09/10/2011 - 12:48

تزايد الأصوات المطالبة بحماية دولية للمقدسات المسيحية والإسلامية في البلاد

النائبة زعبي: العملية الإرهابية جزءا من ثقافة كاملة، تطور بعضها إلى حد الإرهاب المنظم وهو إرهاب يستند إلى بنية تحتية مؤسساتية، تقوم على سياسة ترى بالعرب عناصر معادية وتشتق ذلك من المنطق العام الذي يصنفهم كخطر إستراتيجي"

تزايد الأصوات المطالبة بحماية دولية للمقدسات المسيحية والإسلامية في البلاد
(انتهاك المقبرة:  "الموت للعرب" على أحد القبور)
 
يعرف الفلسطينيون العرب، داخل الخط الأخضر وخارجه أن خجل رئيس بلدية تل أبيب - يافا رون خلدائي، الذي عبر عنه بعد انتهاك حرمة مقابر يافا العربية، مثله كمثل الخجل الذي عبر عنه رئيس دولته شمعون بيرس، في أعقاب إحراق مسجد طوبا زنغرية، هذا الخجل لا يصرف في أي مكان، لأن الإرهابيين الذين نفذوا هذه الأعمال القذرة، ليسوا "أعشابا ضارة"، بل لهم مؤسسات وحاخامات وميزانيات ضخمة على حساب الدولة. هذا الحديث ليس لموقع عــ48ـرب، بل للكاتب الصحفي بن درور يميني، غير المعروف بيساريته.
 
بن يميني، يشير في مقال نشر اليوم الأحد في صحيفة "معاريف" إلى أن المدرسة الدينية "يوسيف حاي" في مستوطنة "يتسهار"، على سبيل المثال، تحظى بملايين الشواقل سنويا من ميزانية الدولة. حاخام المدرسة إذا صح أن نطلق عليه هذا اللقب، يقول يميني، وإذا صح إطلاق اسم مدرسة دينية على مؤسسته، الحاخام المذكور هو يتسحاق شابيرا ورئيس المؤسسة هو يتسحاق غينزبورغ وهو صاحب كتاب "باروخ الرجل" والذي خلع ثوب القدسية على القاتل باروخ غولدشتاين، منفذ مجزرة الخليل.
 
يفترض أن يكون مسلسل الاستنكارات قد خرج إلى النور، بعضها انطلق والبعض الآخر سيتواصل اليوم وغدا، يقول يميني، وفي الشاباك هناك قسم خاص بالإرهاب اليهودي ولكن الدولة تحقق بيد وتصرف وتمول باليد الأخرى يقول يميني.
 ابن يافا، عضو البلدية سامي ابوشحادة، قال، إن من أرخى لهؤلاء المستوطنين الحبل في تدنيس المقابر وحرق المساجد في الضفة الغربية، لن يستغرب أن تصل هذه الأعمال الإرهابية إلى يافا، وإذا كانت الشرطة تدعي القيام بواجبها أمامهم دون طائل فيجب وضع العديد من علامات السؤال حول عملها.
التوتر ما زال سيد الموقف في يافا التي شهدت مساء أمس، مظاهرة احتجاج على انتهاك المقابر، شهدت أيضا القاء زجاجة حارقة على كنيس يهودي، ورغم أنها لم تشتعل إلا أن النار بانتظار شرارة كي تشتعل، والشرطة الإسرائيلية تستعد لتجدد الأعمال الاحتجاجية ونشوب مواجهات بين العرب واليهود.  
من جهته دعا الشيخ سلمان السطل الشرطة الإسرائيلية، إلى الكشف عن الفاعلين، واصفا ما جرى بأنه عمل إرهابي، مشيرا إلى أن عمليات الاعتداء على المساجد والأماكن المقدسة أصبحت ظاهرة مألوفة، وأن هذه العمليات تمر دون القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة. عائلتي كلها ترقد تحت حجارة هذه المقبرة الواقعة على المرتفع الممتد إلى البحر في العجمي ، يقول رفعت ترك في مقال نشرته صحيفة معاريف، ويضيف، على بعد أمتار يقع مركز "بيرس للسلام"، ولكن في وسط العجمي فتحوا لنا جرحا سيبقى مفتوحا عندما أقاموا مدرسة دينية يهودية، من يومها لا يفوت يوم إلا وأرى شعارات الموت للعرب على الجدران.
 
لسنا ضد اليهود ولكن هؤلاء نبتة غريبة عن يافا، يقول ترك، غير المعروف بال"انغلاق القومي" والذي يؤيد التعاون العربي اليهودي في مختلف المجالات، ولا توجد لديه مشكلة حتى مع اليهود الذين جاؤوا واستوطنوا في أغلى أراضي العجمي، كما يقول، وهو يشير إلى أن التعاومن بين العرب واليهود في يافا موجود حتى في مجال العنف والإجرام، ولكنه لا يهضم المدرسة الدينية التي تهاونوا بإقامتها ويرى فيها مصدر شر. 
 
النائبة حنين زعبي، اعتبرت العملية الإرهابية جزءا من ثقافة كاملة، تطور بعضها إلى حد الإرهاب المنظم وهو إرهاب يستند إلى بنية تحتية مؤسساتية، تقوم على سياسة ترى بالعرب داخل إسرائيل عناصر معادية وتشتق ذلك من المنطق العام الذي يصنفهم كخطر إستراتيجي، كما تقول.
 
وقالت زعبي، في تصريح نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن شعار الموت للعرب أصبح  شعارا دائما في ملاعب كرة القدم، وقد تعرضت للاعتداء مساجد في يافا وكنيسة في الناصرة ووقعت اعتداءات على العرب في المراكز التجارية، ثقافة المستوطنين لا تتوقف عند الخط الأخضر فهي ترى بكل فلسطيني خطرا، ولذلك هناك من يتسامح حتى مع الإرهاب اليهودي المنظم.
 
في غضون ذلك ارتفعت بين الفلسطينيين في الداخل، العديد من الأصوات المطالبة بتوفير حماية دولية للمقدسات المسيحية والاسلامية في البلاد في ضوء تصاعد الاعمال العدائية ضد هذه المقدسات وتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن توفير الحماية الدولية لها.

التعليقات