31/10/2010 - 11:02

كآبة بيغن وراء اجتياح لبنان العام 1982!

كتاب اسرائيلي جديد ينقض النظرية التي كانت قائمة حتى اليوم ومفادها أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان أدى إلى إصابة بيغن بحالة اكتئاب شديد أدت إلى انعزاله في بيته وإنهاء عمله كرئيس للوزراء

كآبة بيغن وراء اجتياح لبنان العام 1982!
اعتبر كتاب صدر حديثاً في إسرائيل أن الغزو الإسرائيلي للبنان في حزيران العام 1982 لم يؤد إلى إصابة رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه مناحيم بيغن بحالة اكتئاب، بل جاء نتيجة لكآبة مزمنة كان يعاني منها أدت إلى نشوء حالة فراغ ملأها وزير الدفاع آنذاك ارييل شارون.

ونقض الطبيب النفسي الدكتور عوفر غروزبرد، في كتابه "مناحيم بيغن، سيرة قائد"، النظرية التي كانت قائمة حتى اليوم ومفادها أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان أدى إلى إصابة بيغن بحالة اكتئاب شديد أدت إلى انعزاله في بيته وإنهاء عمله كرئيس للوزراء.

وبحسب الدكتور غروزبرد فإن حالة الاكتئاب التي ألمّت ببيغن أدت إلى نشوء فراغ ملأه شارون. وقال إن "الانزلاق إلى حرب دموية لا فائدة منها نبع من تفاقم الكآبة المزمنة لدى رئيس الوزراء، وهي واحدة من حالات عديدة أدت إلى إضعاف قدرته على الصمود في وجه خطة الحرب التي وضعها ارييل شارون".

وشدد غروزبرد على أن "التدهور في الحالة النفسية لبيغن هي التي أدت إلى تطور الحرب إلى أبعد من أهدافها الأولية، لأنها لم تمكنه من السيطرة على مجرى التطورات. ليست حرب لبنان هي التي أدت إلى كآبته وإنما على العكس. الكآبة التي رافقته طوال حياته تصاعدت في سنواته الأخيرة خلال توليه رئاسة الوزراء وهذا ما أدى إلى تطور حرب لبنان".

وأكد غروزبرد، الذي ذكر أن القابلة التي ولّدت بيغن هي جدة أرييل شارون، أن بيغن كان في مطلع العام 1980 في حالة "اكتئاب كبير" وذلك بعد شهرين على استقالة وزير الخارجية موشيه ديان.

وقال غروزبرد إنه بعد فوز الليكود، الذي قاده بيغن في الانتخابات العامة في العام ,1981 شكّل حكومة مؤلفة من الصقور مثل موشيه أرينز واسحق شامير وارييل شارون وعيّن رفائيل ايتان رئيساً لأركان الجيش وجميعهم معروفون بأفكارهم اليمينية. وأضاف أنه "كلما أصبح بيغن أكثر ضعفاً كلما سعى للتغطية على ذلك بإحاطة نفسه بمجموعة صقرية أكثر وذلك خلافاً للحكومة التي شكّلها في العام 1977".

وتابع غروزبرد أنه "كلما ضعف بيغن اعتمد أكثر على شارون ومنحه المزيد من الصلاحيات وهذه حالة مرضية بمعنى أن لا فرق بين بيغن وشارون. هذا يعني أن بيغن لم يعد يفكر بشكل مستقل".

وأضاف "ولذلك فإني أدعي بأن الكآبة لدى بيغن التي تصاعدت بعد انتخابات 1981 سبقت الحرب وليس التورط في الحرب هو الذي أدى إلى الكآبة. كذلك فإن تزايد عدد الجنود الإسرائيليين الذي قتلوا في لبنان بعد الاجتياح أدى إلى غوص بيغن في اكتئاب عميق".

وقال غروزبرد إن زوجة بيغن قالت مرة إن زوجها اعتكف في إحدى الأمسيات في غرفته وبكى طوال الليل حزناً على جنود قتلوا في لبنان، وإنها طلبت عدم الاتصال به في ساعات الليل لإبلاغه بسقوط المزيد من الجنود.

التعليقات