17/09/2011 - 07:46

تقرير أمريكي يقترح إعادة صياغة منظومة العلاقات مع إسرائيل

ويدعو إلى إعادة النظر في كل ما يتصل بالمساعدات العسكرية لإسرائيل واعتبار الأخيرة شريكة مساوية كما يشير إلى أن إسرائيل تحولت إلى قومية أكثر وأكثر تشددا في كل ما يتصل بالسياسة الخارجية والأمن

تقرير أمريكي يقترح إعادة صياغة منظومة العلاقات مع إسرائيل
قال تقرير نشر معهد الدراسات للإستراتيجية والعلاقات الدولية (CSIS)"، في واشنطن، إن الخلافات في علاقات إسرائيل – الولايات المتحدة أعمق من فوارق أيديولوجية وعدم توافق بين أوباما ونتانياهو. ويدعو التقرير إلى إعادة النظر بكل ما يتصل بالمساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، باعتبار إسرائيل شريكة مساوية بحاجة إلى دعم أقل.
 
وبحسب التقرير فإنه على الدولتين أن تعترفا بأن العلاقات المستقبلية بينهما يجب أن تكون مختلفة عما كانت عليه في الماضي. ويشير إلى أن الدعوة إلى تحالف قوي بين إسرائيل والولايات المتحدة من الممكن أن تكون ليست ذات صلة إذا كانت السياسات الداخلية في كل دولة هي التي تضع عوامل الشراكة بين الدول.
 
ويحذر نائب رئيس البرنامج لدراسة الشرق الأوسط في المعهد، حاييم مالكا، من أن التغييرات السياسية والاجتماعية في إسرائيل والولايات المتحدة تعيد صياغة الشراكة الإستراتيجية بينهما. وبحسبه فإن العامل المثير للقلق هو التآكل في التوافق على القيم التي تشكل أساس العلاقات بينهما، باعتبار أن التوافق كان في أساس العلاقات قبل أن ينشأ التحالف الإستراتيجي بينهما.
 
ويضيف التقرير أن إسرائيل تحولت إلى قضية سياسية داخلية مختلف عليها حتى على أساس حزبي، كما أن الشبان اليهود الليبراليين ينتقدون الطريقة التي تدير فيها إسرائيل الصراع، وغياب التعددية الدينية (الاعتراف بالتيارات اليهودية المختلفة).
 
وينسب مالكا الفوارق إلى التغييرات في الحوار والسياسات الإسرائيلية. ويقول إن "إسرائيل اليوم قومية أكثر وأكثر تشددا بكل ما يتصل بالسياسة الخارجية والأمن، ومن جيل جيل تبتعد عن حلم مؤسسيها". على حد قوله.
 
وأضاف أن "هذه التوجهات صاغت من جديد البوليتيكا الإسرائيلية وسياساتها، وزادت من إحساس الأقلية العربية فيها بالاغتراب". وتابع أن هذه التوجهات إذا استمرت في إسرائيل والولايات المتحدة فإنها ستثير تحديات دبلوماسية، وتزيد من الاحتكاكات بينهما، كما أن استمرار هذه العملية سوف يؤدي إلى إعادة النظر في طبيعة العلاقات بينهما.
 
وقال التقرير أنه مع الأخذ بالحسبان العجز في ميزانيات الولايات المتحدة فإن المساعدات التي تقدمها لإسرائيل على نطاق واسع لن تكون مفهومة ضمنا مستقبلا. ويشير في الوقت نفسه إلى أن التعاون الأمني وثيقا جدا، ولكن تحليلا إستراتيجيا مختلفا للتهديدات الإقليمية من الممكن أن يؤثر على حجم المساعدات.
 
وجاء أيضا أن التقرير يتركز على أفضليات وسلبيات زيادة الدعم الأمني لإسرائيل، مع الأخذ بالحسبان "اتفاق السلام مستقبلا بين إسرائيل والفلسطينيين والجبهة الموحدة ضد إيران".
 
ويقترح مالكا إعادة صياغة منظومة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لكي تتلاءم مع التغييرات الداخلية والإقليمية بحيث أن اتفاق المساعدة لا يتعامل مع إسرائيل كدولة بحاجة إلى المساندة، وأن يطالب بتعريفات واضحة بشأن التزامات كل طرف، وأن يكون من الواضح لكل طرف أن هناك قيودا على الالتزامات المتبادلة.   

التعليقات