نتنياهو يرفض تحمل اسرائيل لنفقات اخلاء أنقاض مستوطنات غزة

رفض وزير المالية الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قيام اسرائيل بتحمل نفقة اخلاء انقاض بيوت المسوطنين التي سيتم هدمها بعد اخلاء مستوطنات قطاع غزة، في اطار فك الارتباط.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس قد اعلنت رسمياً، في ختام اجتماعاتها بمسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين امس وأمس الأول، اتفاق الجانبين على هدم بيوت المستوطنات وقيام الفلسطينيين باخلاء الانقاض على نفقة اسرائيل او الدول المانحة.

الا ان نتنياهو خرج، صباح اليوم، بتصريحات عدوانية زعم فيها ان اسرائيل ليست مضطرة لتحمل نفقة اخلاء الأنقاض. وقال في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية "اذا كانت هناك جهات دولية تريد تحمل ذلك فلتفعل، اما اسرائيل فليست مضطرة الى عمل ذلك"!

ودعا نتنياهو الى خصم تكاليف اخلاء الأنقاض من "الديون الكبيرة المستحقة على الفلسطينيين لشركات رسمية اسرائيلية"، على حد ادعائه.

وكرر نتنياهو خلال اللقاء هجومه على الفلسطينيين ورفضه المطلق لتقديم اي تسهيلات لهم بزعم ان هذه "الايماءات" تساهم في تدعيم مخطط طرد اليهود من اسرائيل، على حد زعمه. وفي هذا الصدد كرر نتنياهو تصريحاته الممجوجة التي يدعي من خلالها بأن هناك "جهات راديكالية في العالم العربي ترغب بتصفية دولة اسرائيل". وحسب زعمه "تلجأ هذه الجهات الى "الارهاب" لجعل اسرائيل تتراجع من موقع الى آخر، ومن ملاذ إلى آخر، وبالتالي ايصال الاسرائيليين الى الملاذ الأخير على شاطئ البحر، وطردهم كما تم طرد الصليبيين"!

ودعا نتنياهو الى محاربة ما يسميه "الارهاب" وعدم تقديم "الايماءات او التنازلات" له. ولم يخف رغبته بعدم تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة الا انه اقر بأن اسرائيل قد تضطر الى ذلك في يوم ما، ولكن بشكل لا يمس باسرائيل التي وصفها بالمريض قائلا "ان المسألة لا تتعلق بنوع العملية التي ستجريها وانما بطريقة اجراء هذه العملية، فاذا تم اجراء العملية بشكل غير صحيح فسيتم المساس بالمريض، دولة اسرائيل، بشكل أشد خطورة مما لو لم يتم اجراء العملية" على حد تعبيره!


في تعقيبه على تصريحات نتنياهو قال رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي، اللواء احتياط داني روتشلد، ان فك الارتباط جيد لأمن اسرائيل. وقال للاذاعة ذاتها ان اسرائيل تقوم بفك الارتباط من اجل مصلحتها وليس من اجل الفلسطينيين، وكل من يشترط تنفيذ فك الارتباط، كما يفعل نتنياهو، بقيام الفلسطينيين بعمل هذا او ذاك انما يضلل الجمهور، "لأن فك الارتباط يعتبر، في نهاية الأمر، مهما لنا أكثر من اهميته بالنسبة لهم (الفلسطينيون)".

وقال روتشيلد: "اننا، في مفهوم معين، نقوم باطلاق النار والبكاء، فلقد قمنا خلال السنوات الأربع الأخيرة بتدمير البنية الأمنية والوقائية الفلسطينية في قطاع غزة، لم نبق على أي مركز للشرطة او معتقل ولا نسمح لأي قوة امنية هناك بأن تحمل السلاح، ثم نأتيهم اليوم ونسألهم لماذا لا يعالجون "حماس". واضاف:"لا يتحتم علينا الابقاء على عشرات آلاف الجنود في غزة كي يحاربوا قي ظروف غير محتملة وتكبد مصاريف غير اعتيادية بسبب وجود خمسة او ثمانية آلاف مستوطن هناك".