02/10/2011 - 09:15

أزمة ميركل – نتانياهو: عباس وافق على المفاوضات في ظل تجميد هادئ للاستيطان لـ3 شهور

ألمانيا استجابت لكافة المطالب الإسرائيلية بدءا بالتنسيق وعرقلة المسعى الفلسطيني وصياغة بيان الرباعية والضغط على أبو مازن للعودة إلى طاولة المفاوضات فورا

أزمة ميركل – نتانياهو: عباس وافق على المفاوضات في ظل تجميد هادئ للاستيطان لـ3 شهور
قالت صحيفة "هآرتس" إن المصادقة على المخطط الاستيطاني لبناء 1,100 وحدة سكنية في مستوطنة "غيلو" أدت إلى أزمة لم يسبق لها مثيل بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وبعد "مكالمة توبيخ" أجرتها ميركل معه يوم أمس الأول قال مسؤولون ألمان كبار لنظرائهم الإسرائيليين إن ميركل لم تعد تصدق أي كلمة يقولها نتانياهو.
 
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا لم تكون الوحيدة في هذا الشأن، حيث أدانت الولايات المتحدة البناء، واستدعي السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن عشية "رأس السنة العبرية" من قبل اثنين من كبار نواب وزيرة الخارجية، وتم إبلاغه بأن المصادقة على البناء تمس بالجهود الأمريكية لتجديد المفاوضات.
 
ونقل عن كبار المسؤولين في ألمانيا قولهم إن ما أثار غضب ميركل هو "توقيت الإعلان عن المخطط"، لكونه يعرقل جهودها في إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.
 
ونقل عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن ما أخرج ميركل عن طورها هو تجندها المكثف في الأسابيع الأخيرة لمساعدة إسرائيل في عرقلة التصويت في مجلس الأمن بشأن قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة. وبناء على طلب نتانياهو مارست ميركل ضغوطا على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل الموافقة على بيان الرباعية الدولية وتجديد المفاوضات.
 
ووصف مسؤول إسرائيلي الأزمة بأنها "أزمة ثقة حادة تعرض للخطر عدة قضايا سعت ألمانيا وإسرائيل إلى الدفع بها"، وبضمنها قضايا أمنية في غاية من الأهمية. وأضاف أنه ليس من المؤكد أن تستمر ألمانيا في مساعدة إسرائيل من خلال عرقلة المساعي الفلسطينية في الأمم المتحدة. وقال المسؤول الإسرائيلي نفسه إنه ليس من المستبعد أن تدعم ألمانيا رفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقبة في الأمم المتحدة.
 
إلى ذلك، أشارت "هآرتس" أن المستشار للأمن القومي يعكوف عميدرور كان قد زار برلين سرا، قبل أسبوعين، والتقى نظيره الألماني كريستوف هويسغان، والمديرة العامة لوزارة الخارجية الألمانية إميلي هابر. وتركز الاجتماع في تنسيق الخطوات بشأن المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة، والمساعدة التي يمكن أن تقدمها ألمانيا في صياغة بيان الرباعية الدولية بحيث تكون مقبولة على إسرائيل. علما أنه في اليوم نفسه كان قد التقى نتانياهو مع وزير الخارجية الألمانية في القدس لمناقشة القضايا ذاتها.
 
وأضافت "هآرتس" أن محادثات التنسيق بين إسرائيل وألمانيا ظلت مستمرة إلى حين توجه نتانياهو إلى المشاركة في جلسات الجمعية العامة وخلالها. كما أشارت إلى أنه بعد أن عرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبادرة رفع مكانة فلسطين إلى مكانة دولة مراقبة (غير كاملة العضوية)، طلب مستشارو نتانياهو من المسؤولين الألمان التحفظ على المبادرة. وفي أعقاب صدور بيان الرباعية الدولية طلب إسرائيل من ألمانيا الضغط على أبو مازن لتجديد المفاوضات.
 
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ميركل استجابت للطلب، وتحدثت هاتفيا مع أبو مازن، وطالبته بالعودة فورا إلى المحادثات مع إسرائيل قبل صدور بيان الرباعية، وأن الأخير قد أعطى إشارات إيجابية. وعندما طلبت ميركل معرفة ما يحتاجه من أجل تجديد المفاوضات، أجاب أبو مازن بأنه على استعداد للاكتفاء بـ"تجميد هادئ" للاستيطان.
 
وأضافت الصحيفة أن أبو مازن طلب من ميركل أن يبلغ نتانياهو الإدارة الأمريكية بالتزامه بوقف البناء الاستيطاني لمدة 3 شهور، يتم خلالها إجراء مفاوضات حول الحدود والترتيبات الأمنية. ونقل عنه قوله إن لا يوجد حاجة للإعلان عن ذلك صراحة، ونقل عنه قوله أيضا "لا أريد أن يحرجني". وتم نقل الرسالة إلى نتانياهو، إلا أن الأخير لم يجب.
 
وقالت الصحيفة أيضا إن ميركل، بينما كانت تضغط على أبو مازن، خططت للاتصال بنتانياهو الثلاثاء إلا أن المكالمة تأجلت، وبعد ذلك بعدة ساعات أبلغت من قبل مستشاريها أن إسرائيل صادقت على مخطط بناء 1,100 وحدة سكنية استيطانية في "غيلو".
 
وأشارت "هآرتس" إلى أن رد فعل ميركل على المخطط كان مماثلا لرد نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن عندما صودق في آذار/ مارس 2010 على بناء 1,600 وحدة سكنية في مستوطنة "رمات شلومو".
 
إلى ذلك، ادعى ليران دان، الناطق باسم نتانياهو، أن المكالمة بين نتانياهو وميركل لم تكن قاسية ولم تتضمن أي توبيخ، وأن رئيس الحكومة أبلغها بأن الحديث ليس عن "مستوطنة أو بؤرة استيطانية، وإنما عن حي من أحياء عاصمة إسرائيل".  

التعليقات