31/10/2010 - 11:02

كلينتون تنقد خطة نتنياهو للسلام الاقتصادي وتعتبر إخلاء الفلسطينيين من حي سلوان خرقا لخارطة الطريق

حماس: تصريحات كلينتون انحياز واضح للاحتلال ؛ أبو مازن يتهم إيران بدور سلبي ويتمسك بخيار المفاوضات مع إسرائيل * كلينتون أكدت على دعم السلطة الفلسطينية

كلينتون تنقد خطة نتنياهو للسلام الاقتصادي وتعتبر إخلاء الفلسطينيين من حي سلوان خرقا لخارطة الطريق
انتقدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاربعاء خطط اسرائيل لإخلاء عشرات المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية واصفة ذلك بانه انتهاك لالتزامات اسرائيل الدولية. وتابعت "هذا النوع من النشاط لا يفيد ولا يتماشى مع التزامات منصوص عليها في خطة خارطة الطريق" لإحلال السلام. وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "هذه قضية نعتزم اثارتها مع حكومة اسرائيل والحكومة على مستوى البلدية في القدس.

وقد صلت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، اليوم إلى رام الله، بعد سلسلة لقاءات أجرتها مع المسؤولين الإسرائيليين، والتقت ظهر اليوم مع رئيس الوزراء الفلسطيني ، سلام فياض. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع فياض في مقر مجلس الوزراء في رام الله إن الولايات المتحدة «ملتزمة بحل الدولتين لشعبين»، وأعربت عن التزامها «بدعم سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس».


وفي غضون ذلك ذكرت صحيفة هآرتس أن كلينتون وجهت انتقادات خلال لقائها مع المسؤولين الإسرائيليين لخطة «السلام الاقتصادي» لرئيس الليكود والمكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو. وقالت كلينتون التي التقت مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، ونتنياهو، ورئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ، إن دفع الاقتصاد الفلسطيني دون حل سياسي ليس عمليا وليس له أي احتمال بالنجاح.

وأضافت كلينتون وفقا للصحيفة إن الإدارة الأمريكية ملتزمة بحل «الدولتين للشعبين»، والذي قالت عنه أنه حتمي. واعتبرت كلينتون أن الخلاف في الرأي مع الإسرائيلين هو في إطار خلاف رأي بين الأصدقاء، وقالت إن «الإدارة الحالية تعتقد أنه لا يجب تضييع الوقت في الموضوع الفلسطيني، كما أن قيام دولة فلسطينية هو في صالح إسرائيل».

وأضافت الصحيفة أن كلينتون طلبت خلال لقائها مع وزير الأمن إيهود باراك، أن تفتح إسرائيل معابر قطاع غزة لفسح المجال لتدفق مكثف للاحتياجات الإنسانية للسكان. وقالت كلينتون إن الوضع الإنساني في قطاع غزة «إشكالي»، ويجب أن تساهم إسرائيل أكثر في هذا الشأن، عن طريق توسيع فتج المعابر وزيادة المنتجات المسموح بإدخالها.
من جانبه حاول باراك إقناع كلينتون أن إسرائيل لا تمنع دخول المواد الغذائية والطبية، وقال إنه منذ نهاية الحرب على غزة دخلت عن طريق المعابر الحدودية إلى قطاع غزة 127 ألف طن مواد غذائية وأدوية ولوازم طبية وأكثر من 12 مليون لتر وقود.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع كلينتون أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إصرار السلطة الوطنية على السير في عملية السلام، وفق الشرعية الدولية، وخطة خارطة الطريق وحل الدولتين، والالتزام بذلك بشكل كامل.

وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله اليوم: نطالب الحكومة الإسرائيلية أيضا بالالتزام بخطة خارطة الطريق وحل الدولتين، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تعمل أيضا على وقف الاستيطان ورفع الحواجز، وإنهاء المشاريع الاستيطانية، خاصة ما يجري هذه الأيام في مشروعE1، والتهجير الذي تقرر أن يتم في سلوان، مؤكدا أن هذا الوضع لا يمكن أن نقبله أو نحتمله.

وأضاف عباس وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا": أعتقد أن الوقت أصبح مناسبا الآن لوضع كل قضايا المرحلة النهائية على الطاولة وإجمالها للوصول إلى حل لهذه القضايا، وهي القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن وغيره، وكذلك الأسرى الذين نرى من الضروري إطلاق سراحهم كلهم في نهاية هذا المطاف.

وأشار إلى أنه تطرق في اجتماعه مع الوزيرة كلينتون إلى قضية الحوار الوطني، قائلا: تحدثنا عن الحوار الوطني الفلسطيني الذي جرى ويجري في القاهرة، وذلك لتشكيل حكومة فلسطينية تلتزم بالتزاماتنا التزاما كاملا، وتعمل من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مهلة لا تزيد عن 24-1-2010.

وأضاف عباس: تحدثنا مع الوزيرة كلينتون، حول ضرورة فتح المعابر وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، والسماح للمواد الإنسانية والمساعدات بالوصول إلى غزة، لان الشعب الفلسطيني يعاني الكثير والكثير، والمواطنين في أزمة لا تحتمل.
وجدد السيد الرئيس تأكيده على الالتزام بالحل الشامل والكامل الذي ورد في خطة خارطة الطريق، وأيضا على المسارات الأخرى من أجل الوصول إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة.

وأكد أن المبادرة العربية التي اعتمدت في أكثر من قمة عربية وإسلامية ستكون جاهزة دائما للتسويق، حتى نتمكن من تطبيقها، لأننا نعتقد أنها الفرصة الوحيدة والأكيدة من أجل أن يكون هناك سلام في الشرق والأوسط وفي كل العالم.

وأشار إلى أن الرسالة التي حملتها اليوم وزيرة الخارجية، هي التزام الإدارة الأميركية الجديدة بعملية السلام، وبالحل الشامل على أساس الدولتين، وأنها ستبذل كل جهودها لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى تأكيدها على دعم السلطة الوطنية، والمبادرة العربية وخطة خارطة الطريق.
وثمن مواقف الإدارة الأميركية الجديدة الداعمة للقضية الفلسطينية التي أظهرها الرئيس أوباما، خاصة ما حصل في شرم الشيخ، من دعم لهذا المؤتمر الحيوي لإعادة أعمار الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة.

وقدم عباس شكره لإدارة الرئيس اوباما على هذه الحيوية في دفع عملية السلام إلى الأمام، سواء من خلال زيارة السيدة كلينتون، أو من خلال زيارات السيد ميتشل إلى المنطقة. وطالب إدارة الرئيس اوباما واللجنة الرباعية بالعمل على دفع الطرفين للالتزام بهذا الاتجاه.

وشدد على رفض القيادة الفلسطينية للقرارات الاستيطانية الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية، قائلا إن هذه القرارات مرفوضة، ونعتقد أنها رسالة واضحة بأن الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام، وقد أرسلنا رسائل لجميع الأطراف بأن الإسرائيليين لا يريدون السلام، ويجب على الحكومة الإسرائيلية الالتزام بعملية السلام، وإلا فإنهم (الإسرائيليين)غير شركاء في عملية السلام.

وعما يعتبره تدخل إيران في الشأن الفلسطيني، قال عباس: نحن نقول للإيرانيين كفوا عن التدخل في شؤوننا الداخلية، وهذا التدخل كله سلبي، وليس في صالح الشعب الفلسطيني، ونحن نعتبر مثل هذه التدخلات تهدف فقط لتعطيل الحوار الوطني، ونحن نرفض التدخل رفضا قاطعا، وعلى إيران أن تهتم بشؤونها ومصالحها الداخلية.

بدورها، قالت الوزيرة كلينتون إن الإدارة الأميركية تدعم السلطة الفلسطينية كحكومة شرعية ووحيدة للشعب الفلسطيني، من أجل الوصول إلى سلام شامل على أساس حل الدولتين.

وأضافت: الرئيس عباس يوفر للشعب الفلسطيني الفرصة لتحقيق حلمه بإقامة الدولة الفلسطينية، وأن الطريق الوحيد إليها هي المفاوضات، وسنعمل مع الرئيس عباس وحكومته من أجل معالجة كافة القضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني.

وأكدت كلينتون حق أطفال غزة في الحياة كباقي أطفال العالم، مشددة على أن الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش جنبا إلى جنب مع جيرانها هي من الضرورات .
وقالت وزيرة الخارجية: من الضروري فتح المعابر، وإدخال الكميات الكافية من المساعدات، وتهيئة الظروف لمشروع سلام ناجح يؤدي إلى حل الدولتين.
وأعربت كلينتون عن أملها بقيام الأطراف بتحقيق السلام، مشيرة إلى أن حجر الأساس لسلام شامل في المنطقة قد وضع.

من جانبها قالت الحكومة الفلسطينية المقالة "أن التصريحات الاتي ادلت بها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اليوم في رام الله أظهرت انحيازاً واضحاً للاحتلال الإسرائيلي واستمراراً للسياسة الأمريكية القديمة بالكيل بمكيالين والدفاع عن جرائم الاحتلال وممارسة الضغوط على الشعب الفلسطيني والتحريض ضده".

وبين طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة في تصريح صحفي أن هذه التصريحات لكلينتون في شرم الشيخ ورام الله هي ضربة لكل من راهن على التغيير الذي وعد به الرئيس باراك اوباما وتأكيد على صوابية المنهج الذي سارت عليه الحكومة.

كما وأدان التصريحات التي وصف بها السيد محمود عباس لجرائم الاحتلال بالإجراءات الضارة بدلاً من وصفها على حقيقتها بأنها جرائم بحق الشعب الفلسطيني.

التعليقات