"برأ ساحتهم وكتب أنه لا يستبعد أن يكون المحقق أوعز للشاهد بتوريطهم "

في سابقة قلما تحدث في القضاء الاسرائيلي، وبعد ان امضوا سنة ونصف قيد الاعتقال برأت المحكمة المركزية الاسرائيلية في القدس المحتلة اليوم الخميس ساخة خمسة مواطنين مقدسيين من سلوان بعد ان شككت في رواية الشرطة التي تتهمهم بالقاء زجاجات حارقة وحجارة باتجاه قوات الاحتلال وبيوت المستوطنين اليهود في الحي.

وكانت النيابة العامة قد قدمت لائحة اتهام ضد الشبان الخمسة نسبت فيها اليهم مهاجمة بيوت المستوطنين في سلوان وقوات الجيش والأمن الاسرائيلي بالزجاجات الحارقة والحجارة، بينما ادعت ان احدى الزجاجات الحارقة اصابت ضابطا في حرس الحدود وتسببت له بحروق جدية اضطر على اثرها الى تلقي العلاج بشكل متواصل للشفاء منها.

لائحة الاتهام اعتمدت على افادات شابين مقدسيين، تم اعتقالهما في البداية واعطيا اسماء المتهمين الخمسة ثم تراجعا عن افاداتهما، ولكن بالرغم من هذا التراجع اختارت النيابة العامة تقديم ضدهم لائحة اتهام ضمت ايضا، مخافات تصنيع اسلحة والتسبب بضرار جسدية والاعتداء على شرطي وغيرها من التهم الخطيرة.

وبالرغم من انكار الخمسة لهذه التهم وادعائهم أنهم لم يتواجدوا في المكان أصلا، واصلت المحاكم الاسرائيلية تمديد اعتقالهم على فترات وصولا الى إصدار قرار اعتقال ثلاثة منهم حتى انتهاء الإجراءات القانونية واعتقال الاثنين الآخرين منزليا لأنهما قاصران.  

القاضي وجد تناقضات جوهرية في افادتي الشابين اللذين أدليا باسماء الخمسة، فيما يتعلق وصف الاحداث وفيما يتعلق بتوقيتها ايضا، وكذلك عدم تجانس بين ما قيل في تسجيلات جلسات التحقيق وبين ما كتب على الورق.

وكتب القاضي في قرار الحكم أن الصياغة الكتابية كانت مجتزأة ومضللة، وأشار كذلك إلى أن شهادة أحد الشاهدين التي تم الاعتماد عليها هي ثمرة توجيه من قبل المحققين. وفي هذا السياق كتب القاضي أنه من غير المستبعد أن يكون المحقق قد همس بأسماء المتهمين الخمسة في أذن الشاهد المذكور وأوعز له بتوريطهم، بعد ايهامه بأنهم قاموا بتوريطه وأنه إذا ما قام هو بتوريطهم فإن ذلك سيحسن من وضعه القانوني.