04/12/2014 - 08:24

مسؤولون إسرائيليون: الإدارة الأميركية تدرس تشديد إجراءاتها ضد الاستيطان

ضمن الإجراءات المحتملة، الامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن على قرارات تدين البناء الاستيطاني، وإصدار تعليمات صارمة لممثلين أميركيين رسميين بكل ما يتصل بمنع التعاون أو تمويل عمليات استيطانية

مسؤولون إسرائيليون: الإدارة الأميركية تدرس تشديد إجراءاتها ضد الاستيطان

قال مسؤولون إسرائيليون إن الإدارة الأميركية تدرس تشديد إجراءاتها ضد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة.

وأضاف المسؤولون أنه جرى في البيت الأبيض، قبل أسابيع، نقاش سري تناول إمكانية التخلي عن السياسة الحالية المتبعة التي لا تتجاوز إعلان الإدانات، والانتقال لسياسة اتخاذ إجراءات ضد الاستيطان.

وردا  على توجه صحيفة 'هآرتس' لم ينف مسؤولون أميركيون ذلك، ولكنهم رفضوا الإدلاء بأية تفاصيل. وقال الناطقة باسم المجلس للأمن القومي في البيت الأبيض برناديت ميهان إنه 'لا يوجد رد'.

واعتبرت الصحيفة أن 'مجرد إجراء بحث حساس ومشحون سياسيا من هذا النوع في البيت الأبيض هو غير عادي، ويشير إلى الحضيض الذي وصلت إليه العلاقات بين حكومة نتانياهو وبين الإدارة الأميركية'، خاصة وأن دولا أوروبية فرضت عقوبات على البناء في المستوطنات، في حين كانت تكتفي الإدارة الأميركية بإصدار بيانات إدانة فقط.

إلى ذلك، قال مسؤول إسرائيلي، وصف بأنه مطلع على الموضوع من قبل أميركيين، إن مناقشة هذه القضية في الإدارة الأميركية بدأت في أعقاب اللقاء الأخير لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، في البيت الأبيض في مطلع تشرين أول (أكتوبر)، والمواجهة العلنية في قضية المستوطنات التي حصلت بعده.

يشار إلى أنه قبل وصول نتانياهو إلى البيت الأبيض بيوم واحد، دخل مستوطنون إلى سبعة منازل في قرية سلوان، شرقي القدس المحتلة. وقبل ساعات معدودة من لقاء نتانياهو مع أوباما كشفت حركة 'سلام الآن' أن بلدية الاحتلال في القدس صادقت نهائيا على إقامة 2600 وحدة سكنية جديدة في 'غفعات همطوس' في القدس، الواقعة خارج الخط الأخضر.

وبعد دقائق من انتهاء اللقاء، أصدر الناطق باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، بيان إدانة وصف بأنه حاد جدا. وقال أرنست إن 'الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة تسمم الأجواء، وتشكك بالتزام إسرائيل بالسلام، وتبعدها عن حلفائها الأقرب لها'.

وفي حينه، رد نتانياهو بالقول إن 'انتقادات البيت الأبيض تتناقض مع القيم الأميركية'، وهو ما اعتبر على أنه هجوم شخصي ضد أوباما.

وكتبت 'هآرتس' أن فشل لقاء نتانياهو – أوباما جعل الإدارة الأميركية تدرك أن بيانات الإدانة، بما فيها البيانات الحادة، ليست مجدية، كما أن استمرار البناء الاستيطاني، وخاصة في مواقع مثل 'غفعات همطوس' تهدد بـ'جعل حل الدولتين مستحيلا'، وتقرر بالتالي أنه يجب، على الأقل، فحص تصعيد خطوات الرد على البناء الاستيطاني.

وقال مسؤول إسرائيلي إنه في النقاش غير العادي، والذي شارك فيها مسؤولون كبار في البيت الأبيض والخارجية الأميركية، طرحت سلسلة من الاقتراحات متفاوتة الشدة والتي يمكن اتخاذها بهدف التأكيد لإسرائيل على معارضة الولايات المتحدة للبناء الاستيطاني وتوضيح أبعاده.

وضمن الإجراءات المحتملة، الامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن على قرارات تدين البناء الاستيطاني، وإصدار تعليمات صارمة لممثلين أميركيين رسميين بكل ما يتصل بمنع التعاون أو تمويل عمليات استيطانية.

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه في هذه المرحلة لم تصدر أية قرارات في البيت الأبيض بهذا الشأن. كما تجدر الإشارة إلى أنه لا يزال من غير الواضح كيف سيكون قرار تقديم موعد الانتخابات في إسرائيل على قرارات البيت الأبيض بشأن الاستيطان. ويأخذ كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بعين الاعتبار مدى تأثير الإجراءات الأميركية ضد الاستيطان في التوقيت الحالي على مكانة نتانياهو في الرأي العام الإسرائيلي، بمعنى هل ستضعفه أم ستوفر له سلاحا لحملته الانتخابية يسمح له بأن يعرض نفسه كمن رفض الخضوع للضغوطات الدولية.

التعليقات