31/10/2010 - 11:02

نتنياهو يشترط "شطب حق عودة" اللاجئين الفلسطينين نهائيا لتأييد خطة "فك الارتباط"

أجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، مع وزراء حزبه لمناقشة تفاصيل خطة فك الارتباط والاستماع الى مواقفهم

نتنياهو يشترط
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، اريئيل شارون، اليوم الأحد، اجتماعا خاصا لوزراء حزبه ( الليكود ) لمناقشة خطة "فك الارتباط " التي يقول شارون انه يبلورها للانفصال عن الفلسطينيين من جانب واحد.

وكان من المفروض ان يعقد شارون هذا الاجتماع، الاسبوع الماضي، الا انه قرر تأجيله والمماطلة في كشف تفاصيل الخطة التي رفض عرضها امام الكنيست، ايضا، هذا الاسبوع. لكن شارون عاد ورضخ لمطالب وزراء حزبه الذين يصرون على مناقشة تفاصيل الخطة قبل عرضها على الرئيس الاميركي خلال " القمة المرتقبة ؟!" بين شارون وبوش. كما يطالب وزراء الائتلاف الاخرين الاطلاع على الخطة التي يقولون ان بعض وزراء شارون يقومون بتسويقها في العالم وكأنها اصبحت خطة متفق عليها في الحكومة. ويقف على رأس موجهي هذا الاتهام وزير الاسكان ايفي ايتام الذي يقوم هذه الايام، بجولة في واشنطن يعرض خلالها مواقفه ومواقف حزبه (المفدال) المعارضة للانسحاب من المناطق الفلسطيينة المحتلة واخلاء مستوطنات. كما يشارك في الحملة ضد الخطة الوزراء افيغدور ليبرمان وبيني ايلون، من حزب الاتحاد القومي، وعدد من وزراء ونواب الليكود انفسهم.

وقد عرض شارون خطته على الوزراء، وقال ان الانسحاب من قطاع غزة سيرفقه اخلاء أربع مستوطنات من الضفة الغربية المحتلة. وقال شارون ان تطبيق خطته (دون التطرق الي تفاصيل هذه الخطة) سيمنح إسرائيل "حرية عمل أوسع في الرد على العمليات الارهابية". كما أشار شارون خلال كلمته الى احتمال القيام بانسحاب جزئي من قطاع غزة مع ابقاء محور فلادلفي تحت السيطرة الإسرائيلة.

كما تحدث في الاجتماع رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، أفي ديختر، ورئيس مجلس الأمن القومي، الجنرال غيورا ايلاند.

وقد تحدث خلال الاجتماع عدد قليل من وزراء الليكود فقط، وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر لمواصلة مناقشة خطة شارون والاستماع الى مواقف مختلف الوزراء.

كما تحدث خلال الاجتماع وزير المالية، بنيامين نتنياهو. ويذكر ان نتنياهو كان من أشد المعارضين لأي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكنه عاد خلال الاجتماع واضعا ثلاثة شروط من أجل تأييده لخطة "فك الارتباط".

واشترط نتنياهو ان يتم بناء جدار الفصل العنصري قبل القيام بأي انسحاب من قطاع غزة، بما في ذلك بناء الجدار المحيطة في المستوطنات الإسرائيلية (مستوطنة أريئيل الموسعة، وغوش عتصيون ومعاليه ادوميم)، اضافة الى شارع 443 ، أي شارع تل أبيب - موديعين. والشرط الثاني: اعلان الولايات المتحدة عن رفضها المباشر لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. والشرط الثالث: ترتيبات أمنية خاصة تتيح لإسرائيل كامل السيطرة على المعابر الحدودية وتضمن لها حرية التصرف في كل مكان داخل قطاع غزة.

ثم عاد نتنياهو وتطرق الى شروطه لدعم خطة شارون، وقال ان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين هو الذي يدفعهم (بقصد الفلسطينيين) الى ممارسة الارهاب، بهدف القضاء على الدولة الصهيونية وطردنا من هنا. وأضاف انه يجب القضاء على حق العودة والعمل على ازالته عن جدول الأعمال الدولية. وقال خلال كلمة له أمام اجتماع دائرة التجارة والصناعة، ان ومن أجل القضاء على الارهاب، يجب القضاء على "الأمل" الذي يحرك هذا الارهاب، أي حق العودة. وقال ان اعلان الولايات المتحدة بشكل علني ومباشر عن معارضتها لحق العودة هو شرط أساسي لتنفيذ خطة فك الارتباط. وقال أيضا بان شروطه الثلاث ضرورية لضمان بقاء الدولة اليهودية، وانه يجب التعامل مع شروطه كصفقة واحدة متكاملة من أجل تنفيذ خطة فك الارتباط، وبدون هذه الشروط لا يمكن تأييد الخطة.

أما وزير الأمن، شاؤول موفاز، فقد طالب بالحصول على مقابل سياسي قبل تنفيذ خطة الانسحاب من طرف واحد، ودعا الى دعم شارون قبل سفره الى واشنطن.

وكان الوزير عوزي لانداو قد هاجم خطة شارون واعرب عن معارضته له. كما انضم الي موقفه هذا وزير الأمن الداخلي، تساحي هنغبي، والوزيرة ليمور لفنات.

وباعقاب الاجتماع مع وزراء الليكود، عقد شارون اجتماعا خاصا مع مدير مكتبه، دوف فايسغلاس، ورئيس مجلس الأمن القومي، الجنرال غيورا ايلاند، لتنسيق الموقف قبل سفرهما الى واشنطن.

وتقدر مصادر في ديوان شارون، أن الثمن الذي ستحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة مقابل انسحابها الأحادي الجانب من القطاع سيحسم الموضوع، حيث تأمل الأوساط المقربة من شارون حصول اسرائيل على ضوء اميركي اخضر يتيح لها التوغل في قطاع غزة، متى شاءت بزعم البحث عن "قنابل موقوتة"، وهو المصطلح الذي تطلقه اسرائيل على رجال المقاومة.

كما تتوقع اسرائيل ان يؤدي الانسحاب الجزئي من المناطق الفلسطينية المحتلة الى تغيير الموقف الاميركي من الجدار الفاصل، وبالتالي صمت واشنطن ازاء الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها اسرائيل من خلال اقامة هذا الجدار في اعماق الضفة الغربية المحتلة، وما يتسبب به من موبقات ومآس انسانية للفلسطينيين.

هذا وسوف يسافر رئيس مكتب شارون، دوف فايسغلاس، ورئيس مجلس الأمن القومي، جنرال الاحتياط غيورا ايلاند، خلال الاسبوع القادم الى واشنطن، بهدف مناقشة الخطة مع الادارة الأمريكية...

التعليقات