"البيت اليهودي" يستعد للانسحاب من الحكومة والمستوطنون يستعدون لحرب في "بيت أيل"

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" صباح اليوم، الأربعاء، أن الأغلبية التي تمكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من تجنيدها، بفعل تهديده بفصل كل وزير يصوت مع قانون زبولون أورليف ويعكوف كاتس ضد موقف الحكومة الالتزام بقرار المحكمة العليا، ستمكن نتنياهو اليوم من اجتياز الأزمة المفتعلة حول مستوطنة "بيت إيل"، لكنها قد تؤدي إلى بدء تصدع ائتلافه الحاكم، وقد تفضي في نهاية المطاف إلى انشقاق فعلي في حزب الليكود، من جهة، و"إشعال" حرب بين نتنياهو وحكومته وبين غلاة المستوطنين في الضفة الغربية.

وقالت الصحيفة إن وزير العلوم ورئيس حزب البيت اليهودي، البروفيسور دانيل هيرشكوفيتش، أعلن أنه يعتزم اليوم تقديم استقالته من حكومة نتنياهو، خلال الجلسة التي ستسبق عرض القانون على الكنيست للتصويت عليه، وأن حزب "البيت اليهودي" سيكون أول حزب يخرج من الائتلاف الحكومي الحالي منذ قيامه.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن هيرشكوفيتش يجري مشاورات منذ الأمس بهذا الخصوص، لم تذكر طبيعتها ولا الأطراف المشاركة فيها، ولكن يرجح أن تكون هذه المشاورات مع كبار حاخامات الصهيونية المتدنية الأب الروحي لحركة الاستيطان اليهودية في الضفة الغربية.

في المقابل نقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بأنه رفيع المستوى داخل الليكود، قوله إن نتنياهو الذي يشعر اليوم بأنه أقوى شخص في إسرائيل، قد يجد نفسه في نهاية المطاف "ملكا بدون جنود"، وأن رد قانون أورليف اليوم، ستكون له تبعات بالغة الأثر ليس فقط على صعيد العمل البرلماني، بل أيضا على صعيد مستقبل الليكود واحتمالات حدوث انشقاق في الليكود، رغم عدم وجود شخصية سياسية بارزة يمكن لها أن تقود هذه الحركة، خصوصا إذا أقدم نتنياهو فعلا على إقالة من يصوت من وزراء وأعضاء الكنيست من الليكود مع القرار، وفي مقدمة الأشخاص في هذا السياق هو رئيس الائتلاف الحكومي زئيف إيلكن، وعضو الكنيست جيلا جمليئيل والمدعو أيوب قرا.

وبحسب المصادر فإن أعضاء كتلة الليكود في الكنيست، من الجناح اليميني، يعتزمون أن يذيقوا الائتلاف الحكومي الأمرين في العمل البرلماني، إذا نفذ نتنياهو تهديداته، وسيقومون بتعيين إيلكن ومن يفصله نتنياهو بمواقع رفيعة في لجان الكنيست من جهة، والتنسيق مع المعارضة وإسقاط مشاريع الحكومة وشل نشاطها البرلماني من جهة ثانية.

المستوطنون يستعدون لحرب

إلى ذلك نشرت "يديعوت أحرونوت" صورا لأكوام من الإطارات المطاطية التي جلبها المستوطنون إلى "بيت إيل" لاستخدامها في التظاهرات ضد إخلاء البيوت الخمسة، ولوضع عراقيل جادة ضد عملية الإخلاء.

وقالت الصحيفة في هذا السياق إن المستوطنين يستعدون لجلب آلاف المستوطنين إلى "بيت إيل"، على غرار ما حدث عند إخلاء مستوطنة "عمونة"، والتي أسفرت الاشتباكات التي وقعت بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي يومها، عن وقوع 80 إصابة في صفوف أفراد الشرطة والجيش، ناهيك عن جرح أكثر من مائتي مستوطن.

وكشفت الصحيفة أن منشورات وزعت بين المستوطنين وفي خيمة الاحتجاج التي أقاموها أمام المحكمة العليا، قد وصفت نتنياهو بأنه "ملك إسماعيل" وليس ملك إسرائيل، وهو أشد تعبير، بعد الخيانة الذي وجه لأحد من وزراء ورؤساء حكومات إسرائيل.