31/10/2010 - 11:02

هنا إسرائيل: قتل الفلسطينيين مباح!

المحكمة العليا تطلق سراح مستوطن متطرف أدين بمحاولة قتل فلسطيني في المواصي* المحكمة العسكرية تبرئ قاتل طفلة فلسطينية * الشرطة الإسرائيلية تطلق النار على عرب النقب

هنا إسرائيل: قتل الفلسطينيين مباح!
بعد ان برأت محكمة عسكرية اسرائيلية امس الثلاثاء ساحة الضابط في جيش الاحتلال المدعو "ر" رغم اعترافه بجريمته قتل الطفلة ايمان الهمص، وافقت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم أمس ايضا على استئناف تقدم به مستوطن ضد استمرار اعتقاله بعد ان كان قد ادين في محكمة اسرائيلية اخرى بتنفيذ "لينش" بحق المواطن الفلسطيني هلال مجايدة في منطقة المواصي في شمال قطاع.

وافاد موقع هآرتس الالكتروني ان قاضي المحكمة العليا ادموند ليفي قرر اطلاق سراح المستوطن اليميني المتطرف شمشون سيطرين مع فرض قيود عليه.

وادعى القاضي ليفي في قراره انه "على الرغم من ان سيطرين لا يزال مصرا على افكاره من اجل ارض اسرائيل الكاملة فانه قد ادرك ان العنف ليس طريقا لتحقيق ذلك وانما من خلال نمط حياة يدمج بين تعلم التوراة والعمل الشاق".

ويذكر ان "اللينش" قد وقع في نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي عشية تنفيذ خطة فك الارتباط.

وجاء في لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة الاسرائيلية ضد سيطرين المستوطن من مستوطنة نحليئيل في الضفة الغربية انه "فيما كان الفتى (الفلسطيني هلال المجايدة) مستلقياً على الارض جريحا اقترب المتهم سيطرين من المكان وعندما لاحظ وجود الفتى منبطحاً ارضا وامامه جندي (اسرائيلي) يحاول حمايته قرر المس بالفتى والتسبب بموته.

"ولتنفيذ ذلك تراجع الى الخلف وحمل حجرا وقفز فوق سور وقذف الحجر بقوة صوب رأس الفتى بهدف التسبب بموته".

ووجهت النيابة العامة الاسرائيلية الى المستوطن المتطرف تهما تتعلق بمحاولة القتل والاخلال بالنظام العام والتسبب باضرار خطيرة والتهديد والتواجد في منطقة عسكرية مغلقة.

يشار الى ان هذا الحدث وقع عندما احتلت مجموعة من المستوطنين المتطرفين الذين قدموا من الضفة الغربية، مبنى فلسطينياً في منطقة المواصي بهدف عرقلة تنفيذ خطة فك الارتباط واخلاء المستوطنات في قطاع غزة.

وتلفت قرارات "المؤسسات القضائية" في اسرائيل، عسكرية كانت ام مدنية، النظر الى ان الاجواء السائدة فيها، كما هي الاجواء السائدة في المؤسسة العسكرية، وبدعم شعبي واسع نحو استباحة قتل الفلسطينيين.

اذ يظهر من حيثيات القضيتين ضد المستوطن المتطرف والضابط في جيش الاحتلال المدعو "ر" ان الضحيتين فتى وطفلة فلسطينيان.

وفي قضية المدعو "ر" فانه على الرغم من تجاهل المحكمة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال التسجيل بصوت "المتهم" والذي بثته القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي قبل سنة ويعترف فيه بانه ثبت قتل الطفلة الهمص بافراغ ذخيرة رشاشه في جثة الطفلة، عندما قال "وانا ايضا ثبتّ القتل"، فقد اعترف محاميا المدعو "ر" ان ما ظهر على انه "تثبيت قتل" نفذه الضابط بجثة الطفلة الفلسطينية كان عمليا اجراء يعتمده الجيش من اجل "تحييد الخطر"، اي ان تثبيت القتل، ولا يعقل انه لم ير انه امام طفلة، هو "اجراء" شرعي في عرف جيش الاحتلال.

ولم تكتف المحكمة العسكرية بالتبرئة المشبوهة.. بل انها وجهت ملاحظة تضمنت توبيخا الى الشرطة العسكرية الاسرائيلية التي اجرت تحقيقا في العمل الذي نفذه "المتهم" ووجدت انه قاتل وبناء عليه تم تقديم لائحة الاتهام.

وتثبت مجريات المحكمة العسكرية للاحتلال وقرارها صدق قول والد الطفلة الشهيدة ايمان الهمص لموقع يديعوت احرونوت الالكتروني بان القرار، عمليا، يشرعن اعمال قتل المزيد من الفلسطينيين على ايدي جنود الاحتلال.

ليس هذا وحسب. ان شرعنة قتل الفلسطينيين لا تقتصر على الفلسطينيين في الضفة والقطاع بل تمس ايضا الفلسطينيين في الداخل، وهذا ما ثبت في احداث هبة اكتوبر 2000 وسقوط الشهداء الـ13.

ولا يبدو ان الشرطة الاسرائيلية التي سقط شهداء اكتوبر برصاصها عن سبق اصرار وترصد، قد غيرت من نهجها وتعاملها مع المواطنين العرب.

فقد وقعت يوم أمس مواجهات بين المواطنين العرب البدو في قرية بير مشاش غير المعترف بها في النقب واطلقت الشرطة النار بكثافة واعتدت على المواطنين العرب فأصيب بعضهم بجروح بعضها خطيرة.

وبثت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي مساء أمس تقريرا حول احداث بير مشاش ظهر فيه قائد وحدة الشرطة التي اطلقت النار على المواطنين، ايلان بيرتس، وهو يرفع سبابته في وجه مسن ويهدده بشكل فظ وبشع الى ابعد حد: "انني احذرك... اذا رفع فتى واحد حجرا فاني سأدفع بالقوة (البوليسية)"!!

يشار الى ان الشرطة والجيش الاسرائيلي عندما نفذ فك الارتباط قبل شهرين امتنع عن حمل السلاح وراح الجنود وافراد الشرطة الاسرائيليين يتوسلون امام المستوطنين بان يغادروا البيوت التي يسكنوها طواعية كي لا يضطروا (في اقسى الحالات) الى دفعهم برقة خارجها.

المستوطنون محتلون ولا حق لهم بتلك الارض التي استوطنوها، مقارنة مع اهالي بير مشاش وهم السكان الاصليون في الارض حتى قبل ان تشتعل فكرة "دولة اليهود" في رأس هرتسل الا ان التعامل مع العرب جاء مختلفا عندما حضرت لهدم بيوت المواطنين في المشاش، لا لشيء سوى كونهم عربا فلسطينيين. وهؤلاء دمهم مباح في اسرائيل..

التعليقات