05/10/2011 - 13:01

"طالبان" في إسرائيل ظاهرة تثير قلق المتدينين والعلمانيين

الحركة تزداد رقعتها اتساعا في الآونة الأخيرة وتثير الجدل داخل الأوساط العلمانية والمتدينة الإسرائيلية على حد سواء

يفترض أن تقرر محكمة إسرائيلية خلال الأيام القادمة، فيما إذا كانت المجموعة الدينية اليهودية التي يطلق عليها "طالبان" هي حركة قانونية والانتساب إليها شرعي أو أنها غير قانونية وبذلك يحظر قانونيا الانتساب إليها.
 
الحركة التي أطلق عليها هذا الاسم لأن نساءها يتجلببن بالجلباب الذي يميز حركة طالبان الإسلامية الأفغانية، تزداد رقعتها اتساعا في الآونة الأخيرة وتثير الجدل داخل الأوساط العلمانية والمتدينة الإسرائيلية على حد سواء.
 
الموضوع تدحرج إلى ساحة القضاء، في أعقاب استصدار أمر قضائي بإعادة شقيقتين تنتمين إلى المجموعة المذكورة، في بلدة "ريشون لتسيون" ومنعهما من الالتحاق بأفراد هذه المجموعة في إحدى ضواحي مونتريال في كندا، وذلك في أعقاب التماس قدمه شقيق جدهما، ادعى فيه أن التحاق الفتاتين بالمجموعة الدينية المذكورة يعرض حياتهما للخطر.
 
القاضية التي قبلت الالتماس، قررت تحديد جلسة للبحث في نمط حياة والدي البنتين المتزمت، وفيما إذا كان هذا النمط  طبيعيا ولا تشوبه شوائب، الأمر الذي من شأنه الانعكاس على قانونية المجموعة الدينية المذكورة، التي في حال اعتبارها غير قانونية سيسمح لسلطات القانون إخراج أولاد الأهالي التابعين لها من وصاية آبائهم.
 
الشقيقتان القاصرتان كان يفترض أن تسبقا والديهما إلى مونتريال، في كندا، إلا أن شرطيين انتظراهما في مطار مونتريال وأبلغاهما بقرار منعهما من دخول كندا، وعند وصولهما إلى مطار اللد، بعد إعادتهما إلى البلاد عنوة انتظرتهما عاملة اجتماعية، ولم يتم تسليمهما لوالديهما إلا بعد تدخل محام.
 
 يشار إلى أن المجموعة التي يطلق عليها "طالبان" وتحمن فعليا اسم "قلب طاهر"، تأسست من قبل شلومو هليفعرنتس وهو يهودي متدين من ضاحية كريات يوفيل في القدس، في الأصل، أقام المجموعة التي تأتمر بأمره بشكل أعمى، قبل عشرين سنة بعد أن هاجر إلى الولايات المتحدة، إلا أنه اضطر إلى الانتقال معها إلى كندا، بعد أن اتهم بخطف فتى في ال 13 من عمره.
 
ويواصل شلومو من إحدى ضواحي مونتريال، إقامة طقوسه الدينية المتطرفة، والتي تشمل صلوات طويلة وغريبة، وجلد من يجده خاطئا، وتزويج فتيات قاصرات، وغيرها من الطقوس المختلف حول طبيعيتها.
 
تضم الحركة في صفوفها النساء والرجال، وكلن "نساء طالبان" الظاهرة الأكثر شيوعا، حيث أن منظر النساء اليهوديات وهن يتشحن بسواد الملاءة أو الجلباب الذي يغطيهن من الرأس حتى أخمص القدم، هو منظر لم تألفه عين الإسرائيليين بعد، رغم كثرة الجزر الدينية على شكل حارات ومدن متدينين وحريديم يهود والتي تنمو على ضفافها هذه الظاهرة، الأكثر تطرفا والتي يلصق بها بحق أو بغير حق، ممارسات وقصص تقارب الأفعال الجنائية، والتي كانت أبرزها قضية المرأة من "ريشون لتسيون"، التي حكمت عليها محكمة إسرائيلية بالسجن لمدة أربع سنوات، بتهمة جلد بناتها وأولادها، وهي المرأة التي أطلق عليها الإعلام الإسرائيلي، في حينه لقب، "ماما طالبان" لأنها كانت ترتدي الغطاء الذي يغطيها من الرأس وحتى القدم.
 
تقرير تلفزيوني بثته القناة الثانية قبل مدة وجيزة كشف أن 360 امرأة ينتمين إلى المجموعة المسماة "نساء طالبان" يعقدن لقاءات مشتركة في حي "جيئولا" في القدس، ويستمعن هناك إلى محاضرات وعظات دينية حول الاحتشام واللباس اللائق للمرأة.
 
التقرير الموجود على اليو تيوب يظهر النساء وهن يعتمرن الغطاء الشبيه برداء نساء طالبان في أفغانستان، ويجلسن في حلقات نسائية، تتناول هذا الموضوع ومواضيع أخرى. التقرير يشير إلى أن النساء ينتمين إلى أكثر من تيار ديني، وينحدرن من أصول اجتماعية وعرقية مختلفة.
 
وفي إشارة إلى الامتداد الجغرافي للظاهرة تقول الكاتبة في صحيفة "هآرتس" النساء اللاتي يلبسن الغطاء المذكور يمكن أن تصادفهن في بيت شيمش، بيتار عليت، طبريا، صفد وحتى في بعض أحياء القدس، كما تقول الكاتبة تمار روتام، في مقال نشرته في الصحيفة تحت عنوان "إنها ليست كابل.. إنها بيت شيمش".

التعليقات