السياسية قيام شارون بطرح خطة سياسية، يتوقع البعض ان تشمل توضيحا لتصريحات سابقة له بشأن "الحاجة الى ازالة بعض المستوطنات لاغراض امنية والقيام بخطوات احادية الجانب ازاء الفلسطينيين"، تتوقع اوساط اخرى ان لا يختلف خطاب شارون، الليلة، عن غيره من خطاباته السابقة من حيث التعتيم والضبابية، بل يذهب البعض الى الاعتقاد بأن كل ما سبق هذا الخطاب من تكهنات ليست الا بالونات اختبار صغيرة ستنفجر، الليلة، عندما يتضح ان شارون لم يتغير، ولن يأتي بأي جديد.

ويتضح من استطلاع اجري لصالح الاذاعة الاسرائيلية، واذيعت نتائجه صباح اليوم، ان غالبية الجمهور الاسرائيلي (85.3%) يتوقعون قيام رئيس الحكومة بطرح خطة سياسية اليوم، وعدم مواصلة سياسته الضبابية. كما يتضح ان غالبية انصار حزب الليكود يريدون من شارون طرح خطة سياسية الآن. الا ان نتائج الاستطلاع تؤكد، ايضا، ان غالبية المواطنين لا يصدقون بأن شارون سيفصل "خطته السياسية" بشكل كامل في مؤتمر هرتسليا، حيث اعرب 13% فقط، من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن شارون سيفصل "خطته".

وقال محللون سياسيون في اسرائيل انهم لا يتوقعون قيام شارون بالقاء "القنبلة" التي ينتظرها العالم، لعدم رغبته، اولا، بالدخول في ازمة ائتلافية مع الاحزاب اليمينية المتشددة في حكومته، عشية التصويت على ميزانية الدولة في العام المقبل. كما يتوقع هؤلاء انتهاج شارون للحذر الشديد في توضيح ما يعنيه بالخطوات الاحادية الجانب التي قال انه سيقدم عليها في حال فشل العملية السياسية مع الفلسطينيين، ذلك ان واشنطن اعلنت، بشكل واضح، رفضها القيام بأي خطوات من شأنها تشويش ما يسمى رؤية الرئيس بوش لمستقبل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، او ما يعرف بـ"خارطة الطريق".

وقال أحد مساعدي شارون ان "رئيس الوزراء سيجدد التزامه بخارطة الطريق ورغبته في اتخاذ خطوات منفردة إذا لم يجعل الفلسطينيون تنفيذها ممكنا."

واكد مساعد شارون ان خطاب رئيس الوزراء لن يتضمن "أي مفاجآت مهمة للأمريكيين."

مع ذلك ما زالت رؤية شارون غامضة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها ستتضمن إخلاء خمس مستوطنات يهودية صغيرة على الأقل مع الإبقاء على قطاعات واسعة من الأراضي المحتلة إلى موعد لاحق غير محدد.

واختلف اثنان من أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي حول الخطة. وقال وزير الخارجية سيلفان شالوم إن الخطة من شأنها أن "تكافئ الإرهاب" وتثير حفيظة الولايات المتحدة.

وتتباين تصريحاته بشدة مع تصريحات نائب رئيس الوزراء إيهود اولمرت الذي كرر الدعوة لانسحاب إسرائيل من أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال شالوم في كلمة أمام هرتسليا، امس، "أنا أعارض أي خطوات منفردة ذات مغزى سياسي ... لأن من شأنها أن تكافئ الإرهاب. وهي لا تحقق لنا أي تقدم ولا تأتينا بأي التزام من جانب الفلسطينيين."

إلا أن اولمرت قال إن أي انسحاب ينبغي أن يضمن انسحاب إسرائيل من المناطق الواقعة قرب المراكز السكانية الفلسطينية في إشارة إلى التكهنات المتزايدة بأن يفوق العرب اليهود عددا في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة خلال بضع سنوات.

وينظر على نطاق واسع إلى اقتراح اولمرت الذي دعا فيه إلى إجلاء آلاف المستوطنين اليهود من المستوطنات المنعزلة على أنه بالون اختبار قبل خطاب شارون.

وقال اولمرت لراديو إسرائيل "مثل هذا الفصل يتطلب خطا فاصلا مختلفا عن ذلك القائم الآن ... إذ ينبغي أن يقام وفقا لمبدأ ... أكبر عدد ممكن من اليهود وأقل عدد ممكن من العرب."

التعليقات