أعرب مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن قلقهم من وقوع طائرة التجسس الأمريكية المتطورة بيد إيران ومن إمكانية الكشف عن الأجهزة المتطورة المستخدمة في الطائرة و التي تستخدم أيضا في الطائرات المقاتلة "F-35"، التي ستعتمد عليها إسرائيل مستقبلا.
ونقل موقع "والا" العبري عن مسؤول أمني قوله إن التفاصيل حول القضية لا زالت غير واضحة حول سيطرة الإيرانيين على الطائرة دون طيار من نوع "RQ- 170" التي تعتبر من أكثر المشاريع سرية في وزارة الدفاع الأمريكية.
واشار المسؤول إلى إسرائيل لا زالت تفحص تداعيات سيطرة الإيرانيين على طائرة التجسس الأكثر تطورا في الصناعات العسكرية الأمريكية وتداعيات ذلك على تطنولوجيا طائرات "F-35" المقاتلة. واشار المصدر إلى أن الطائرة من دون طيار هي من إنتاج شركة "لوكهيد مارتين" وتحوي تكنولوجيا شبيهة بتلك المستخدمة في الطائرات المقاتلة "F-35". ويشير المسؤول إلى أنه ثمة خشية كبيرة على مستقبل المشروع الأمريكي السري إذا ما كشفت إيران التكنولوجيا المستخدمة فيها.
من جانبه يقول خبير طيران إسرائيلي إن ثمة خلاف في تقدير الموقف وتحديد: هل وقعت بأيدي الإيرانيين طائرة كاملة أم أجزاء متناثرة، فثمة من يقول أنهم بنوا هيكلا مشابها لأغراض دعائية. لكن لا شك أن وقوع مشروع سري جدا كطائرة "rq-17" بيد الإيرانيين هي ضربة موجعة للولايات المتحدة. وأضاف الخبير: تجدر الإشارة إلى أن ثمة اختلاف في المواد المصنعة منها طائرة الإف35، والطائرة بدون طيار لكن يبدو أن الأمريكيين استخدموا أنظمة شبيهة بالطائرتين لا سيما تلك المسؤولة عن التملص من الرادارات.
وكان مسؤول اللجنة الفرعية البرلمانية لشؤون الأمن القومي الإيراني، برويز سروري، أعلن أن بلاده تعمل على فك رموز الطائرة الأميركية بدون طيار، التي أسقطتها الأسبوع الماضي، وستعمل على نسخها، في الوقت الذي رأى فيه وزير الاستخبارات الايراني، حيدر مصلحي. وقد نقل التلفزيون الايراني الرسمي عن مسؤول برلماني ايراني كبير قوله ان ايران ستنسخ طائرة المراقبة الاميركية بدون طيار من طراز ار كيو-170 التي استولت عليها الاسبوع الماضي، لتجهز بها قواتها. وأكد مسؤول اللجنة الفرعية البرلمانية لشؤون الامن القومي، برويز سروري، «نحن بصدد الانتهاء من فك رموز الطائرة بدون طيار، والمرحلة المقبلة ستتركز على نسخ الطائرة»، مضيفاً انه «في مستقبل قريب سنكون قادرين على انتاجها بكثرة، ومؤكداً أن النسخة الايرانية للطائرة بدون طيار ستكون «متفوقة» حتى على الطائرة الاميركية.
يذكر أن طهران كانت قد أعلنت ان وحداتها الخاصة بالحرب الالكترونية استولت في الرابع من كانون الاول/ديسمبر الماضي على طائرة ار كيو-170 سانتينل دخلت الى الاجواء الايرانية من افغانستان، وأجبرتها على الهبوط بدون اضرار كبيرة على بعد 250 كلم من الحدود في منطقة طباس الصحراوية (شمال شرق).
كذلك بث التلفزيون الايراني، الخميس الماضي، صوراً قدمت على انها لهذه الطائرة المتطورة والمحاطة بالسرية، التي كانت بحسب الصحافة الاميركية في مهمة مراقبة للمواقع الايرانية لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» عند وقوع الحادث.
تقارير أمريكية: روسيا قدمت لإيران معدات اعتراض متقدمة
من جانب آخر، أفادت تقارير أمريكية بان روسيا قدمت لإيران معدات اعتراض متقدمة قد تكون استخدمتها لإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز "أر كيو-170".
ونقل راديو "سوا" الأمريكى اليوم الاثنين عن جون بولتون السفير الامريكي السابق لدي الأمم المتحدة قوله "إنه في حال ما صحت التقارير حول تزويد روسيا لإيران بمعدات اعتراض فإن الوضع الحالي يصبح سيئا بالفعل".
وأضاف بولتون /أن بعض التقارير قد ذكرت أن روسيا باعت لإيران نظام اعتراض معقدا للغاية منذ فترة قصيرة، وفى حال اثبات صحة الأمر.. فإنه يعني أن الكثير غير هذه الطائرات سيكون عرضة للخطر أيضا".
وتابع /ينبغي على الكونجرس أن يشعر بالقلق إذا ما كان الإيرانيون يمتلكون تكنولوجيا اعتراض بمقدورها إسقاط صواريخ، وطائرات، وأنظمة اتصال وتوجيه للكثير من الأسلحة الأمريكية.
تأتي تصريحات المسؤول الأمريكي السابق رغم أن الجيش قد شكك في إمكانية امتلاك إيران لهذا النوع من الأسلحة.. كما أكد أن الطائرة بدون طيار لم تسقط باستخدام أسلحة أو هذا النوع من التكنولوجيا.
وطبقا لبعض التقارير الأمريكية فإن وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" قد عرضت على الرئيس باراك أوباما عدة خيارات تضمنت الذهاب إلى إيران لاستعادة الطائرة أو تدميرها، إلا أن الرئيس رفض ذلك، لأنه لم يرغب في تنفيذ مهمة ينظر إليها على أنها عمل من أعمال الحرب.
وكانت إيران قد أعلنت امس أنها لن تعيد الطائرة الأمريكية بدون طيار التى سقطت في أراضيها، معتبرة أن "مهام التجسس التي تنفذها هذه الطائرة تعد عملا من أعمال الحرب في حد ذاتها".
يذكر أن إيران قد عرضت هذه الطائرة على التليفزيون حيث بدت في حالة جيدة رغم أن مسؤولا أمريكيا صرح بإن الصور المعروضة لها تظهر أن أحد جناحيها قد تم انتزاعهما وإعادتهما مرة أخرى إلى مكانهما.
التعليقات