14/07/2012 - 13:57

رئيس الموساد السابق: الثورات العربية ابعدت الخطر عن اسرائيل في المدى القريب

بوسعي القول بحذر إن الأحداث من حولنا لم تنته، وإن إسرائيل تواجه تحديا غير بسيط، لأننا لا نعرف ما تلده الأيام. هناك تصدعات في كل واحدة من الدول المجاورة لنا. وليس هناك انسجام عشائري ولا ديني، والتوازنات تختلف من بلد إلى آخر. وهذا يوفر لإسرائيل فرصا، ولكن أيضا مخاطر ينبغي الاستعداد لمواجهتها".

رئيس الموساد السابق: الثورات العربية ابعدت الخطر عن اسرائيل في المدى القريب

رئيس الموساد السابق: الثورات العربية ابعدت الخطر عن اسرائيل في المدى القريب
 


  قال رئيس الموساد السابق مئير  داغان، أن الأحداث في المنطقة العربية ابعدت الخطر عن إسرائيل لثلاث أو خمس سنوات، وطمأن إسرائيل بأن هذه الثورات أبعدت الخطر العسكري عنها. وقال: "على المدى القصير اختفى الخطر العسكري عن إسرائيل للسنوات الثلاث أو الخمس المقبلة. ولا يمكنني تجاهل المدى البعيد، حيث الآيديولوجيا الإسلامية يمكن أن تترجم إلى فعل عسكري ضد إسرائيل، ولكن احتمال حدوث ذلك حاليا يبدو متدنيا؛ مصر بحاجة إلى توفير حلول لأزمتها الاقتصادية التي لها أساس عالمي ولمستوى تعلقهم بالمساعدة الأميركية، وكذلك بتراجع دخولهم وغياب السياحة.

وبالنسبة لسوريا قال داغان ان  الأزمة في سوريا ليست مرتبطة بشخصية (الرئيس بشار) الأسد وإنما بالصراع الدائر من عشرات السنين بين التيارات المختلفة. وبحسب تقديري فإن الحرب لا تنتهي هناك، ومن ناحية الأسد فإما أنه يركب نمرا أو أن النمر سيفترسه. أما الأردن فيهمه اتفاق السلام بقدر ما يهمنا. والجامعة العربية أقل قومية مما كانت في السنوات الأخيرة
داغان، وجه انتقادا حادا للحكومة الإسرائيلية، لأنها لا تفهم حقيقة ما يدور حولها، ولا تدري كيف تتعاطى معه. وذلك خلال محاضرة له أمام مؤتمر "القادة يتحدثون"، أول من أمس، حيث قال ايضا: "بوسعي القول بحذر إن الأحداث من حولنا لم تنته، وإن إسرائيل تواجه تحديا غير بسيط، لأننا لا نعرف ما تلده الأيام. هناك تصدعات في كل واحدة من الدول المجاورة لنا. وليس هناك انسجام عشائري ولا ديني، والتوازنات تختلف من بلد إلى آخر. وهذا يوفر لإسرائيل فرصا، ولكن أيضا مخاطر ينبغي الاستعداد لمواجهتها".

وحسب داغان، فإن الصلة بين الواقع الإقليمي والعواقب الاقتصادية على إسرائيل وحيدة الجانب، و"أبدأ بما يسمى خطأ الربيع العربي، حيث إن من أطلق التسمية استمدها مما جرى في أوروبا عام 1848، حينما انتشرت الأفكار الليبرالية في العالم. والحقيقة أن لا وجود لأي بشرى ليبرالية. ما لدينا في نهاية المطاف هو صراع للسيطرة على مراكز القوى. فما يوحد كل الظواهر التي بدأت في تونس، ليبيا، مصر وحتى سوريا هو حقيقة أنها مجتمعات إسلامية، عشائرية، تفضل الولاء على الكفاءة وتمنع المبادرة للقيادة الاجتماعية. فالمظاهرات هي مجرد مظاهر خارجية تحمل معاني مغايرة، والانتخابات البرلمانية لا تشهد بالضرورة على الديمقراطية". وشدد على أن قسما مركزيا من الانقلابات التي وقعت في الدول العربية تنبع من التنظيم الأفضل للمعارضة. وقال: "في الأماكن التي تمت فيها السيطرة على الحكم بالقوة أزيحت النخبة المسيطرة جانبا. في كل الدول هناك معارضة واحدة منظمة لها أساس في كل قرية، وهي الحركات الإسلامية. لديها سيطرة وقدرة تواصل من دون وسائط مع السكان في الطريق إلى المسجد. ومستوى تدخل الدولة في العمل الاجتماعي تقلص".
.

وكانت قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس إن الانتفاضات الشعبية في العالم العربي فاجأت إسرائيل مثلما فاجأت الدول التي انفجرت فيها. وهي حبلى بالمزيد من المتغيرات، للأسوأ أو للأحسن، وهذا يحتاج إلى رصد ومتابعة إسرائيلية، حتى لا تنشأ مفاجآت أخرى بنفس المستوى.

وكشفت تلك المصادر للصحيفة أن نطاق عمل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اتسع، وانضمت إليه جبهات جديدة مثل تركيا وسيناء المصرية. ففي هذه المناطق الثلاث يوجد ضعف شديد في قدرات الجيش الإسرائيلي على رصدها، لذا قررت قيادة الجيش وضع حد لهذا الضعف. وفي سيناء توجد تنظيمات عسكرية معادية لإسرائيل تخطط لتفجيرات كبيرة وعمليات خطف ضد إسرائيليين داخل المنطقة المصرية أو على حدودها وتخطط لإطلاق صواريخ باتجاه إيلات وبلدات إسرائيلية أخرى. وأما في تركيا، فلم يفسر الجيش الإسرائيلي ماذا يريد منها.

يذكر أن هناك اختلافات كبيرة في تقديرات وتحليلات المسؤولين الإسرائيليين في أجهزة المخابرات أيضا، حول ما يجري في العالم العربي في السنتين الأخيرتين. فهناك من يراها فرصة للتحول إلى الديمقراطية وهناك من يراها كارثة لإسرائيل وشعوب المنطقة، وما بين هذا وذاك هناك عشرات التقديرات الأخرى. وتنعكس هذه الاختلافات على موقفي رئيسي الحكومة، بنيامين نتنياهو، والدولة، شيمعون بيريس؛ فالأول يعتبر ما جرى ارتدادا إلى الوراء و"ثورات لم تجلب سوى الفوضى وحكم الإخوان المسلمين" ويحاول استثمار ذلك مجددا لصالح إسرائيل، التي يقول إنها "الدولة الديمقراطية الحقيقية في المنطقة، التي يسود فيها احترام حقوق الإنسان ومساواة المرأة"، بينما يرى الثاني أن هذه ثورات حقيقية في العالم العربي ويدعو إسرائيل أن لا تخاف من الإخوان المسلمين.. "فهم أيضا يتغيرون، ولديهم جيل من الشباب الذي يرفض الفكر التقليدي القديم لـ(الإخوان) ويطالب بالتجديد والانفتاح".

 

التعليقات