31/10/2010 - 11:02

يديعوت أحرونوت: "أولمرت في رسالة إلى الأسد: مستعد لدفع ثمن السلام".. ودمشق تنفي

إسرائيل تعتبر إعادة الجولان إلى السيادة السورية ثمناً تدفعه، وتكرر شروطها القديمة بشأن وقف دعم المقاومة اللبنانية، وفصائل المقاومة الفلسطينية وفض التحالف مع إيران..

يديعوت أحرونوت:
كتبت "هآرتس" أنه بالرغم من التوتر القائم مع سورية، فإن إسرائيل لن تطلب إدخال تغييرات في القوات الدولية في هضبة الجولان. ومن المتوقع أن يتم تمديد التفويض للقوات الدولية في نهاية الشهر الحالي، والذي يجري تمديده كل ستة شهور.

ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية إن إسرائيل لا تنوي طرح الموضوع على جدول أعمال الأمم المتحدة، اليوم، والتحذير من تعزز قوات الجيش السوري والتنسيق العسكري الوطيد مع إيران وحزب الله. كما جاء أنه لا يوجد أي نية لطلب تعزيزات عسكرية للقوات الدولية في هضبة الجولان.

وتابعت "هآرتس" أن أولمرت سوف يلتقي السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في السابع عشر من حزيران/ يونيو. وأنه لن تتم مناقشة ما يسمى "مخاوف إسرائيل من هجوم سوري في الجولان". كما نقل عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أن ممثلي إسرائيل في الخارج لم يحصلوا على أية وثيقة إعلامية بشأن "تعاظم قوة الجيش السوري".

كما كتبت نقلاً عن المصادر ذاتها أن إسرائيل لا تبذل أية جهود دبلوماسية خاصة من أجل منع وقوع مواجهات محتملة مع السوريين.

وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، قد بعث برسالة إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، يشير فيها إلى أنه يعرف ثمن السلام مع سورية، وأنه على استعداد لدفعه. إلا أن أولمرت كرر الشروط الإسرائيلية، وهي التطبيع مع إسرائيل ووقف دعم فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، كشرط للإنسحاب من الجولان.

كما نقلت الصحيفة عن أولمرت قوله إنه على استعداد لإعادة الجولان إلى السيادة السورية، إلا أنه يريد أن يعرف إذا ما كانت سورية على استعداد لفك تحالفاتها مع إيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية، ووقف تمويل هذه المنظمات ومساندتها.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة صباح الجمعة، قد كتبت في عنوانها الرئيسي " أولمرت للأسد: مستعد لدفع ثمن السلام"،رغم أن الحديث هو عن أراض سورية احتلتها إسرائيل، إلا أن أولمرت يعتبر ذلك ثمناً تدفعه إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، فقد تحدث أولمرت مع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، هاتفياً، حيث أبلغه بنيته فحص إمكانية تجديد المفاوضات مع سورية، بعد أن توصل إلى نتيجة أنه لا يوجد أي احتمال لفتح الطريق المسدود الذي وصل إليه المسار الفلسطيني. وأضافت الصحيفة أن بوش وافق على قيام إسرائيل بفحص الخيار السوري.

وتابعت الصحيفة أن أولمرت قام في أعقاب تلك المكالمة، بنقل رسالة، عن طريق مسؤولين في ألمانيا وتركيا ومستشاريهم لشؤون الاستخبارات والأمن، تفيد أن أولمرت يعرف أن ثمن اتفاق السلام مع سورية يلزم بإعادة الجولان إلى السيادة السورية. وطلب أولمرت فحص إذا ما كانت سورية على استعداد لوقف دعم المقاومة الفلسطينية وحزب الله وتمويلها، بالإضافة فض تحالفها مع إيران.

كما كتبت الصحيفة أن أولمرت توصل إلى نتيجة مفادها أنه إذا كان يرغب في الحفاظ على منصبه كرئيس للحكومة، يتوجب عليه وضع هدف سياسي أمامه يمكن إنجازه. وتابعت أنه في المسار الفلسطيني لا يعتقد أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق في المستقبل المنظور. أما بشأن المبادرة العربية فقد حصل خيبة أمل إسرائيلية، وتبين أن السعوديين ليسوا على استعداد لإقامة علاقات علنية مع إسرائيل، على حد قول المصادر ذاتها.

تجدر الإشارة إلى أن الصحيفة تقول إن الرئيس السوري لم يرد على تلك الرسالة، إلا أن الموقف السوري لا يزال يعتبر أن الإنسحاب الكامل من هضبة الجولان هو أساس القبول بالتفاوض، وليس موضوعاً للمفاوضات.

من جهة أخرى، أكّد دبلوماسي سوري كبير أن سوريا لم تتلقّ أي رسالة أو إشارة أو دعوة لاستئناف العملية التفاوضية مع إسرائيل. وقال الدبلوماسي السوري، في حديث له لصحيفة "الشرق" القطرية، إن دمشق لم تستلم أية دعوة لذلك لا من الولايات المتحدة ولا من أية جهة أخرى.

واعتبر هذا الدبلوماسي الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته، أن "حكومة أولمرت، المهزومة والعاجزة، لا يمكن أن تكون شريكة حقيقية" لمباحثات جدّية لتحقيق السلام.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد زعمت أن أولمرت بعث برسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، بواسطة ألمانية وتركية، يؤكّد له من خلالها أن حكومة إسرائيل على استعداد لأن تعيد الجولان كله إلى سوريا في مقابل فض تحالفها مع إيران وعدم دعم "الإرهاب"، الأمر الذي ينفيه الدبلوماسي السوري جملة وتفصيلا.

وزعمت "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد حصل على الضوء الأخضر من واشنطن بعد أن كانت تعارض بشدة إجراء أي لقاء أو تفاوض مع دمشق.

التعليقات