قال مسؤولون أميركيون، يوم أمس الأحد، إنه خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة حوّل الـ"FBI" للشاباك معلومات استخبارية على صفحة الفيسبوك الخاصة بالجندي أورون شاؤول، وذلك في محاولة لتحديد موقعه. ونفى المسؤولون الأميركيون تقارير نشرت في وسائل إعلام إسرائيلية، مؤخرا، مفادها أن الـ"FBI" امتنع عن تسليم المعلومات التي طلبتها إسرائيل.
يشار إلى أن "يسرائيل هيوم" و"جيروزاليم بوست" قد نشرتا مقالين لـ"ستيفان أمرسون" التي يترأس معهد الأبحاث الأميركي "The Investigative Project on Terrorism"، ادعى فيهما، استنادا إلى تحقيق أجراه بعد تفجير المدرعة الإسرائيلية في الشجاعية والذي أصيب فيه الجندي شاؤول، أن جهات استخبارية إسرائيلية توجهت إلى الـ"FBI"، وطلبت المساعدة في الحصول على معلومات بشأن نشاط في حساب الفيسبوك الخاص بالجندي شاؤول.
وجاء أن التوجه الإسرائيلي جاء بعد أن استولت جهات في حركة حماس على حساب الفيسبوك الخاص بالجندي شاؤول، ونشروا فيه رسائل تشير إلى أنه أسير لدى حماس. وقال أمرسون إن الاستخبارات الإسرائيلية اعتقدت أنه بواسطة فحص النشاط على حساب الفيسبوك يمكن الحصول على معلومات بشأن مكان تواجد الجندي الذي اعتبر مفقودا. كما أرادت إسرائيل أن يستغل الـ"FBI" صلاحياته لاستصدار أمر محكمة يسمح بالحصول على المعلومات ذات الصلة مباشرة من خوادم شركة "فيسبوك".
وبحسب أمرسون، فإن الـ"FBI" توجه إلى وزارة القضاء الأميركية، وطلب المصادقة على الاستجابة للطلب الإسرائيلي، بيد أن رد مكتب وزير القضاء، أريك هولدر، كان سلبيا. وادعى أمرسون أنه بالرغم من أن الحديث عن طلب عاجل، فإن تبرير وزارة القضاء الأميركية كان تقنيا، بموجبه فإنه لا اتفاق تعاون قضائي، ولذلك لا يمكن المصادقة على الطلب.
ونفى مسؤولون في الإدارة الأميركية ادعاءات أمرسون، وادعوا أن التقارير "خاطئة ومضللة". وبحسبهم فإن التقارير ساعدت في رسم صورة خائطة في الرأي العام بشأن حجم الجهود التي بذلتها الحكومة الأميركية والحكومة الإسرائيلية أثناء البحث عن الجندي شاؤول. كما ادعى المسؤولون أنه خلافا لأقوال أمريسون فإن الـ"FBI" قد حول المعلومات الاستخبارية التي طلبت إسرائيل.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنه "كان هناك تعاون جدي بين الحكومة الأميركية والحكومة الإسرائيلية في الحصول على معلومات تساعد في البحث عن الجندي أورون شاؤول"، وأن الـ"FBI" حوّل فورا لإسرائيل معلومات استخبارية مفيدة كان لها علاقة بحساب الجندي على موقع التواصل الاجتماعي استجابة للطلب الإسرائيلي الأول.
وأضاف المسؤول نفسه أنه في إطار محاولة البحث عن الجندي، فإن "" قام بعمليات تحقيق أخرى ضمن صلاحياته القانونية، وذلك بعد وصول طلبات إسرائيلية أخرى للحصول على معلومات، مشيرا إلى أن الوكالات الاستخبارية وسلطات القانون في إسرائيل والولايات المتحدة تجريان عمليات تبادل معلومات واسعة النطاق بشكل يومي.
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "هآرتس" اعتبرت أمرسون على أنه "يميني، جمهوري ومحافظ، ويعتبر مقربا من الملياردير اليهودي الأميركي شلدون أدلسون. وكان قد كتب ناحوم برنيع في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في العام 2008، أن أمرسون يعتبر مستشار لأدلسون في "شؤون الإرهاب"، ويعتبر الأخير مقربا من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، وهو يصدر صحيفة "يسرائيل هيوم" التي تدعم نتانياهو ومواقفه.
التعليقات