05/06/2012 - 11:56

في الذكرى ال 30 لغزو لبنان: من قلعة الشقيف الى بيروت في 90 دقيقة هي مدة فيلم اسرائيلي

وكان السكرتير الشخصي لبيغن، يحيئيل كديشا قد قال في أكثر من مناسبة أن شارون، كان قد"ضلل بيغن" واعدا إياه بحملة محدودة لن تتعدى 40 كم في العمق اللبنانئ، مع أنه كان يخطط للوصول إلى بيروت

في الذكرى ال 30 لغزو لبنان: من قلعة الشقيف الى بيروت في 90 دقيقة هي مدة فيلم اسرائيلي

فنشر موقع "يديعوت أحرونوت" اليوم، على موقعه على الانترنيت وللمرة الأولى فيلما وثائقيا خاصا أعده قسم التأريخ العسكري في جيش الاحتلال يمتد على نحو 90 دقيقة احتوى على مقابلات اعتبرها الموقع نادرة تنشر وتذاع للمرة الأولى.
وأبرز الموقع في حديثه عن المناسبة أن الفيلم يشكل عمليا خطوة أولى في الإفراج عن وثائق عسكرية تتعلق في الحرب، وخاصة كل ما يتعلق بقيام وزير الأمن الإسرائيلي، آنذاك، أريئيل شارون بإخفاء الحقائق عما يدور في لبنان عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، مناحيم بيغن، مما أدى في نهاية المطاف، وبعد كشف حقيقة مذابح صبرا وشاتيلا تحت سمع وبصر الجيش الإسرائيلي، الى اعتزال بيغن للحكم واستقالته من الحكومة.
ويبدأ الفيلم بلقطة تصور خروج مقاتلي الثورة الفلسطينية وهم يعتلون السفينة اليونانية "سونجي أرجوس" في الحادي والعشرين من أغسطس 1982 يلوحون بشارات النصر، فيما يقول المعلق إنه رغم هذه الحركة، إلا أنه كان واضحا للجميع دلالة المشهد، وهو نهاية فصل في الصراع العربي الإسرائيلي.


وبحسب المقاطع التي بثها الموقع من الفيلم فقد نسب الجيش الإسرائيلي اندلاع الحرب في لبنان (الغزو الإسرائيلي للبنان)، إلى قيام قوات الثورة الفلسطينية باغتيال السفير الإسرائيلي في لندن في الثالث من حزيران 1982، وأن هذا الحادث كان الشرارة التي دفعت بالاحتلال الإسرائيلي إلى إطلاق الحرب في الخامس من حزيران، بعد أن استعد لها عاما كاملا، حيث يتضمن الفيلم مقطعا للوزير دان مريدور، الذي شغل آنذاك منصب سكرتير الحكومة، وهو يعلن أن الحكومة الإسرائيلية كلفت الجيش الإسرائيلي بتنفيذ مهمة "إخراج" المستوطنات الإسرائيلية في الجليل الأعلى من دائرة نيران المقاومة الفلسطينية في لبنان. وحدد مريدور أن التعليمات كانت بعدم التعرض لقوات الجيش السوري في لبنان إلا إذا قام الأخير بضرب القوات الإسرائيلية والتعرض لها، لكن سرعان ما اشتبك الجيش الإسرائيلي في الأيام الأولى للقتال في القطاع الشرقي مع القوات السورية، وقيام الجيش الإسرائيلي بضرب والقضاء على قوة مدرعات ودبابات سورية في القطاع الشرقي لغاية إبرام وقف لإطلاق النار مع الطرف السوري من اليوم السادس للحرب، فتفرغت القوات الإسرائيلية للقطاع الغربي وصولا إلى العاصمة اللبنانية بيروت.


وبحسب موقع طيديعوت أحرونوت" فإن الحرب التي أطلق عليها " حملة سلامة الجليل" أوقعت 1217 قتيلا في صفوف الجنود الإسرائيليين 1985 حتى العام ، وأن الحرب التي امتد القتال فيها من السادس من حزيران ولغاية 21 ايلول/سبتمبر 1982، يوم خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، ظلت حربا موضع خلاف داخل إسرائيل، خاصة كل ما يتعلق بالنشاط العسكري لشارون ومسألة عدم إطلاع بيغن على تفاصيل الحرب وبضمنها منذ اليوم الأول للحرب، عدم إطلاعه على سقوط ستة جنود إسرائيليين في عملية احتلال قلعة الشقيف، المعروفة إسرائيليا باسم حصن "البوفور"، حيث قالت الصحيفة إن بيغن عندما وصل للموقع بعد احتلاله لم يكن يعرف أن المعركة على الشقيف أوقعت ستة قتلى.
وكان السكرتير الشخصي لبيغن، يحيئيل كديشا قد قال في أكثر من مناسبة أن شارون، كان قد"ضلل بيغن" واعدا إياه بحملة محدودة لن تتعدى 40 كم في العمق اللبنانئ، مع أنه كان يخطط للوصول إلى بيروت، كما اعتاد شارون بعد أن غرقت إسرائيل في الوحل اللبناني أن يوقظ بيغن في ساعات الليل المتأخرة لإبلاغه بأنباء سقوط جنود إسرائيليين وهو ما زاد في الكآبة التي استولت على بيغن لدرجة انكفائه على نفسه ثم اعتزاله نهائيا.


ويورد الفيلم مقطعا للمراسل العسكري، للتلفزيون الإسرائيلي، آنذاك، رون بن يشاي وهو يعلن بدء الحرب في العاشرة و35 دقيقة من السادس من حزيران، في حملة لا أحد يعرف كيف ستنتهي. ويمتاز الفيلم بمقابلات مع كبار القادة العسكريين والتي كانت أجريت معهم خلال العمليات القتالية منها، مقابلات مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك رفائيل إيتان، دافيد عبري، والجنرال إيلي جيفع الذي كان رفض الأوامر بالدخول إلى بيروت العاصمة، واستقال من الجيش . ويلفت الفيلم الى أنه في الوقت الذي لم تتحمس القوات الدولية لدخول القوات الإسرائيلي للبنان واجتياز الحدود الدولية إلا أنها لم تبد أية مقاومة أو معارضة فعلية. كما يبين الفيلم عسكريا وهو يشرح عن لحظة التقاء القوات الإسرائيلية مع قوات الكتائب على مشارف بيروت والتعاون العسكري بين الطرفين، حتى خروج المقاومة وإقامة الشريط الحدودي في الجنوب ونشر قوات سعد حداد وأنطوان لحد، والانسحاب الإسرائيلي كليا من لبنان في الرابع والعشرين من أيار 2000.


ويتضمن الفيلم مشاهد للقصف الإسرائيلي للبنان، وحركة القوات والوحدات الإسرائيلية المختلفة، وتوثيق للعمليات الحربية في العمق اللبناني، وفي الوقت انتقادات من لكون العمليات القتالية كانت تدريجية دون أن يكون أمامهم تصور للهدف النهائي للحرب، وأنه لو كانت هذه الأهداف معروفة مسبقا لاختلف سير الحرب كليا.
وينتهي الفيلم بمقطع يظهر فيه رفائيل إيتان وهو يعلن أن خروج المقاومة الفلسطينية في الحادي والعشرين من سبتمبر شكل عمليا نهاية الخرب وأن الجيش نفذ المهام التي طلبتها منه الحكومة، لكن الجيش الإسرائيلي سيبقي قوات في الجنوب حتى العام 2000 مع خروج أخر جندي إسرائيلي بقرار من رئيس حكومة إسرائيل آنذاك، ‘يهود براك في الرابع والعشرين من أيار.
ويتجاهل الفيلم كليا فظائع الحرب والجرائم الإسرائيلية في لبنان ، مدعيا أن الطرف الإسرائيلي بذل جهدا لتفادي المس بأهداف مدنية، وخاصة السفارات الأجنبية.
 

التعليقات