02/11/2010 - 13:06

يدليـن: سوريا قد تعيدنا الـى السبعينيات ولدى إيران القدرة لإنتاج قنبلة نووية

قلل يدلين من إمكانية أن يقوم حزب الله بفرض سيطرته على لبنان بالقوة في حال أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الظني، على الرغم من أن لدى الحزب القدرة الكافية لبسط سيطرته خلال ساعات، حسب تعبيره.

يدليـن: سوريا قد تعيدنا الـى السبعينيات ولدى إيران القدرة لإنتاج قنبلة نووية
 
 قال رئيس شعبة الإستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان)، عاموس يدلين، في جلسة خاصة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست اليوم قبل مغاردته منصبه إن على أعضاء الكنيست ألا "تختلط" عليهم الأمور جراء الهدوء الأمني الحالي في المنطقة، وقدّم صورة غير متفائلة للأوضاع، حسب موقع "يديعوت أحرونوت"، مؤكداً أن سوريا تعاظم من قوتها وقدراتها العسكرية وكذلك الحال لدى حزب الله اللبناني وحركة "حماس"، لافتاً إلى أن أي مواجهة في المستقبل ستندلع في عدة نقاط وستحصد العديد من الضحايا لم تشهدها المواجهات السابقة.

وتابع يدلين أن روسيا تزود سوريا بمنظومات مضادة للطائرات هي الأكثر تطوراً. وقال: "هذه المنظومات قد تعيد الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو الى ما كان عليه الوضع في سنوات السبعين عند القناة (السويس)"، وأقتبس جملة من كتاب الرئيس الإسرائيلي وقائد سلاح الجو الإسرائيلي  السابق، اليعزر وايزمان، وهي "الصاروخ الذي لوى الجناح (الطائرة)" في اشارة الى استخدام القوات المصرية صواريخ  SA-6 المضادة للطائرات والمتنقلة، التي فشل سلاح الجو الإسرائيلي في سبيعنيات القرن الماضي التغلب عليها وتدميرها بسبب سهولة نقلها من مكان الى اخر في سيناء. وأضاف أن صواريخ الدفاع الجوي التي لدى سورية تعتبر رخيصة مقارنة بصواريخ منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-300، لكنه تدارك وقال إنها "فعالة ومدمرة" بنفس الدرجة. كما قال إن روسيا تعمل على تطوير منظومة الأسلحة القديمة لدى سوريا، وأشار الى أن سوريا تقوم بـ"حملة مشتريات مكثفة" من صناعات الأسلحة الروسية وأن "كل ما يصدر عن خطوط التصنيع الروسية يصل الى سوريا".
 
وزعم يادلين أن سوريا تتبع سياسة مزدوجة، فمن جهة مستمرة في توطيد علاقتتها مع ايران وحزب الله، ومن جهة أخرى ترسم صورة بأن هناك محاولات للتسوية مع اسرائيل، على حد تعبيره.

وعن حزب الله، قال يدلين إن الحزب يواصل تطوير قدراته، وأن ما يصل لسوريا من أسلحة متطورة قد يصل الى حزب الله إن طلب ذلك. وقلل يدلين من إمكانية أن يقوم حزب الله بفرض سيطرته على لبنان بالقوة في حال أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الظني، على الرغم من أن لدى الحزب القدرة الكافية لبسط سيطرته خلال ساعات، حسب تعبيره.
 
وفي الشأن الإيراني، ألمح يادلين إلى أن لدى إسرائيل اليوم معلومات إستخبارية اكثر مما كان عليه الوضع في السابق، إذ قال إن "التغطية الإستخبارية لدى اسرائيل اليوم أصبحت أفضل بكثير في ميادين استخبارية مركزية كانت غامضة في السابق". وأعتبر أن ايران هي التهديد الأكبر لإسرائيل والمنطقة بأسرها، وقدّر أن وتيرة تقدم المشروع النووي الإيراني أقل سرعة مما كانت ترغب الجمهورية الإسلامية، وعزا ذلك لأسباب تقنية، لكنه أدعى أن لدى ايران اليوم مادة نووية كافية لإنتاج قنبلة نووية واحدة، وسيكون بمقدورها قريباً توفير المواد الكافية لإنتاج قنبلتين.
 
وحول قدرات ايران الصاروخية، قال يادلين إن صواريخ عاشوراء يصل مداها الى أكثر من 4 الاف كلم وستكون عملية نهاية العام الحالي، وزعم ان انتاج الصواريخ يواجه مشاكل تقنية لم يتم التغلب عليها حتى الآن. وزعم ان فرض العقوبات الأخيرة على طهران كان بمثابة مفاجأة للإيرانيين، وان العقوبات اثرت على الأوضاع الإقتصادية في ايران، إذ ادعى ان سعر المياه في ايران يفوق اسعار النفط وان الحكومة الإيرانية توقفت عن تحويل الأموال الى حسابات المواطنين كما فعلت في السابق، مما يسبب ضعوطات شعبية على النظام على الرغم من ضعف المعارضة، كما قال.
وخلص يدلين الى القول إن المنطقة تشهد عمليات جدية لتعزيز القدرات العسكرية لدى سوريا وحزب الله و"حماس" وأن المواجهة المقبلة لن تكون مثل الحرب الأخيرة على لبنان أو حرب تموز 2006 على لبنان، وان المواجهة المقبلة قد تندلع في جبهتين أو ثلاثة، وانه لا يمكن قراءة المستقبل استناداً الى الحربين على لبنان وغزة، لأن المواجهة المقبلة ستكون أكبر بكثير وأوسع وستوقع عدد أكبر من الضحايا.  
 
وقال إنه خلال ولايته التي استمرت 5 سنوات، تم استبدال إثنين من رئاسة هيئة أركان الجيش، وثلاثة وزراء للأمن، ورئيسين للحكومة، إضافة إلى خوض حربين، ومعالجة برنامجين نوويين فقط.
 
ورجحت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة أن يكون حديثه عن البرنامجين النووين إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني، وما أسمته بـ"البرنامج النووي السوري" الذي لا تزال لا تعترف إسرائيل بشن الهجوم على الموقع المفترض في دير الزور.
 
وأشار رئيس اللجنة، تساحي هنغبي، الذي امتدح يدلين، إلى أن الأخير سجل رقما قياسيا في الخدمة العسكرية، امتدت على 40 عاما.
 
وقالت رئيسة "كاديما" ووزير الخارجية سابقا، تسيبي ليفني، التي حضرت الجلسة أن يدلين أتاح اتخاذ قرارات كان لها تأثير على مستقبل دولة إسرائيل، وصفتها بأنها "قرارات حياة أو موت".
 
ومن جهته قال وزير الأمن السابق، عمير بيرتس، إن أهم إنجاز ليدلين هو إسباغ المصداقية على الأجهزة الاستخبارية، وجعل الصورة واضحة وواسعة أمام متخذي القرارات.
 
وأضاف أن "قلائل يعرفون بأن يدلين كان المسؤول عن إرسال أفضل العناصر لتنفيذ أصعب المهمات".
 
كما انضم إلى المادحين كل من عضو الكنيست روني بار أون، ورئيس الشاباك الأسبق آفي ديختر.
 
وبدوره قال يدلين إن المديح يجب أن يكون من نصيب "من يعمل 365 يوما سنويا في جمع المعلومات التي لا يجود بها العدو، وجلبها من أماكن خطيرة، لكي يتمكن من عرض تقديرات الأجهزة الاستخبارية أمام المستهلكين".
 
وأوضح أن "المستهلك" الرئيسي للمعلومات الاستخبارية، إلى جانب رئيس الحكومة ووزير الأمن، هو "الجندي على الأرض والبحّار والطيّار. وبحسبه كان هناك في الواقع 5 مستهلكين: رئيس الحكومة ووزير الأمن على المستوى السياسي، وعلى المستوى العسكري رئيس هيئة الأركان والجندي على الأرض، والكنيست على مستوى المراقب.
 
وبحسب يدلين فإن رئيس "أمان" (الاستخبارات العسكرية) يجب ان يبقى في منصبه مدة 5 سنوات، على الأقل، من أجل "تحريك عمليات استراتيجية"، و 5 سنوات، على الأكثر، حتى لا تتطور لديه "وسائل الحذر والتي قد تمس بقدراته".
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الاستخبارات العسكرية الذي سيخلفه في المنصب هو الجنرال أفيف كوخافي.

التعليقات