31/10/2010 - 11:02

هزيمة لشارون في الكنيست: رفض بيانه السياسي بغالبية 53 مقابل 44

النائب بشارة: "شارون لم يقل جديداً في خطابه. وقد ردد نفس الاكاذيب عن مسؤولية الفلسطينيين عن العنف ومحاولة ربط النضال الفلسطيني بالارهاب"* بيرس يعد شارون ب"شبكة أمان"* اسقاط اقتراحات حجب الثقة عن الحكومة

هزيمة لشارون في الكنيست: رفض بيانه السياسي بغالبية 53 مقابل 44
مني رئيس الحكومة، اريئيل شارون، بهزيمة جديدة في الكنيست، مساء اليوم، اكدت عمق الازمة التي يواجهها ائتلافه الهش.

فبعد جلسة طويلة من المداولات السياسية حول البيان السياسي الذي القاه شارون في فاتحة الدورة الشتوية للكنيست، عصر اليوم (الاثنين)، رفضت الكنيست، في التصويت الذي جرى قرابة الساعة التاسعة والثلث تسجيل البيان السياسي لشارون، بغالبية أصوات المعارضة البرلمانية والمعارضين لخطة فك الارتباط، التي تمحور حولها بيان شارون السياسي.

وقد صوت الى جانب بيان شارون 44 نائبا في حين عارضه 53 نائبا. اما المتمردين داخل حزب الليكود فلم يشاركوا في التصويت بتاتا، على البيان السياسي، تأكيدا لرفضهم لخطة فك الارتباط، في حين سارعوا الى تأييد شارون لدى التصويت على اقتراحات حجب الثقة عن حكومته.

وكان التصويت على البيان السياسي الذي قدمه شارون والتلخيصات السياسية التي قدمتها الكتل البرلمانية المختلفة، قد استغرق اكثر من ساعة. وبسبب خلل أصاب الاجهزة الألكترونية في الكنيست تم التصويت برفع الأيدي على شتى البيانات والاقتراحات، ولم يتم احصاء الأصوات الا اثناء التصويت على البيان الختامي لحزب "يهدوت هتوراة" والذي نال تأييد 50 نائبا ومعارضة 60، وعلى بيان شارون. اما البيانات الختامية للعربية الموحدة والتجمع والجبهة وشاس وياحد والعمل فقد اسقطت بغالبية ساحقة، دون أن يتم احصاء الأصوات.

كما اسقطت الكنيست اقتراح حجب الثقة الذي قدمه حزب العمل بغالبية 60 نائبا، مقابل 52، فيما تم اسقاط اقتراح كتل "ياحد" والتجمع والجبهة، باصوات الغالبية دون أن يتم احصاؤها.

وكانت كتلة الاتحاد القومي قد طلبت سحب اقتراحها بحجب الثقة قبل بدء التصويت.

يشار الى ان شارون كان قد هدد، اثناء النقاش الذي شهدته الكنيست، وحين تبين له انه سيخسر التصويت على بيانه، باستئناف المفاوضات الائتلافية مع الكتل البرلمانية لتغيير التركيبة الحالية للائتلاف الحكومي.

وقال مقربون من شارون، قبل التصويت على بيان شارون، انه يفكر بتوسيع تركيبة الائتلاف اذا ما مني بهزيمة في التصويت. وقد استهدفوا من وراء هذا الاعلان التلميح للمتمردين داخل حزب الليكود بالعودة الى مفاوضة حزب العمل على الانضمام الى الحكومة رغما عن قرار مركز حزب الليكود الرافض لذلك.

لكن هذه التلميحات لم تحرك شعرة في اوساط المتمردين الذين امتنعوا، وكما أشرنا، عن المشاركة في التصويت على بيان شارون، رغم تواجدهم في القاعة.

وقال المقربون من شارون إن تصرف هؤلاء المتمردين يثبت انه لا يمكن الاعتماد على الائتلاف الحالي. واوضحوا ان شارون سيتوجه الى حزب العمل وكتلة شاس وكتلة يهدوت هتوراة لمفاوضتها على الانضمام الى الحكومة.

وعلم ان شارون دعا نواب كتلة يهدوت هتوراة الى الاجتماع به، يوم الخميس المقبل.

وكان خطاب شارون في بداية جلسة الكنيست قد تمحور في جله حول خطة فك الارتباط، وما يتوقع أن يرافقها من مصاعب بالنسبة للائتلاف الحكومي. وقال شارون، في خطابه، ان "الكنيست مطالبة في الاسابيع القريبة القادمة باتخاذ قرارات صعبة للغاية".

واضاف شارون ان "الحكومة ستضع امام الكنيست القضايا الصعبة التي ستقرر شكل اسرائيل في السنوات القادمة لاقرارها".

وادعى شارون مجددا انه "طالما لا يوجد شريك حقيقي يمكن اجراء مفاوضات معه، فان اسرائيل مضطرة الى اتخاذ خطوات من جانبها لتحسين وضع سكانها. ولذلك بادرت الحكومة الى خطة فك الارتباط".

وتضمن خطاب شارون جدولا زمنيا لتنفيذ خطة فك الارتباط. وقال انه ينوي عرض الخطة على الكنيست لاقرارها في 25 تشرين الاول/اكتوبر الجاري.

واضاف شارون ان "عملية التصويت الثانية ستكون على قانون تعويض المستوطنين وستتم في الاسبوع الاول من تشرين الثاني/ نوفمبر".

وتوجه الى اعضاء الكنيست من الليكود واحزاب اليمين، الذين يعارضون خطة فك الارتباط، قائلا ان "النقاش والاحتجاج مسموح، لكن الحاق مس خطير بنسيج الحياة المشتركة ممنوع. انتم الذين ستضطرون الى الحسم".

يشار الى ان اعضاء كنيست، من اليمين واليسار، قاطعوا خطاب شارون عدة مرات، جاءت غالبيتها عندما تحدث عن القضية الاقتصادية.

وادعى شارون ان "اسرائيل ملتزمة بخارطة الطريق. وهذه الخطة تلزم الفلسطينيين باتخاذ خطوات للقضاء على الارهاب قبل مواصلة التقدم نحو المفاوضات".

ومض قائلا ان "الفلسطينيين، حتى هذا اليوم، لم يفوا بالتزاماتهم وانما صعدوا هجماتهم في كافة الجبهات ولذلك فان المذنب في حدوث الجمود السياسي هم الفلسطينيون وحدهم فقط".



وقال النائب عزمي بشارة اثناء مشاركته في النقاش على حجب الثقة عن الحكومة الاسرائيلية، ان :" كتلة التجمع حين يأتي الوقت لن تصوت الى جانب خطة الانفصال احادية الجانب". واضاف ان هذه الخطة التي يحاول شارون فرضها على الفلسطينيين بالقوة كما في غزة في هذه الايام والتي تشمل تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية تأتي بدلاً لتسوية سياسية عادلة".

واضاف بشارة:" ان شارون لم يقل الحقيقة كاملة اليوم. ولقد كذب عندما قال انه يوافق على خارطة الطريق، فشارون لم يوافق عليها في يوم من الايام ولا يوجد اي جديد في مواقفه وهو يحاول فرض خطته على الفلسطينيين من خلال الجرائم التي يقترفها جيشه في قطاع غزة".

وقال ايضاً:" ان شارون يعرف ان قطاع غزة لن يقبل بسجنه خلف جدار دون حل قضية الاحتلال وسوف يحاول تصدير مشكلته الى اسرائيل وشارون يحاول ان يجهض ذلك باستخدام العنف".

واصدر النائب عزمي بشارة بيانا صحفيا عقب فيه على خطاب شارون، جاء فيه ان "شارون اتبع تكتيكاً مألوفاً في خطابه عندما حاول ان يربط المقاومة الفلسطينية بالارهاب الدولي مستغلاً تفجيرات طابا، وكذب مرة اخرى عندما ذكر موافقة اسرائيل على خارطة الطريق ولكنه يؤكد للكنيست ان هذا ليس موضوع النقاش وانما خطة فك الارتباط من طرف واحد".

واضاف بشارة ان "شارون لم يقل جديداً في خطابه. وقد ردد نفس الاكاذيب عن مسؤولية الفلسطينيين عن العنف ومحاولة ربط النضال الفلسطيني بالارهاب، ولم يفته ان يحيي الولايات المتحدة على وقفتها بالفيتو ضد "الهجمة الدبلوماسية" في مجلس الامن التي يراها موازية "للهجمة الارهابية" كما يسميها".

من جانبه وعد رئيس المعارضة ورئيس حزب العمل، شمعون بيرس، من على منبر الكنيست، شارون بتقديم "شبكة امان" بخصوص خطة فك الارتباط.

وقال بيرس "اننا سندعم فك الارتباط اذا كانت جزءا من عملية سلام. ونحن على استعداد لتوفير شبكة امان وليس شبكة للتمويه. نحن معارضة للحكومة وليس للسلام".

التعليقات