أكدت مصادر مقربة من زعيم 'المعسكر الصهيوني'، يتسحاك هرتسوغ، أنه عرض على رئيس حزب 'كولانو' موشيه كحلون التناوب على رئاسة الحكومة ومنحه وزارات هامة وذلك كمحاولة أخيرة من هرتسوغ لتشكيل حكومة تتصدرها قائمته التي حصلت على 24 مقعدا.
ورغم محاولات هرتسوغ، إلا أن حزب 'كولانو' أعلن أمس إنه سيوصي أمام رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة.
ويأتي هذا العرض الذي كشفت عنه صحيفة 'معاريف' مغايرا لتصريحات هرتسوغ الذي قال لوسائل الإعلام نهاية الأسبوع إنه لن يدخل في حكومة مع بنيامين نتنياهو وأن وجهته هي المعارضة. وأكدت مصادر في 'المعسكر الصهيوني' للصحيفة ذاتها صحة هذه المعلومات وقالت إن 'الحديث يدور عن إمكانيات تجري دراستها، وهرتسوغ يتحدث مع كافة الشركاء المحتملين'.
وأكدت 'معاريف' أن قادة 'المعسكر الصهيوني' يدركون عدم واقعية هذا العرض، إذ يصعب تصور حلفاء نتنياهو في اليمين يلتحقون بحكومة بقيادة هرتسوغ خلافا لرغبة الناخب الذي منح الليكود 30 مقعدًا، ولكن هذا العرض قد يستخدمه كحلون في المفاوضات مع نتنياهو لتحصيل إنجازات أكبر لقائمته في الحكومة المقبلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن قادة 'المعسكر الصهيوني' لا زالوا ينتظرون رد كاحلون.
ويبدأ الرئيس الإسرائيلي، اليوم الأحد، مشاورات مع رؤساء الأحزاب بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، وستستمر هذه المشاورات غدا الاثنين أيضا، وذلك قبل اتخاذه قرارا حول هوية عضو الكنيست الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة، ورغم أنه لم يتلق بعد النتائج الرسمية لانتخابات الكنيست.
وكان ريفلين ألمح إلى نيته السعي إلى تشكيل حكومة وحدة، لكن على ضوء نتائج الانتخابات التي أظهرت فوزا ساحقا لحزب الليكود وحصول كتلة أحزاب اليمين على أغلبية في الكنيست فإنه على ما يبدو لن يتمكن من العمل على تشكيل حكومة وحدة وسيكلف بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة.
ونقلت صحيفة 'هآرتس'، اليوم، عن عضو كنيست من الليكود قوله إن 'نتنياهو خشي جدا من أن ريفلين لن يكلفه بتشكيل الحكومة ولذلك عارض انتخابه رئيسا. لكن نتيجة الانتخابات الواضحة بددت هذا التخوف، كما بددت التخوفات من حملة ضغوط حقيقية من أجل تشكيل حكومة وحدة'.
ويعقد حزب 'يسرائيل بيتينو' برئاسة أفيغدور ليبرمان اجتماعا اليوم من أجل اتخاذ قرار حول التوصية أمام ريفلين، في الوقت الذي ترددت فيه أنباء حول رفض قاطع من جانب الليكود لطلب ليبرمان تعيينه وزيرا للأمن.
وسيستقبل ريفلين اليوم ممثلين عن أحزاب الليكود و'المعسكر الصهيوني' والقائمة المشتركة و'البيت اليهودي' وشاس و'يهدوت هتوراة، وسيستقبل غدا ممثلين عن 'ييش عتيد' و'كولانو' و'يسرائيل بيتينو' وميرتس.
ويبدأ ريفلين هذه المشاورات قبل حصوله على النتائج الرسمية للانتخابات، حيث سيسلمه رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي سليم جبران، النتائج يوم الأربعاء المقبل، وبعد ذلك سيكون بإمكان نتنياهو بدء مفاوضات ائتلافية رسمية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن أحزاب اليمين المرشحة بالانضمام إلى الحكومة المقبلة تحاول إبرام تحالفات فيما بينها من أجل ممارسة ضغوط على نتنياهو لقبول شروطها، وذلك على غرار التحالف بين 'ييش عتيد' و'البيت اليهودي' بعد الانتخابات الماضية والذي أرغم نتنياهو على الموافقة على ضم 'البيت اليهودي' لحكومته.
ويتوقع أن تطالب القائمة المشتركة في هذه المشاورات أن يقدم نتنياهو الاعتذار للمواطنين العرب في أعقاب تفوهاته العنصرية ضدهم في يوم الانتخابات.
التعليقات