03/03/2015 - 19:20

نتنياهو في الكونغرس: اتفاق سيء لا يمنع إنتاج نووي

نتنياهو يعتبر النظام الإيراني على أنه ظلامي ودموي، ويشكل خطرا على إسرائيل والشرق الأوسط والعالم، وأن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية

نتنياهو في الكونغرس: اتفاق سيء لا يمنع إنتاج نووي

في خطابه أمام الكونغرس، في السادسة من مساء اليوم، الثلاثاء، وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو الاتفاق المتبلور مع إيران بأنه اتفاق سيء، وأنه من خلال استبداله باتفاق أفضل مع إبقاء العقوبات مفروضة على إيران يمكن منع إيران من حيازة أسلحة نووية.

واعتبر نتنياهو النظام الإيراني على أنه 'ظلامي ودموي، ويشكل خطرا على إسرائيل والشرق الأوسط والعالم'، مشيرا إلى أن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية.

في بداية حديثه شكر الجميع على الحضور، مؤكدا على أن الديمقراطيين والجمهوريين دعموا إسرائيل عاما بعد عام. وقال للحضور 'أيا كان موقفكم السياسي فـأنتم تقفون إلى جانب إسرائيل'.

وأضاف أن التحالف المهم بين إسرائيل والولايات المتحدة كان دائما فوق السياسة، وأنه يجب أن يبقى كذلك.

كما امتدح ما فعله الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تجاه إسرائيل، وقال: 'نقدر ما فعله الرئيس أوباما لمصلحة إسرائيل، وهو معروف على نطاق واسع، وخاصة في اللحظات الحاسمة، والتي كان آخرها 'دعمه لاعتراض صورايخ حماس في الصيف الماضي'. كما لفت إلى أن بعضا مما قدمه أوباما لإسرائيل قد لا يعرف على الإطلاق، وخاصة في القضايا الحساسة والإستراتيجية.

ووجه الشكر للكونغرس على مساعدته لإسرائيل بعدة أساليب، وخاصة المساعدات العسكرية السخية، وقال إن 'ملايين الإسرائيليين قد حمتهم القبة الحديدية من الصواريخ في الصيف الماضي'.

وبعد أن شكر الولايات المتحدة على كل ما قدمته لإسرائيل، قال إنه يأتي إلى الكونغرس، كرئيس حكومة، لكونه يشعر بالتزام تجاه إسرائيل حيال قضية تهددها، وهي 'سعي إيران لحيازة أسلحة نووية'.

وقال نتنياهو إن 'الشعب اليهودي يواجه اليوم محاولة أخرى من طرف شخص فارسي آخر يسعى للقضاء عليها وهو المرشد الأعلى لإيران، علي خامنيائي، الذي يعبر عن آرائه المناهضة للسامية، وأنه يجب محو إسرائيل'.

واعتبر نتنياهو أن مشكلة إيران ليست 'اليهودية فقط مثل النازية'، فالنظام الإيراني يهدد السلام العالمي، وليس إسرائيل فقط. على حد قوله. كما اعتبر الشعب الإيراني على أنه ذو مهارات كبيرة وحضارة عظيمة، ولكنه 'اختطف عام 1979 من قبل شخص متدين فرض عليهم دكتاتورية ظلامية، وحث أتباعه على تصدير الثورة إلى العالم'.

وقال أيضا إن إيران تشكل تهديدا إقليميا، حيث تدخل الفوضى التي تضرب الشرق الأوسط، بما فيها قطاع غزة والجولان، وتقتل في سورية والعراق واليمن، وتهدد بإغلاق المضائق المهمة في البحر الأحمر، مضيق هرمز، وتتحكم بالتالي بحركة النفط.

وقال 'إيران قتلت المئات من الجنود الأميركيين في بيروت، وجرح وقتل المئات من الموظفين الأميركيين في العراق، ودمرت مركزا يهوديا في الأرجنتين، وحاولت اغتيال سفير سعودي في واشنطن، وفي الشرق الأوسط تسيطر على 4 عواصم: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء'.

وأضاف أنه في الوقت الذي كانت فيه الأسرة الدولية تعقد الآمال على انضمام إيران إليها، كانت الأخيرة تتحرك في الشرق الأوسط وتسيطر وتغزو'.

ووصف النظام الإيراني بأنه نظام راديكالي يدعو إلى قتل أميركيين بصوت واضح. وأن هذا النظام سيظل دائما عدوا لأميركا، مضيفا أن حرب إيران ضد تنظيم الدولة الإسلامية لا يجعل منها حليفة للولايات المتحدة، حيث أن 'إيران وتنظيم الدولة يتنافسان على فرض الإمبراطورية الإسلامية على المنطقة أولا، وعلى العالم باسره. وبالتالي لن هناك مكان لإسرائيل ولا للمسيحيين.. أكبر خطر يواجه عالمنا هو تزاوج الإسلام الحركي والسلاح النووي'.

وبحسب نتنياهو فإن قبول إيران بالاتفاق لأنه لا يمنعها من تطوير سلاح نووي، وإنما يضمن لها ذلك. وتابع أن أي اتفاق مع إيران سيشمل تنازلين مهمين:

أولهما إبقاء إيران ببنية نووية كبيرة ويوفر لها الوقت، بما يسمح لها بالحصول على البلوتونيوم لإنتاج القنبلة النووية، كما أن أجهزة الطرد المركزية ستبقى لديها، والبرنامج النووي سيترك سليما، وإذا عملت إيران على تطوير أجهزة الطرد فإن الوقت اللازم لإنتاج قنبلة سيكون أقصر.

أما ثانيهما فهو أن التزام إيران بالاتفاق سيكون مشكوكا به، حيث أن إيران تخدع المفتشين، وقد يكون لها منشآت نووية سرية، كما سبق وأن أثبتت أنها ليست محل ثقة. وفي هذا السياق أشار نتنياهو إلى أن كورية الشمالية طردت المفتشين الدوليين، وعملت على إنتاج أسلحة نووية.

وخلص إلى أن إيران قد تحصل على سلاح نووي من خلال الاتفاق الذي ينتهي بعد عقد من الزمن، وهو رمشة عين في حياة الشعوب. وأنه عندما تتطور الإمكانيات النووية لدى إيران سيكون لها مطلق الحرية لإنتاج قنبال نووية، فهي تخطط لامتلاك 190 ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، وبهذه القدرة يمكنها إنجاز الوقود النووي خلال أسابيع، وبالنتيجة فإن 'أكبر راعي للإرهاب العالمي يمكنه الحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج أسلحة بشكل شرعي'.

وقال أيضا إن النظام الإيراني لن يتغير إلى الأحسن، وأن 'شهيته للعدوان كبيرة وستتصاعد سنويا مع رفع العقوبات عنها، فهي تسيطر على 4 دول في ظل العقوبات، ولذلك فإن رفع العقوبات سيكون لرفع الرفاه في إيران وتصعيد العدوان في الخارج وتمويل المزيد من الإرهابيين'.

وبحسبه فإن إيران بعد العقوبات ستصبح أكثر عدوانية، وسيتغير الشرق الأوسط إلى الأسوأ، وتطلق شرارة سباق للحصول على سلاح نووي في المنطقة التي ستشهد بعد ذلك حروبا كثيرة'.

وشدد على أنه 'يجب على العالم أن يطالب إيران بـ: أولا وقف عدوانها ضد جيرانها في الشرق الأوسط، وثانيا وقف دعم الإرهاب في كافة أنحاء العالم، وثالثا وقف تهديدها بالقضاء على إسرائيل الدولة اليهودية الوحيدة في العالم'، على حد قوله.

وأضاف أنه يجب على القوة العالمية أن تتأكد من أن إيران ستغير من سلوكها قبل رفع القيود عنها، وأنه إذا 'كانت إيران تريد أن تعامل كدولة عادية فيجب أن تتصرف كدولة عادية'.

وعن البديل للاتفاق، قال إن المعرفة النووية وحدها لا تكفي لإنتاج أسلحة، وأنه يمكن إعادة البرنامج النووي إلى الخلف من خلال اتفاق أفضل، وأنه إذا هددت إيران بالانسحاب من المحادثات، فسوف تعود لانها بحاجة إلى الاتفاق أكثر مما تحتاجه الدول العظمى.

وقال أيضا: 'منذ قرابة سنة كان يقولون لنا أن غياب الاتفاق أفضل من اتفاق سيء.. وهذا اتفاق سيء للغاية. وقيل لنا إن البديل الوحيد هو الحرب. وهذا ليس صحيحا، البديل هو اتفاق أفضل بكثير، لا يبقى لإيران إمكانيات نووية كبيرة، ولا يتيح لإيران طريقا ممهدا للحصول على سلاح نووي، ويتيح للجيران العيش بسلام'.

وأنهى حديثه بالقول إن 'التاريخ أمامنا، وعلينا أن تختار أحد طريقين: طريق يؤدي إلى اتفاق سيء يحد من طموح إيران بشكل مؤقت، والطريق الثاني، بالرغم من صعوبته، قد يقود إلى اتفاق أفضل يمنعها من الحصول على سلاح نووي في الشرق الأوسط. الطريق الصعب هو الطريق الذي لا نسلكه كثيرا، ولكنه الأفضل لإسرائيل والشرق الأوسط والسلام العالمي. مواجهة إيران ليست سهلة، ومواجهة نظام ظلامي ودموي ليس سهلا'.

التعليقات