14/11/2010 - 06:38

محفزات سياسية وأمنية لإسرائيل مقابل تجميد البناء الاستيطاني ل3 شهور فقط لا تشمل القدس

"المحفزات تشمل 20 طائرة "أف 35" ومنع صدور أي قرار دولي ضد إسرائيل، ووقف المداولات بشأن غولدستون ومجزرة أسطول الحرية، ومنع فرض رقابة على المنشآت النووية الإسرائيلية...."

محفزات سياسية وأمنية لإسرائيل مقابل تجميد البناء الاستيطاني ل3 شهور فقط لا تشمل القدس
خلال اجتماع المجلس الوزاري السباعي الإسرائيلي، مساء أمس السبت، كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، اقتراح أمريكي، يتضمن تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة ثلاثة شهور مقابل "رزمة محفزات" أمريكية مقدمة لإسرائيل.
 
وفي إطار إطلاع المجلس السباعي على تفاصيل محادثاته في الولايات المتحدة، الخميس الماضي، مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، قال نتانياهو إن الإدارة الأمريكية تطلب من إسرائيل تجميد البناء الاستيطاني لثلاثة شهور أخرى مقابل محفزات سياسية وأمنية.
 
وبحسب الاقتراح الأمريكي فإن إسرائيل تعلن عن تجميد آخر للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة 90 يوما، بحيث يسري التجميد على كل بناء جديد بدأت بعد انتهاء مدة التجميد الأولى في 26 أيلول/ سبتمبر الماضي.
 
تجدر الإشارة إلى أن التجميد لا يشمل القدس المحتلة، كما تتعهد الولايات المتحدة بألا تطلب مرة أخرى تمديد تجميد البناء. وتضمن الاقتراح الأمريكي أيضا البدء فورا بمناقشة الحدود.
 
وفي المقابل، بحسب الاقتراح الأمريكي، فإن الإدارة الأمريكية سوف تطلب من الكونغرس الموافقة على تسليح إسرائيل بـ20 طائرة قتالية متطورة من طراز "اف 35" بقيمة 3 مليار دولار، وذلك بهدف الحفاظ على التفوق العسكري النوعي للجيش الإسرائيلي في المنطقة.
 
كما يتضمن الاقتراح أنه في حال التوقيع على اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية فإن الولايات المتحدة سوف توقع مع إسرائيل على اتفاق أمني منفصل وشامل. وعلم أيضا أن المباحثات بشأن بلورة تفاهمات أمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل سوف تبدأ في الأسابيع القريبة.
 
وتقترح الولايات المتحدة أيضا أن تقوم في السنة القريبة باستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، وتعارض في الأمم المتحدة وفي الهيئات الدولية الأخرى أية مبادرة لاقتراح ضد إسرائيل في القضايا ذات الصلة بـ"محاولات فرض تسوية سياسة على إسرائيل أو الإعلان من جانب واحد عن إقامة دولة فلسطينية، أو أي حملة تهدف إلى نزع شرعية إسرائيل أو نزع حقها في الدفاع عن نفسها".
 
يذكر أن رئيس دائرة الشرق الأوسط في البيت الأبيض، دان شبيرو، قد عرض جزءا من مركبات الاقتراح الأمريكي في محادثة أجراها يوم الجمعة الماضي مع عدد من قادة اليهود في الولايات المتحدة، قال فيها إن "الرزمة" الأمريكية تتضمن أيضا "النشاط الدبلوماسي الأمريكي ضد أية محاولة لنزع شرعية إسرائيل في الساحة الدولية".
 
كما علم أن الاقتراح يتضمن أن تواصل الولايات المتحدة العمل على وقف أية مباحثات أو إجراءات في الأمم المتحدة بشأن تقرير غولدستون، وأن تلتزم بصد أي قرار ضد إسرائيل بشأن مجزرة أسطول الحرية، وضمانات لعرقلة أية قرار دولي ينص على فرض الرقابة على المنشآت النووية الإسرائيلية، وتعهدات بزيادة الضغوط على إيران وسورية بكل ما يتصل بتطوير برامج نووية.
 
نتانياهو يعمل على إقناع وزرائه بالاقتراح الأمريكي
 
ظلت جلسة المجلس الوزاري السباعي الإسرائيلي منعقدة حتى الساعة 1:30 من بعد منتصف الليلة الماضية لمناقشة اقتراح تجميد البناء الاستيطاني الجديد لمدة 3 شهور فقط، لا تشمل القدس، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار. ومن المقرر أن يعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، صباح اليوم الأحد، على حكومته التفاهمات التي توصل إليها مع الولايات المتحدة.
 
وكتبت "يديعوت أحرونوت" أن نتانياهو بدأ جولة محادثات مع الوزراء من أجل ضمان غالبية لاتخاذ القرار.
 
ورغم أن المجلس الوزاري السباعي ليس هيئة مخولة باتخاذ القرارات، إلا أنه لا يوجد أغلبية لنتانياهو فيه. حيث أنه وبالرغم من دعم الوزراء إيهود باراك ودان مريدور بالتجميد الجديد المؤقت والجزئي، فإن أفيغدور ليبرمان وإيلي يشاي وموشي يعالون وبيني بيغين يعارضون ذلك. مع الإشارة إلى أن حسم ذلك يجب أن يتم في الحكومة.
 
وعلم أن عناصر من داخل الائتلاف اتهمت نتانياهو بالتراجع. ونقل عن عضوة الكنيست تسيبي حوطبلي قولها صباح اليوم، الأحد، إنه بعد إعلان نتانياهو أن تجميد البناء الاستيطاني سيكون لمرة واحدة، فإن أي تجديد آخر يعني تكرار الخطأ. على حد قولها.
 
وبحسبها فإن ما أسمته بـ"الضعف الإسرائيلي" هو رسالة سلبية للفلسطينيين، ويؤدي إلى زيادة الضغوط على إسرائيل. وقالت أيضا إن "إسرائيل لا يمكن أن تكون رهينة للولايات المتحدة".
 
وقال رئيس كتلة "البيت اليهودي"، أوري أورباخ، إنه سيعمل على إخراج حزبه من الائتلاف في جرى تجميد البناء الاستيطاني مرة أخرى. وقال إن "البيت اليهودي لن يكون شريكا في فكرة التجميد الخاصة بنتانياهو والليكود"، على حد تعبيره.
 
كما جاء أن رئيس الائتلاف الحكومي زئيف الكين، من الليكود، وأرييه إلداد من "الاتحاد القومي"، قد بعثا برسالة إلى وزراء اليمين يطلبان فيها معارضة التجميد.
 
وبحسبهما فإنه "أية رزمة أمنية لن تكون ذات قيمة مقارنة بالثروة الأمنية في قمة الجبل أو الأغوار.. وأي تعهد أمريكي لن يكون مستقرا أكثر من وعودكم للجمهور الإسرائيلي بوقف التجميد والبدء بالبناء.. مستقبل المفاوضات مرتبط بقدرة إسرائيل على الوقوف في وجه الضغوط غير المعقولة، وأي تراجع الآن سوف يؤثر بشكل مدمر على مستقبل المفاوضات".
 
عريقات: السلطة لا ترفض بشكل مطلق الاقتراح الأمريكي وستجري مشاورات بشأنه
 
نقلت "يديعوت أحرونوت" عن رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات، قوله صباح اليوم، الأحد، إنه لا يرفض بشكل مطلق الاقتراح الأمريكي بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وأضاف أن السلطة الفلسطينية ستجري مشاورات مع القادة العرب قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن.
 
وأضاف أن الإدارة الأمريكية لم تبلغ السلطة الفلسطينية بشكل رسمي بتفاصيل الاقتراح. وبحسبه فإن الإدارة الأمريكية تعلم أنه يوجد مشكلة كبيرة نظرا لأن تجميد البناء في الضفة لا يشمل القدس المحتلة.
 
وبحسب عريقات فإن رئيس السلطة، محمود عباس، سوف يعرض الاقتراح أمام متخذي القرار في السلطة، كما سيطلب عقد جلسة عاجلة مع القادة العرب.
 
وكان عريقات قد صرح، الأسبوع الماضي، أنه في حال لم تقنع الولايات المتحدة إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني فإن السلطة ستطالب مجلس الأمن الدولي بالاعتراف بدولة مستقلة في حدود 1967.
 
تجدر الإشارة إلى أن الاقتراح الأمريكي يتضمن تجميد الاستيطان لمدة 3 شهور فقط، لا تشمل القدس، مقابل حصول إسرائيل على 20 طائرة "أف 35"، ودعم الضبابية النووية الإسرائيلية، وتشديد العقوبات على إيران، واتفاق أمني شامل مع إسرائيل في حال تم توقيع اتفاق مع السلطة الفلسطينية، كما تتعهد الولايات المتحدة بألا تطلب تجميد الاستيطان مرة أخرى.
  

التعليقات