31/10/2010 - 11:02

في حرب اكتوبر:كتيبة اسرائيلية قتلت مجموعة من الجنود الاسرائيليين العزل لاعتقادها بأنهم عرب

الصحفي ايلان كفير، يكشف في كتاب جديد، كيف قتل الاسرائيليون بدم بارد رفاقهم العزل بعد فرارهم من نيران المصريين في سيناء

في حرب اكتوبر:كتيبة اسرائيلية قتلت مجموعة من الجنود الاسرائيليين العزل لاعتقادها بأنهم عرب
مع حلول الذكرى الـ30 لحرب اكتوبر 1973، او المعروفة في اسرائيل بحرب "يوم الغفران"، تواصل الصحف الاسرائيلية ودور النشر كشف اسرار تلك الحرب وما رافقها من حرب بين جنرالاتها، وغير ذلك من اسرار تؤكد استهتار اسرائيل بالقوة العربية وبامكانية قيام العرب بمهاجمة اسرائيل وتكبيدها خسائر فادحة، بعد سنوات قليلة من هزيمة 1967.

ومن الكتب التي نشرت هذا الاسبوع، كان كتاب "حرب يوم الغفران، اللحظة الحقيقية" لمؤلفيه رونين برغمان وجيل مالتسر ، الذي يكشف وثائق سرية من بروتوكولات هيئة الأركان العامة والحكومة الإسرائيلية، تبين الاستهتار الاسرائيلي بالقوة العربية، وعدم تصديقها للمعلومات التي جمعتها اجهزة الاستخبارات وعملاء الموساد حول التحركات المصرية والسورية التي اشارت الى حدوث امر ما على الجبهة الشمالية، هضبة الجولان، والجنوبية، سيناء.

اما الكتاب الثاني والذي لا يقل اثارة فهو كتاب "اخوتي ابطال المجد" لمؤلفه الصحفي ايلان كفير، الذي ينشر فيه حكايا مثيرة واسرار الجبهة الاسرائيلية، لعل ابرزها الحكاية المثيرة حول قيام كتيبة دبابات اسرائيلية بفتح النيران عن قرب، على مجموعة من الجنود الاسرائيليين، وقتل بعضهم وجرح الاخرين بدم بارد، كما قال احد الناجين، لمجرد اعتقاد جنود الكتيبة بأن الجنود المقابلين لهم هم جنود فروا من الجيش المصري.

ويتضح مما رواه احد الناجين، موشيه ليفي، للاذاعة الاسرائيلية، اليوم، انه لم يشفع للجنود الاسرائيليين كونهم عزل لا يحملون اي سلاح ويتحدثون العبرية بطلاقة، ويعرفون اسماء قادة الكتائب الاسرائيلية، فقد فتح رفاقهم عليهم النار، فقط لانهم اعتقدوا بأنهم عرب.

وقال ليفي ساردا ما حدث: " في اليوم الثاني لحرب اكتوبر، السابع من اوكتوبر، وجدت كتيبة دبابات اسرائيلية نفسها تواجه مئات الجنود المصريين في الجهة الشمالية للقناة. وكان يقود احدى الدبابات العريف اول شلومو ارمان، الحاصل على وسام البطولة عن تلك الحرب. وقد اصيبت دبابة ارمان بنيران مصرية، فانتقل مع جنوده الى دبابة موشيه ليفي (المتحدث)، الا ان صاروخ اربي جي مصري اصاب الدبابة، فقفز ركابها الى المستنقع وبدأوا بالهرب".

ويروي ليفي قائلا: "كان المصريون يطلقون علينا النار ونحن نركض في المستنقع، وتخلصنا من متاعنا واسلحتنا كي نتمكن من التحرك بسهولة داخل المستنقع، ولما تعبنا من السير بدأنا الزحف، وكان ارمان يتذوق رمال المستنقع ويقودنا على مدار 8 الى 9 ساعات، لانه كان الوحيد الملم بتفاصيل المنطقة".

وبعد ساعات طويلة وشاقة، وصلت المجموعة الى حيث رابطت كتيبة دبابات اسرائيلية. ويقول ليفي:

"وقفنا على بعد 15 مترا من الدبابات، لكن طاقمها لم يتعرف علينا، وصرخ بهم شلومو بأننا طاقم دبابة اسرائيلية هربنا من المصريين، فسألونا من انتم ومن اين جئتم، وكنا نتحدث اليهم بالعبرية، وقلنا لهم اننا من الكتيبة "ل"، فقالوا لا توجد كتيبة كهذه، ثم بدأوا باطلاق النار علينا، بدم بارد، من ثلاث دبابات، واصيب بعضنا بجراح بالغة، بينهم انا وشلومو، وسمعتهم يقولون في جهاز الاتصال انهم قتلوا افراد كتيبة من العدو.. ويبدو ان سائق احدى الدبابات المصاب قد صرخ بهم: نازيون، وعندها فهموا انهم اصابوا رفاقا لهم، فكرروا البلاغ قائلين انهم اصابوا رفاقهم في السلاح طالبين ارسال اسعاف لنا وانصرفوا دون تقديم اي مساعدة"..

وقال الصحفي كفير انه يعرف بهذه الحكاية منذ 20 عاما، وهي واحدة من حكايا كثيرة يتضمنها كتابه.

يشار الى ان هناك الكثير من الاسرار المتعلقة باحداث مشابهة، لكنها ما زالت طي الكتمان او يمنع نشرها.

التعليقات