25/12/2014 - 11:37

«يسرائيل بيتينو»: حزب سياسي أم «مافيا» روسية؟

بعد الشبهات التي أثيرت حول وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان بارتكاب مخالفات مالية والتي حققت فيها الشرطة الإسرائيلية سنوات طويلة وأغلقت الملف بسبب النقص في الأدلة، تفجرت هذا الأسبوع أكبر قضية فساد في تاريخ إسرائيل، أبطالها مقربون

«يسرائيل بيتينو»: حزب سياسي أم «مافيا» روسية؟

 بعد الشبهات التي أثيرت حول وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان بارتكاب مخالفات مالية والتي حققت فيها الشرطة الإسرائيلية سنوات طويلة وأغلقت الملف بسبب النقص في الأدلة، تفجرت هذا الأسبوع إحدى أكبر قضايا الفساد في تاريخ إسرائيل، أبطالها مقربون منه ومسؤولون في حزبه.

 ويتضح من حجم الفساد الذي تكشف في اليومين الأخيرين  أن حزب 'يسرائيل بيتينو' المعروف بعدائه الشديد للعرب،  يدير خلف الكواليس منظومة فساد واسعة،  كما تبين أن أقوى امرأة في الحزب، نائبة وزير الداخلية فاينا كرشنباوم،  المقيمة في إحدى مستوطنات الضفة الغربية والتي صرّحت بأن «العرب عبء على إسرائيل يأخذون ولا يعطون»، والوزير السابق ستاتس ماسزنكوف، الذي أثيرت حوله الكثير من الفضائح،  متهمان بتلقي الرشوة وتبييض الأموال واستغلال مناصبهما للتربح  الشخصي ولرتيب أوضاع مقربين منهم.

كبار المتهمين هم مهاجرون روس وقياديون في  حزب يسرائيل بيتينو: نائبة وزير الداخلية، فاينا كيرشنبواوم، التي بدأت حياتها السياسية كمديرة لمكتب الحزب، وأصبحت بعد سنوات «أقوى امرأة في الحزب» كما وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتعتبر مقربة من رئيس الحزب ليبرمان. وزير السياحة السابق، الذي أثيرت حوله الكثير من الفضائح،  ستاتس ميسيزنكوف.  رئيس مكتب يسرائيل بيتينو، داوود غودبسكي،   ومقربان من ليبرمان هما: أليكس فيزنتسر، ويسرائيل يهوشع، إضافة إلى رؤساء جمعيات خيرية واتحادات رياضية ورؤساء مجالس، وكلهم يدورون في فلك  'يسرائيل بيتينو'.

وحققت الشرطة مع عشرات  المسؤولين ومددت يوم أمس اعتقال 30 مشتبها بالتورط بقضية الفساد بينهم الوزير السابق. وجاء الكشف عن منظومة الفساد بعد تحقيقات سرية استغرقت نحو عام، ويدور الحديث عن استخدام السلطة من اجل تحويل ميزانيات ودعم لجمعيات واتحادات رياضية ومجالس محلية(استيطانية بالأساس) بملايين الشواقل مقابل تلقي رشوة أو تعيين مقربين أو تحقيق منافع لهم أو لمقربيهم.  كما اتهم وزير السياحة السابق بالتلاعب بالمناقصات لكي ترسو على ممقربين منه.

يشار إلى أنه بعد تمديد اعتقال مسيجنيكوف بتسعة أيام، مددت محكمة الصلح في 'ريشون لتسيون' اعتقال رانيت كيرشنباوم، إبنة نائبة الوزير فاينة كيرشنباوم، بشبهة تلقي الرشاوى مع والدتها، علما أنه تم التحقيق مع الأخيرة، التي تشغل منصب السكرتيرة العامة لـ'يسرائيل بيتينو'، مدة 6 ساعات وأطلق سراحها.

ومددت المحكمة مساء أمس اعتقال وزير السياحة السابق مسيجنيكوف لمدة 9 أيام، بشبهة تلقي الرشاوى عندما أشغل منصب وزير السياحة، مقابل تحويل ميزانيات لمؤسسات مختلفة. كما يشتبه بأنه قام بتحويل مناقصات تصل قيمتها إلى ملايين الشواقل إلى مقربين منه.

ومددت المحكمة الليلة الفائتة اعتقال عشرات المشتبهين في قضية الفساد المرتبطة بـ'يسرائيل بيتينو'، وتضم القائمة مسؤولين كبار في الوزارات الحكومية والسلطات المحلية المشتبهين بمخالفات رشاوى واحتيال وخيانة الأمانة عن طريق تحويل الأموال لجمعيات ومنظمات مختلفة.

ومددت محكمة الصلح أيضا اعتقال عدد من كبار المسؤولين المتورطين في القضية، حيث جرى تمديد اعتقال رئيس 'المجلس الإقليمي شومرون'، غرشون مسيكا، لمدة 6 أيام، ومدد اعتقال محاسب 'المجلس الإقليمي بنيامين' لمدة 4 أيام، بشبهة تلقي الرشاوى.

ومددت المحكمة اعتقال كل من رئيس 'المجلس الإقليمي تمار' دوف لاتينوف، ورئيس 'المجلس الإقليمي ميجيلوت' مردخاي دهمان، ورئيس شركة للمواصلات يدعى أليكس فيزنتشر، وذلك بشبهة دفع رشاوى لنائبة الوزير فاينة كيرشنباوم مقابل الحصول على أموال من ميزانية الدولة عن طريق الاحتيال.

وجرى تمديد اعتقال مدير مقر 'يسرائيل بيتينو'، دافيد غودوفسكي، لمدة 9 أيام، بشبهة ارتكاب عدة مخالفات رشوة. ومدد اعتقال رئيس اتحاد النقابات في السلطات المحلية، يتسحاك بوربا، حتى يوم الأحد.

كما فرض الاعتقال المنزلي على رئيس اتحاد كرة اليد، دورون سمحي، لمدة أسبوع، وفرض الاعتقال المنزلي على رئيس اتحاد كرة السلة، أفنير كوبل، لمدة 10 أيام.

وقال ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية أن التحقيقات ضد كبار المسؤولين في 'يسرائيل بيتينو' بشبهة الفساد هي قضية ضخمة جدا، حيث أن الحديث عن ملايين الشواقل، وتتشعب القضية إلى 15 قضية ثانوية، تلعب في بعضها نائبة الوزير فاينة كيرشنباوم الدور المركزي، حيث يشتبه بأنها تلقت أموال جرى تحويلها إلى حسابات تعود لأبناء عائلتها.

ونفى المفتش العام للشرطة، يوحنان دانينو، الادعاءات بأن التحقيقات ضد كبار المسؤولين في 'يسرائيل بيتينو' تنبع من اعتبارات سياسية، وقال إن التحقيقات بدأت منذ نحو عام بشكل سري، وأن الكشف عنها يأتي لاعتبارات مهنية فقط، وبالتشاور مع المستشار القضائي للحكومة ومع المدعي العام.

 

التعليقات