31/10/2010 - 11:02

’’بي. بي .سي’’ البريطانية تفتح ملف السلاح النووي وتتهم المجتمع الدولي بالتعامل بمكيالين مع اسرائيل والعراق

شبكة التلفزة البريطانية تبث، يوم الاحد، فيلما حول ’’السلاح السري لاسرائيل’’ وتفضح التعامل الدولي المزدوج في مسالة مكافحة الأسلحة النووية

’’بي. بي .سي’’ البريطانية تفتح ملف السلاح النووي وتتهم المجتمع الدولي بالتعامل بمكيالين مع اسرائيل والعراق
قالت مصادر مقربة من شبكة التلفزة البريطانية "بي. بي. سي"، ان الشبكة تنوي، يوم الأحد القريب، بث فيلم تلفزيوني ينتقد بشدة تعامل المجتمع الدولي بمكيالين مع مسألة الاسلحة النووية في الشرق الأوسط، حيث يقارن الفيلم بين التعامل بقفازات من حرير مع اسرائيل "التي تطور اسلحة نووية" دون أن تثير قلق او غضب المجتمع الدولي والعراق الذي يتعرض الى الحصار والجوع والتهديد بشن حرب جديدة ضده لاسقاط نظام الحكم فيه والسيطرة على ثرواته النفطية.

وقالت مصادر مقربة من الانتاج التلفزيوني في الشبكة، ان الفيلم الذي يحمل عنوان " السلاح السري لاسرائيل" يعالج مسألة تطوير الأسلحة النووية وغير التقليدية في اسرائيل. ويقول ان الجيش الاسرائيلي استخدم، في شباط 2001، سلاحا كيماويا مجهولا ضد الفلسطينيين. كما يتطرق الفيلم الى الخطوات التي قامت بها اسرائيل لاخماد الأصوات التي كشفت عن قيامها بتطوير اسلحة غير تقليدية، خاصة اختطافها للخبير النووي، مردخاي فعنونو، من اوروبا واعتقاله في اسرائيل، بعد قيامه بكشف اسرار المفاعل النووي في ديمونة. كما يتطرق الفيلم الى محاكمة العقيد احتياط في الجيش الاسرائيلي، يتسحاق يعقوب، على خلفية نشره كتابا اعتبرته اسرائيل تسريبا لاسرارها العسكرية.

وعلم ان طاقم الشبكة البريطانية حاول اجراء لقاءات مع بعض العاملين في المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونة، الذين ادعوا انهم اصيبوا بامراض سرطانية نتيجة تعرضهم الى الاشعاع في المفاعل، لكن العمال رفضوا الظهور في الفيلم وقالوا للمنتجين بأنهم تلقوا تهديدات من المخابرات الاسرائيلية.

واجرى طاقم الفيلم لقاءا مع النائب شمعون بيرس، الملم بما يحدث في ديمونة. الا ان بيرس تهرب من الاسئلة التي تطرقت الى الجهود النووية الاسرائيلية، ورفض المقارنة بين اسرائيل والعراق. وعلم ان اسرائيل تنوي تقديم احتجاج "شديد اللهجة" الى ادارة الشبكة البريطانية.

وقال الناطق بلسان الشبكة البريطانية في اسرائيل، امس، انه تم انتاج الفيلم في اعقاب التطورات التي طرأت على قضية مردخاي فعنونو، ويحاول معالجة الازدواجية التي تنتهجها الاسرة الدولية، خاصة اميركا، في تعاملها مع مسألة تطوير السلاح النووي في اسرائيل، مقارنة مع ما يحدث في العراق.

وقال الناطق ان وزارة الامن الاسرائيلية رفضت التعقيب على المعطيات التي يطرحها الفيلم لكن المسؤولين في الشبكة سيواصلون محاولة الحصول على تعقيبات اسرائيلية.

يشار الى ان هذه المواجهة بين اسرائيل والشبكة البريطانية هي ليست الاولى، فقد سبقتها مواجهة لا تقل شأنا، عندما بثت الشبكة تحقيقا حول مذبحة صبرا وشاتيلا، وجهت فيه اصابع الاتهام الى ارئيل شارون، الامر الذي اعاد فتح ملفات المذبحة في اروقة القضاء الدولي، حيث قام فلسطينيون ولبنانيون بتقديم لائحة اتهام ضد شارون في بلجيكا، يتهموه فيها بارتكاب جرائم حرب.

التعليقات