31/10/2010 - 11:02

فوز حماس يجابه برفض إسرائيلي للنتائج وردود فعل تنطوي على التهديد

أولمرت يعقد جلسة مشاروات أمنية مساء اليوم *الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعترف بفشلها في توقع فوز حماس * إسرائيل ترفض إجراء أية مفاوضات مع ممثلي حركة حماس

فوز حماس يجابه برفض إسرائيلي للنتائج وردود فعل تنطوي على التهديد
أفادت مصادر إسرائيلية أن الإرتباك يسود في داخل الجيش الإسرائيلي، وخاصة في شعبة الإستخبارات، اليوم الخميس، في أعقاب نتائج الإنتخابات التشريعية الفلسطينية. وجاء أن فوز حماس لم تشر إليه تقديرات الإستخبارات العسكرية.

وتعكف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على دراسة نتائج الإنتخابات منذ صباح اليوم. وأشارت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن الاجهزة الأمنية تعترف بـ"المفاجأة" و"النتائج غير المتوقعة".

وصرحت مصادر أمنية إسرائيلية أنه "من الواضح أن حماس قوية على رأس السلطة الفلسطينية ليس في صالح إٍسرائيل، ويقلص ذلك إمكانيات مواصلة الحوار الأمني السياسي مع الفلسطينيين. ومن السابق لأوانه القول بأن نتائج الإنتخابات ستؤدي إلى تصعيد أمني".

وأشارت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن شعبة الإستخبارات في الجيش قد اختارت الأخذ باستطلاعات السلطة، إلا أن التقديرات الرسمية التي قدمت قبل عدة أسابيع قد جاء فيها، على لسان ضابط كبير في الإستخبارات العسكرية:" من المتوقع أن تحصل حماس على 30-40% من الأصوات".

وكان قد صرح مصدر أمني كبير في مطلع الإسبوع بأنه " لا يوجد لحركة حماس أية مصلحة في الفوز في انتخابات المجلس التشريعي، فحماس تفضل أن تثبت أقدامها في السلطة الفلسطينية، إلى جانب الإحتفاظ بحق العمل بالوسائل الإرهابية ضد إسرائيل".

كما أشارت المصادر إلى كلمة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، دان حالوتس، قبل عدة أيام في مؤتمر "هرتسليا" حيث قال:" في هذه الإنتخابات هناك إحتمالات كثيرة، قد يعيدنا أحدها سنوات كثيرة إلى الوراء بطريقة لن يتمكن أحد من السيطرة عليها. ومن الممكن حدوث فوضى عارمة في السلطة الفلسطينية".

وكان قد صرح البروفيسور شاؤل مشعال، من جامعة تل أبيب، أنه " بشكل مبدئي فإن حماس انتصرت منذ زمن، فبعد سنوات معدودة من تأسيسها احتلت مكانة لم يعد بالإمكان بدونها، وهذه المكانة ستؤدي إلى اعتراف دولي بها، وللمرة الأولى لدينا حركة إسلامية حصلت على الشرعية بطرق ديمقراطية، الأمر الذي لم يحدث في العالم العربي".

وتعترف الاجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الوضع الحالي في السلطة الفلسطينية هو الأكثر تعقيداً في السنوات الاخيرة.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤل موفاز، قد دأب على التصريح بأن إسرائيل لن تجري أية مفاوضات مع ممثلي حركة حماس إلا بعد نزع سلاحها واعترافها بدولة إسرائيل وتغيير برنامجها السياسي.

وفي المقابل، أشارت التقارير الإعلامية إلى تصريحات سابقة لعدد من كبار المسؤولين، بأن انتصار حماس من الممكن أن يؤثر بشكل غير متوقع على المستقبل. ومن الممكن أن تقوم حماس بإجراء إتصالات مع إسرائيل عن طريق طرف ثالث، ربما تكون دولة أوروبية.

قالت مصادر إسرائيلية أن القائم بأعمال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، سيعقد مساء اليوم الخميس جلسة مشاورات أمنية بمشاركة رؤساء مجلس الأمن ووزير الأمن، شاؤل موفاز، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وذلك في أعقاب فوز حماس في الإنتخابات التشريعية.

ونقلت المصادر عن مصادر سياسية قولها أن إسرائيل لن تجري مفاوضات مع حركة حماس ولن تجري مع الحركة أية اتصالات، في حين عقد كل من "العمل" و "ميرتس" جلسات طارئة لمناقشة أبعاد فوز حركة حماس.

كما جاء أن شمعون بيرس صرح صباح اليوم، الخميس، في رده على إمكانية فوز حركة حماس في إنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، أنه يتوجب على حماس الإستعداد لوقف المساعدات الدولية للفلسطينيين!!

وفي حديثه لإذاعة "صوت إسرائيل" قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، يوفال شطاينيتس (الليكود)، أنه كان بإمكان إسرائيل منع حركة حماس من تحقيق إنجازات في إنتخابات السلطة الفلسطينية عن طريق منع إجراء الإنتخابات.

وأضاف أن الحكومة فشلت فشلاً ذريعاً في حربها مع حماس، وكان بالإمكان منع إجراء الإنتخابات حتى لو كان الثمن مواجهة مع الولايات المتحدة، على حد قوله.

ونقل عن الدائرة الإعلامية في الليكود أن "فوز حماس هو نتيجة مباشرة لفك الإرتباط وأن الفلسطينيين سيدركون أن الإرهاب والعنف هو الطريق إلى تحقيق إنجازات سياسية مقابل إسرائيل"، وجاء أيضاً أن " أولمرت وكديما يؤسسون لدولة إرهاب "حماسية" ستكون تابعة لإيران على بعد كيلومترات معدودة من المراكز السكانية في إسرائيل".

وقال رئيس المفدال، زفولون أورليف، أيضاً أن "فوز حماس هو نتيجة لفك الإرتباط"، وأضاف أن "الجمهور الفلسطيني يدرك أن إرهاب الإنتحاريين وصواريخ القسام هي التي أخضعت حكومة فك الإرتباط".

وقال أن فوز حماس سوف يستكمل مع فوز حكومة "كديما" في الإنتخابات القادمة!

وقال عضو الكنيست، آفي إيتام (الإتحاد القومي) أنه "على محمود الزهار أن يرسل باقة من الورد لإيهود أولمرت ووزراء حكومته الذين فضلوا الإستسلام أمام الإرهاب"

وأضاف:" بدلاً من العمل على تصفية قادة حماس، اختارت الحكومة طرد اليهود من أرضهم، لتثبت للفلسطينيين أن طريق حماس والإرهاب تنتصر على إسرائيل"، على حد قوله.

كما جاء أن رئيس حزب العمل، عمير بيرتس، عقد جلسة صباح اليوم مع قادة "العمل" الأمنيين، بضمنهم بنيامين بن إليعيزر وعامي أيالون ومتان فلنائي وداني ياتوم وأفرايم سنيه، من أجل مناقشة نتائج الإنتخابات الفلسطينية.

ونقل عن عمير بيرتس، قوله أنه " لا توجد لدينا النية في إتاحة المجال لإجراء مفاوضات مع تنظيم يعلن أنه يسعى للقضاء على إسرائيل، كما لن نتيح لأي جهة أن تفرض علينا الإعتراف بالتنظيم".

وأضاف:" لن نجري مفاوضات مع تنظيم إرهابي. وحماس ليست هي العنوان".

ومن جهته قال عضو الكنيست، بنيامين بن إليعيزر (العمل) أنه لن يكون هناك أي حديث مع حماس، وفقط في حال اعتراف حماس بحق إسرائيل في الوجود، عندها يمكن أجراء تقييم للوضع".

وفي تصريح نسب لبن إليعيزر جاء أنه "يجب الإنتظار لرؤية الأبعاد وكيف سينظم الفلسطينيون أنفسهم. والدستور الفلسطيني لا يلزم بمنح الكتلة الكبيرة تشكيل الحكومة"!!

ومن جهته قال رئيس ميرتس – ياحد، يوسي بيلين، في مقابلة مع "صوت إسرائيل" أن "انسحاب إسرائيل أحادي الجانب من قطاع غزة ساهم كثيراً في تقوية حركة حماس، لأن ذلك أضعف السلطة الفلسطينية"!

وأضاف أنه لا تزال إمكانية التوصل إلى تسوية مع العناصر المعتدلة قائمة. كما طالب القائم بأعمال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت بالبدء بإجراء مفاوضات سياسية مع السلطة. وأضاف أنه في حال عدم التوصل إلى تسوية في الفترة المقبلة فإن حماس ستنتصر في الإنتخابات القادمة!

ونقلت التقارير الإعلامية الإسرائيلية، أنه بعد إجراء مشاورات يوم أمس، تقرر عدم الرد رسمياً على نتائج الإنتخابات الفلسطينية.

التعليقات