مصدر اسرائيلي: تل أبيب تستغل المونديال للمماطلة في تشكيل لجنة الفحص

على الرغم من الضغوطات الأميركية والمطالب الأوروبية لتشكيل لجنة لفحص عملية الإستيلاء على اسطول الحرية، لم تعلن الحكومة الإسرائيلية حتى اليوم عن تشكيل لجنة لفحص العملية، فيما قال مصدر سياسي إسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "إرجاء الإعلان له اسباب خلاقة، وهي مباريات المونديال في جنوب أفريقيا".

وأضاف المصدر ذاته أنه خلال المشاورات التي أجرتها القيادة السياسية تقرر ارجاء الإعلان عن تشكيل اللجنة وحسم تشكيلتها وصيغتها قدر الإمكان، وذلك بناء على الإعتقاد بأن العالم بأسره تتجه أنظاره هذه الأيام الى مباريات المونديال وغير منشغل بما يجري في اسرائيل وبمصير اللجنة. وأوضح أن الإرجاء في الإعلان عن تشكيل اللجنة سيتيح لإسرائيل تمرير قرار بتشكيل لجنة شكلية دون مواجهة انتقادات دولية جدية.

من جانبه نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تصريحات المصدر السياسي للصحيفة ووصفها بغير الواقعية والعارية من الصحة. وادعت مصادر ان التأجيل في الإعلان عن تشكيل اللجنة جاء الإتصالات مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة في ما يخص صيغة اللجنة، مضيفةً أن المستوى السياسي يسعى لتشكيل لجنة "مريحة له" ولا تعرضه للانتقادات.

في السياق ذاته، ذكرت الصحيفة أن اللجنة لن تستجوب قائد سلاح البحرية الإسرائيلية، اليعيزر ماروم، ولا جنوده وإنما سينحصر عملها في استجواب القيادة السياسية ورئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الاسرائيلي، غابي اشكنازي والأعضاء في المجلس الوزراء السباعي وقادة الأجهزة الإستخبارية. وأضافت أن اللجنة التي شكلها أشكنازي برئاسة غيورا ايلاند ستستجوب الجنود وستنقل مواد التحقيق الى لجنة الفحص التي سيرأسها القاضي المتقاعد يعقوف تيركل.

وقالت الصحيفة إن لجنة الفحص لن تخوّل بتقديم "استنتاجات شخصية" ضد القيادة السياسية وإنما سيتمركز عملها في فحص قانونية الحصار على قطاع غزة والجوانب القانونية لعملية الإستيلاء على الأسطول بمشاركة مندوبين اميركيين. وأضافت أن اللجنة مخولة بعدم كشف كافة المواد أمام المندوبين الأميركيين وهو الأمر الذي قد يثير تحفظ الإدارة الأميركية من صيغة اللجنة إلى حد سحب تأييدها لها.

وحذرت مصادر اسرائيل من أن المماطلة في تشكيل لجنة فحص تستجيب للمطالب الدولية قد تؤدي نهاية المطالب الى صدور تقرير دولي يدين اسرائيل على غرار تقرير غولدستون.