31/10/2010 - 11:02

مؤتمر سلامة الطفل: الحكومة فشلت بحماية الأطفال

تقليص مخصصات الأطفال، أدى الى زيادة عدد الأطفال تحت خط الفقر* 55% من المصابين في الحوادث البيتية من الوسط العربي – نتيجة حروق!

مؤتمر سلامة الطفل: الحكومة فشلت بحماية الأطفال
اختتم في جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، امس، مؤتمر سلامة الطفل الذي يعقد للسنة الخامسة على التوالي، والذي استغل رجال السياسة منصته لادعاء "نشاطهم" دفاعا عن حقوق الاطفال في إسرائيل متناسيا بعضهم انهم صوّتوا خلال الدورة السابقة ضد هذه الحقوق، وفي مركزها تقليص مخصصاتهم.

وكشف النقاب خلال المؤتمر عن أن عدد جرائم القتل والموت بالاهمال لدى الصبية ارتفع بنسبة عشرين بالمائة مقابل العام الأسبق. وأكدت الكولونيل سوزي بن-باروخ، رئيس قسم الشبيبة في شرطة إسرائيل اثناء المؤتمر، أنه طرأ ارتفاع بنسبة أكثر من 25 بالمائة على حوادث التنكيل بالأطفال خلال العام 2005

وقال البروفيسور محمد حاج يحيى، من كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة العبرية بالقدس، انه يجب ان يتم الارشاد إلى عدم استعمال العنف في المدارس والمجتمع.

أما الرئيس السابق لجامعة "بن غوروين"، بروفيسور افيشاي برفرمان، المرشح في قائمة حزب العمل فقال "أخجل من دولة فيها كل طفل ثالث فقير، وجهاز التعليم يتدهور ليصل إلى حد يكون فيه الأسوأ في العالم الغربي، ويعاني من ظاهرة عنف مقلقة".

وقال وزير الصحة يعقوب ادري، إن الدولة فشلت في حماية الأطفال من أعمال التنكيل، ووعد بأنه "سيناضل من أجل منع كل محاولة للمس بعيادات الأم والطفل وفي خدمة الممرضات في المدارس".

وخلال المؤتمر كشف البروفيسور بوعاز فورتر، المدير الطبي لصندوق المرضى "مكابي" في بئر السبع، أن هناك فرق كبير بين وعي الاطفال الذين يترعرعون في بيئة طبيعية والأطفال الذين ينشأون في بيئة مهملة – حيث لا يمكنهم التعبير عن شعورهم كما هو الحال بالنسبة للأطفال الذين يترعرعون في بيئة طبيعية.

أما القائم بأعمال عميد بنك اسرائيل سابقا، بروفيسور تسفي زوسمان، فأكد أن تقليص مخصصات الأطفال، أدى الى زيادة عدد الأطفال تحت خط الفقر، وبالذات في أوساط عائلات العاملين. وعرض زوسمان معطيات تبين أنه في السنوات التي ازدادت فيها مخصصات الأطفال، انخفضت نسبة الولادة في العائلات التي فيها أربعة أطفال وأكثر، وخاصة في أوساط العائلات العربية، وعلى سبيل المثال، فيما كانت نسبة الولادة في أوساط العائلات كثيرة الأطفال، 51,8% في عام 1980، انخفضت تلك النسبة إلى 37,8% في عام 2000، وتلك المعطيات تفند الادعاءات القائلة بأن رفع قيمة مخصصات الأطفال يؤدي الى تزايد الولادة.

وأكد زوسمان أن المس بالأطفال في العائلات كثيرة الأولاد، والعاملة، ينبع من سببين، أولهما: المس الذي نجم عن تقليص مخصصات الأطفال، والذي مس بأكثر بالعائلات العاملة .

السبب الثاني هو أن التقليص في مخصصات ضمان الدخل، مس كثيرا بعائلات الأجيرين الذين يتقاضون رواتب الحد الأدنى، وأكثر من العائلات التي لا يعمل أربابها. فقد تضررت 92% من العائلات من التقليص في مخصصات ضمان الدخل، و62% من العائلات التي لم يعمل أربابها.

وأتفق مدير عام مؤسسة التأمين القومي، د. يغآل بن شالوم، مع راي زوسمان مشيرًا إلى أن على الحكومة القادمة الوقف الفوري للتقليص في مخصصات الأطفال والعمل على سن قانون لحماية حقوق الطفل، وذلك لمنع تجاهل وعدم معالجة قضايا الأطفال في خطر.

مدير مركز الصدمات النفسية والطب العاجل في تل هشومير، الدكتور كوبي بيلغ، كشف النقاب عن أن 6% من ضحايا العنف في صفوف الشبيبة اصيبوا جراء استعمال العيارات النارية. وأكد الدكتور بيلغ أن العنف المستشري في المجتمع الإسرائيلي مرتفع بصورة ملموسة في أوساط الشبيبة في سن 16 -18 عامًا، وأضاف أن 50 بالمائة من الفتية الذين يتعرضون للعنف هم يصابضحايا لاستخدام السلاح الأبيض، وفقط 27 بالمائة يصابون خلال شجار . وأردف الدكتور بيلغ أنه لا يوجد فرق في هذا المضمار بين الوسطين العربي واليهودي.
إلا أن الدكتور لاحظ فرقًا كبيرًا بين الوسطين في كل ما يتعلق بالحوادث البيتية. وحسب معطياته فان الأطفال حتى سن الرابعة يصابون نتيجة الحروق في الوسط العربي – وهم يشكلون نسبة 55.7 بالمائة من المصابين، مقابل 34 بالمائة في الوسط اليهودي، مشيرًا إلى أن الإصابات في الوسطين عادة ما تحدث في البيوت.

وقال الدكتور شكري عطا الله، مدير قسم الأطفال في المستشفى الفرنسي بالناصرة، ان مواجهة الاصابات البيتية تحتم زيادة الارشاد واجراء فحص للبيوت العربية، واقترح القيام بزيارات بيتية بواسطة مهنيين للوقوف عن كثب على قضية الأمان في البيوت.

الدكتورة ميخال حمو-لوتام، المديرة العامة لمنظمة "بتيرم" – التي تعنى بالوقاية ومنع الإصابات المنزلية – حذرت بدورها من عدم علاج ظاهرة الاصابا ت البيتية، مشيرة إلى أنه في كل عام يصل إلى غرف الطوارئ في المستشفيات واحد من كل 11 طفلا، في حالة عدم علاج مسببات الحوادث البيتية بصورة مبكرة.

وخلاصة الحديث، أن مؤتمر بئر السبع لسلامة الطفل، الذي عقد هذا العام عشية الانتخابات، أكد مجددًا أن الأطفال في إسرائيل في خطر، ولكن الأطفال العرب – خاصة اولئك الذين يترعرعون في بيئة مهملة، كما هو الحال في القرى العربية غير المعترف بها في النقب والجليل، هم في خطر أكبر.

التعليقات