26/12/2014 - 11:40

تقديرات "أمان" لـ2015: الفوضى في العالم العربي تهدد إسرائيل

الفوضى الحاصلة في العالم العربي، وخاصة الحرب في سوريا وتمركز مسلحين من تنظيمات الجهاد العالمي وتنظيم "داعش" عند حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية ولعب أميركا بنار خفض أسعار النفط، جميع هذه الأمور من شأنها أن تهدد إسرائيل

تقديرات

استعرضت دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 'أمان' أمام هيئة الأركان العامة، مؤخرا، تقديراتها للعام 2015 المقبل، وملخصها أن الفوضى الحاصلة في العالم العربي، وخاصة الحرب في سوريا وتمركز مسلحين من تنظيمات الجهاد العالمي وتنظيم 'داعش' عند حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية ولعب أميركا بنار خفض أسعار النفط، جميع هذه الأمور من شأنها أن تهدد إسرائيل، بحسب التقديرات.

والكابوس الذي يؤرق ضباط 'أمان' حاليا هو عدم تمكن الاستخبارات الإسرائيلية من رصد موجة تسونامي تحمل جهاديين وربما دولا متضررة من السياسة الأميركية، مثل إيران، إلى داخل إسرائيل، وفقا لتقديرات 'أمان' التي استعرضها المحلل العسكري في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، ألكس فيشمان، اليوم الجمعة.

واعتبرت تقديرات 'أمان' أنه لا يوجد في الشرق الأوسط اليوم دولة عظمى، بإمكانها أن تجري توازنات وتعاون دولي من أجل إحداث تهدئة إقليمية: الولايات المتحدة لا تتحرك من دون تحالفات دولية في العراق أو مع دول في المنطقة في سوريا، وروسيا تبذل جهودا لزيادة تأثيرها في المنطقة من خلال سوريا.

وأضافت التقديرات أن سوريا المتفككة، يسيطر نظام بشار الأسد على 20 – 30 بالمائة من الدولة فقط، وباقي المناطق عبارة عن كانتونات تسيطر تنظيمات مسلحة معتدلة ومتطرفة – إرهابية وجميع هذه الجهات تتحارب مع بعضها. وتتحسب إسرائيل كلما اقترب القتال في سورية من مرتفعات الجولان المحتلة ومن احتمال تسربها إلى الجولان أو حتى أعمق من ذلك. وبحسب 'أمان' فإن 'الجيش السوري الحر' ينتشر عند خط وقف إطلاق النار ويمنع، حتى الآن، تسرب نيران الحرب إلى الجولان المحتل.

وتبدو الصورة معقدة أكثر فيما يتعلق بإيران، خاصة في ظل المفاوضات بينها وبين القوى العظمى حول اتفاق لرسم حدود البرنامج النووي الإيراني. وليس واضحا في هذه الأثناء ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق كهذا. وترى 'أمان' أن اتفاق كهذا سيكون سيئا بالنسبة لإسرائيل، لكن من الجهة الأخرى، فإن التوصل لاتفاق كهذا من شأنه أن يؤثر على أداء حزب الله تجاه إسرائيل لناحية التهدئة.

وفي حال عدم التوصل لاتفاق فإن التوقعات في إسرائيل تتوجس من أن إيران قد 'تكسر قواعد اللعبة'، وأن 'خيبة الأمل من الرئيس حسن روحاني سيعيد حرس الثورة إلى الحكم في طهران'، الأمر الذي سيكون له 'تأثير مباشر فوري على الجبهة الشمالية'.

وأشار فيشمان إلى أن الانتخابات القريبة للكنيست من شأنها أن تؤثر سلبا على إسرائيل في ظل تقديرات 'أمان'، خاصة وأنه سيدخل في هذه الأثناء رئيس أركان جديد للجيش، هو غادي آيزنكوت خلفا لبيني غانتس. والمسألة هنا هي أنه في أعقاب تشكيل حكومة جديدة، ربما سيُعيسن وزير أمن جديد، سيستغرق دراسته للوضع الأمني والإستراتيجي والجيوسياسي شهورا، بينما آيزنكوت هو أحد الجنرالات المطلعين على تقديرات 'أمان' الجديدة منذ شهور.

كذلك اعتبرت تقديرات 'أمان' أن انهيار أسعار النفط لن يؤثر على السعودية ودول الخليج، لكن تأثيره سيكون كبيرا على إيران والعراق وليبيا لدرجة قد تهدد الأنظمة فيها ويعمق الفوضى في المنطقة. كما توقعت التقديرات أن يكون تأثير انهيار أسعار النفط، في حال استمراره، على روسيا ويدفعها إلى تغيير سلوكها لجهة التصعيد، خاصة وأنهم يعتبرون هذا الانهيار مؤامرة أميركية ضدهم.

ورغم أن تقديرات 'أمان' ترى بالسعودية دولة مستقرة، إلا أنها لفتت إلى أن نسبة البطالة في هذه الدولة تبلغ 30%، وأن هذا يفسر حقيقة انضمام عدد كبير من الشبان السعوديين إلى تنظيم 'داعش'، كذلك فإن الوضع الاقتصادي المتردي لدى شعوب المنطقة يدفع الشبان إلى أحضان التنظيمات الجهادية، وأشارت 'أمان' في هذا السياق إلى القلاقل في مدينة معان الأردنية والتأييد المتصاعد ل'داعش' فيها.

ورأت 'أمان' أنه توجد أربعة معسكرات في الشرق الأوسط تتحارب مع بعضها:

أولا: المحور الشيعي الراديكالي ويشمل إيران وسوريا وحزب الله والجهاد الإسلامي والحوثيين في اليمن. ويحاول هذا المحور تقريب حماس منه؛

ثانيا: 'المعسكر المعتدل'، ويضم مصر والأردن والسعودية ودول الخليج، وانضمت إليه قطر مؤخرا. وبإمكان هذا المعسكر إبعاد حماس عن إيران؛

ثالثا: الذراع السياسية لـ'الإخوان المسلمين'، في غزة وإسرائيل والأردن ومصر وسوريا. وتقدر 'أمان" أن مظاهرات الإخوان ستعود إلى الميادين في مصر والأردن؛

رابعا: تنظيمات الجهاد وتشمل 'داعش' و'جبهة النصرة' و'أنصار بيت المقدس' في سيناء، كذلك تشمل عشرات التنظيمات الصغيرة التي تدور في فلكها.

ووفقا ل'أمان' فإن جميع هذه المعسكرات تتحارب فيما بينها، بينما 'إسرائيل لا تزال المراقب، حتى الآن، وتتلقى شظايا من حين لآخر'.

وهناك تهديد آخر تتخوف منه إسرائيل وهو الحرب الإلكترونية، "السايبر'، أي الحرب في الفضاء الافتراضي على شبكة الانترنت، وتأخذ 'أمان' في حساباتها احتمال مهاجمة شبكاتها العسكرية والمدنية.

التعليقات