13/01/2012 - 14:25

محلل عسكري اسرائيلي: الموساد ترك بصماته على اغتيالات وتفجيرات ايران

منذ 13 كانون ثاني 2010 تم اغتيال خمسة من كبار العلماء والخبراء الايرانيين، في مجال الذرة والصواريخ العسكرية، أربعة من بينهم كانوا علماء وواحد وهو الكولونيل حسن طهراني شغل منصب رئيس مشروع الصواريخ البالستية، وكما يبدو، خبيرا في هذا لمجال ويمكن الترجيح ان عددا اكبر من الخبراء في مجال الصواريخ، بدرجات اقل، قتلوا ايضا في التفجيرات التي جرت في السنوات الاخيرة في المنشات النووية ومنشات التخزين ومصانع تطوير الصواريخ الواقعة تحت سيطرة الحرس الثوري.

محلل عسكري اسرائيلي: الموساد ترك بصماته على اغتيالات وتفجيرات ايران

عالم الذرة الايراني، مصطفى أحمد روشان الذي ينضم الى سلسلة اغتيالات راح ضحيتها حتى الان خمسة علماء، خلال السنتين الاخيرتين، هم بمثابة بؤر معلومات مركزية في البرنامج النووي الايراني ومن شان اغتيالهم ان يشوش على الطريق الى القنبلة النووية الايرانية، كما يعتقد المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" رون بن يشاي، الذي يرى ان اغتيال العقول من شأنه ان يعيق اعادة ترميم المشروع النووي الايراني اذا ما تلقى ضربة عسكرية.

بن يشاي كتب تحت عنوان "يهتمون ان لا تنبت الذرة من جديد" يقول:

روشان الذي اغتيل يوم الخميس في طهران كان خبيرا في تخصيب اليورانيوم بواسطة "التسانترفوجوت" ووقف على رأس احد اقسام منشأة تخصيب اليورانيوم في "نتناز" وعمل كما يبدو، على تطوير مركب من شأنه ان يزيد او يسرع عملية تخصيب غاز "اليورانيوم- فلوار" بواسطة "الترنتسوفوغات" وبذلك يتمكن من حل المشكلة المركزية التي تعترض المشروع النووي الايراني.

تخصيب اليورانيوم هو المركب الاكثر حيوية ولذك فانه الاكثرعرضة لتلقي ضربة في أي هجوم عسكري ، لهذا السبب بدأت ايران في هذه الايام بتشغيل منشأة تحت الارض، محصنة جيدا، لتخصيب اليورانيوم في "بوردو" تقع في معسكر تابع للحرس الثوري الايراني بجوار مدينة قم.

المنشأة ستركب فيها 3000 "ساركوزات" من ماركات جديدة واكثر سرعة، يمكنها تخصيب اليورانيوم الى درجة 20% حيث ستشكل خطوة على طريق التخصيب لدرجة 90-% والتي يمكن معها انتاج المادة المنشطرة والتي تشكل المركب المركزي في القنبلة او الرأس النووي.

يمكن الاعتقاد ان البروفسور روشان، الذي يحسب على منشئي ومشغلي موقع التخصيب الجديد، مما يعني ان ازاحته يشوش ويمس بالبرنامج الزمني للمشروع النووي برمته.


يشار أن رئيس وكالة الطاقة النووية الايرانية، فريدون عباسي، الذي اعلن هذا الاسبوع عن بدء تشغيل منشأة "بوردو"، قد تعرض لإصابة خلال محاولة اغتيال فاشلة استهدفته في تشرين ثاني 2010، وعين في هذا المنصب بعد هذه المحاولة بمدة قصيرة وهو الذي يدير المفاوضات الدولية والمركبات غير العسكرية في المشروع النووي الايراني.

محاولة اغتيال ثانية جرت في نفس اليوم، أودت بحياة البروفيسور مجيد شهيدي وزوجته وهو اغتيال اعتمد نفس الطريقة، حيث قلم راكبي دراجتين ناريتين بلصق عبوة ناسفة ممغنطة انفجرت في سيارته.


منذ 13 كانون ثاني 2010 تم اغتيال خمسة من كبار العلماء والخبراء الايرانيين، في مجال الذرة والصواريخ العسكرية، أربعة من بينهم كانوا علماء وواحد وهو الكولونيل حسن طهراني شغل منصب رئيس مشروع الصواريخ البالستية، وكما يبدو، خبيرا في هذا لمجال ويمكن الترجيح ان عددا اكبر من الخبراء في مجال الصواريخ، بدرجات اقل، قتلوا ايضا في التفجيرات التي جرت في السنوات الاخيرة في المنشات النووية ومنشات التخزين ومصانع تطوير الصواريخ الواقعة تحت سيطرة الحرس الثوري.


لا حاجة لأن يكون المرء خبيرا كبيرا لكي يستنتج أن الاغتيالات والتفجيرات السرية لم تكن مجرد حوادث وانها تمت بايدي منظمات مرتبة وسرية، تابعة لدول ذات مصلحة باعاقة وتشويش المشروع النووي ومشروع الصواريخ الايرانيين، وفقط منظمات تابعة لدول تمتلك المصلحة والقدرة على إخراج مثل هذه الاغتيالات .


ما يميز الاغتيالات الموضعية المذكورة هو انها استهدفت اناسا شكلوا بؤر معلومات ومعرفة، وذلك بالنظر الى ان أي ضربة عسكرية من شانها ان تعوق المشروع النووي الايراني لبضع سنوات، لكنها لن تقضي عليه لأن هذه المعلومات مخزنة في كمبيوترات وبالأساس في عقول العلماء والمهندسين، لذلك فان اغتيال الشخصيات الفاعلة في هذا المشروع من شأنها اطالة امد اعادة ترميم المشروع اذا ما تلقى ضربة عسكرية.


كل الدلائل تشير الى ان من يقف وراء الاغتيالات هو جهاز تابع لدولة، لأن دولة فقط يمكنها توفير الموارد اللازمة لتنفيذ هكذا اغتيالات وتفجيرات في ايران، بينها الاستثمار في جمع المعلومات الاساسية التي من شأنها تعريف وتحديد الهدف وتفضيله على اهداف اخرى محتملة، والاستثمار بالوقت والوسائل عالية الدقة الخاصة بجمع معلومات لغرض تنفيذ عملية ضد اناس او اماكن تقع عادة تحت الحراسة الامنية المشددة وكذلك تجنيد وتدريب المنفذين وتشويش اثارهم وتهريبهم، وهي مهمات يقدر على القيام بها، فقط، اجهزة مخابرات تابعة لدول.

لهذه الاسباب يميل الايرانيون والصحافة الدولية الى توجيه اصابع الاتهام الى ال "سي أي ايه" او "الموساد" الاسرائيلي في حين ينفي مسؤولون امريكيون واسرائيليون صلتهم بالعمليات تلك.

الايرانيون ووسائل الاعلام العالمية، لاحظوا ان طريقة اغتيال العلماء الايرانيين تذكر بطرق عمل اتبعها الموساد الاسرائيلي في اغتيال قادة عسكريين وسياسيين فلسطينيين، خلال الثلاثين سنة الأخيرة.

الايرانيون يقولون ان بصمات الموساد تظهر في مركبين اساسيين، الأول هو موضعة الهدف دون المس قدر الإمكان بالبيئة المحيطة، بعكس عمليات منظمات ارهابية، التي عادة ما تكون معنية بخلق "حدث جماهيري متلفز" والثاني هو استعمال دراجات نارية، يلبس سائقوها خوذات تخفي وجوههم وتسهل فيها عملية الهرب حتى في شارع مزدحم .

أما لماذا تقف ايران صامتة حيال تكرار مثل هذه العمليات، وهي القادرة على تحريك عمليات انتقامية في ياريس وبرلين بشكل مباشر او غير مباشر، فان السبب على حد قول بن شاي هو عدم توفير الحجة لاسرائيل وللغرب، لضرب منشاتها النووية وصواريخها البالستية، او استغلال ذلك من قبل اسرائيل لضرب مخزون الصواريخ في لبنان لدى حزب الله وفي سوريا.

ايران لا تريد خسارة كنوزها الاستراتيجية لغشباع غريزة الانتقام فقط ولذلك هي تمارس سياسة ضبط النفس الى اقصى الحدود، للحفاظ على قواعدها واحتياطاتها الإستراتيجية جاهزة لحال الضرورة.
 

التعليقات