مجموعة رجال فكر إسرائيليين يحذرون من أن العنصرية تشكل خطرا على وجود إسرائيل

مع استفحال مظاهر العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، وتعامل الشارع والمؤسسات معها كأمر طبيعي لا ينطوي على أي شذوذ، وشرعنتها برلمانيا من خلال عشرات القوانين العنصرية، تنبه بعض رجال الفكر الإسرائليين إلى أن ما يرفض المجتمع الإسرائيلي الاعتراف به علنا، ولا يجد غضاضة في العيش معه، وتسميته باسماء تجميلية، وتبريره باصطلاحات مختلفة كـ«الديمقراطية المدافعة عن نفسها»، أو «الدفاع عن حقوق اليهود»، أو «وقف المد العربي»، ما هو إلا العنصرية بعينها.


مجموعة من رجال الفكر اليهود، وقعوا يوم أمس رسالة مفتوحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طالبوه بـ « التحلي بالمسؤولية والوقوف بوجه العنصرية، أو الاستقالة»، وذلك من باب القلق على وجود إسرائيل التي تشكل العنصرية خطرا على وجودها.

من بين رجال الفكر الذين وقعوا الرسالة: البروفيسور حاييم إلدار، والبروفيسور ميخا أولمان، والوزيرة السابقة شولميت ألوني، والكاتبين يورام كنيوك وسيفي رخلبسكي، والفنانين أليكس ليباك ولاري أبرسمون.

وطالبت الرسالة رئيس الوزراء بتحمل المسؤولية عن العنصرية المستشرية في المجتمع الإسرائيلي، وإقالة الموقعين على رسالة الحاخامات، والعمل على وقف القوانين العنصرية. وطالبوه بـ«الاستقالة في حال لم يتمكن من إصلاح فشله».

وأشار البيان إلى أن الموقعين كانوا قد توجهو مرارا في هذا الشأن لرئيس الوزراء، وطالبوه بوقف التحريض على العنصرية. ويرون أن الأجواء في أوساط الجمهور تفاقمت في أعقاب رسالة الحاخامات الداعية لعدم تأجير البيوت للعرب المدعومة بغطاء سياسي وتشريعات عنصرية كـ قانون لجان القبول الذي يهدف إلى إقامة بلدات لليهود فقط.

وجاء في الرسالة لنتنياهو : أنت بالذات تعرف عن كثب موجة التحريض التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء السابق يتسحاك رابين. لهذا فأنت تعي جيدا العلاقة بين تحريض الحاخامات، والشعور بأن ثمة غطاء سياسي، والعنف ، كان يتعين عليك العمل بشكل فوري»

وتضيف الرسالة: «كرئيس للمنظومة، تقع المسؤولية على عاتقك وحدك ولا يمكن نقلها لمرؤوسيك. كان يتوجب عليك العمل على تعليق عمل الحاخامات المحرضين، وعلى رأسهم الحاخام شموئيل إلياهو، ووقف تمويلهم على يد الدولة».

وتختتم الرسالة بالقول: "على ضوء تاريخنا، فإن تحول إسرائيل لكيان عنصري أمر مرير ويشكل خطرا على وجودها، فإذا لم تكن قادرا على على إصلاح فشلك هذا من أجل إسرائيل، عليك أن تستقيل».