قررت إسرائيل مقاطعة المراسم الرسمية لاحتفالات روسيا بعيد النصر على النازية، احتجاجا على صفقة بيع إيران منظومة الدفاع الجوي أس 300، وفي أعقاب توتر العلاقات في الأيام الأخيرة.
وتحتفل روسيا في التاسع من الشهر القريب بعيد الانتصار على ألمانيا النازية الذي يتميز بالعرض العسكري في الساحة الحمراء في موسكو. وونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين سياسيين إن إسرائيل قررت عدم إيفاد وفد إسرائيلي رسمي للمشاركة في مراسم الاحتفال بالانتصار على النازية احتجاجا على بيع منظومة أس 300 لإيران، وفي أعقاب تصاعد نبرة التصريحات المتبادلة في الأيام الأخيرة.
وقد شهد اليومان الأخيران تصعيدا لحدة التصريحات المتبادلة بين إسرائيل وروسيا، فقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسرائيل يوم أمس من تزويد أكرانيا بالسلاح، فيما رد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بانتقاد قرار روسيا بيع منظومة الدفاع الجوي "اس-300" لإيران.
وقال نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية صباح اليوم إن «إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى تزويد صواريخ اس-300 من روسيا إلى إيران، وذلك في الوقت الذي تصعد فيه إيران من عدوانيتها في المنطقة وحول كل حدود دولة إسرائيل».
وتابع نتنياهو أن «إسرائيل تنظر بخطورة بالغة أيضا إلى حقيقة عدم وجود أي ذكر لهذه العدوانية في الاتفاق النووي الآخذ بالتبلور بين الدول العظمى وإيران. ولا يوجد أي اشتراط لوقف هذه العدوانية، سواء في بداية الاتفاق أو كشرط لإزالة القيود».
ومضى نتنياهو أنه «مقابل مجمل التهديدات التي وصفتها، ستفعل إسرائيل كل ما هو مطلوب من أجل الدفاع عن أمن الدولة ومواطنيها».
وكان الرئيس الروسي حذّر يوم أمس إسرائيل من مغبة قيامها بتزويد أكرانيا بالسلاح ردا على الصفقة الروسية المزمعة مع إيران، وقال إن خطوة من هذا النوع «ستتسبب بسقوط المزيد من الضحايا».
جاء تحذير بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي الرسمي وذلك في أعقاب تهديد إسرائيل بتسليح أكرانيا ردا على صفقة تزويد إيران بمنظومة الدفاع الجوي أس 300.
وقال بوتين في حديث للتلفزيون الروسي 'إذا كان الحديث يدور حول توريد أسلحة فتاكة فأعتقد أن هذا الأمر سيكون له مفعول عكسي لأن مثل هذه الخطوة لن تفضي إلا إلى جولة مواجهة إضافية وزيادة الضحايا الإنسانية وبالتالي النتيجة ستكون هي نفسها'.
وأكد بوتين في الوقت نفسه أن هذا الأمر يعود إلى 'خيار القيادة الإسرائيلية وهي تملك الحق بفعل ما تراه مناسبا من إجراءات' مضيفا أن تزويد إيران بمنظومات صاروخية متطورة من طراز (اس 300) 'لا يشكل تهديدا على أمن إسرائيل'.
وجدد التشديد على أن منظومة (إس 300) دفاعية قائلا إن 'ما يخص توريداتنا إلى إيران فإن هذا السلاح دفاعي صرف ولا يقوض بشكل من الأشكال قدرات إسرائيل الدفاعية'.
كما شدد الرئيس الروسي على أن 'لدينا الكثير من المكونات التي تسمح لنا بأن نعتبر أنفسنا فعلا بلدا يمارس سياسة مستقلة سيادية على الساحة الدولية ويمارس سياسة داخلية تتوافق وتطلعات الشعب'.
وأوضح انه 'من هذا المنطلق نحن بالمناسبة شريك موثوق به بما فيه الكفاية لأننا لا نخضع لأي إملاءات ولا نركب الموجة'.
ورفض بوتين التطرق لما نشر في وسائل الإعلام بأن روسيا رفضت تسليم سوريا منظومة أس-300 بناء على طلب إسرائيل. وقال: ' قلت ما قلت وبرأيي هذا كاف. الخبراء في الموضوع يعرفون جديا عما أتحدث'.
ووصفت القناة الإسرائيلية تحذير بوتين بأنه «استثنائي»، مضيفة أنه لا يمكن تفسيره على وجهين. وبما يتعلق بإلغاء الصفقة مع سوريا قالت القناة الثانية إن بوتين صرّح في وقت سابق من هذا الأسبوع أن صفقة من هذا النوع «ألغيت مع دولة معينة في الشرق الأوسط بسبب الخشية التي عبرت عنها إسرائيل». وأضاف بوتين أن إسرائيل خشيت من أنه بوجود المنظومة الدفاعية لدى هذه الدولة لن يكون بمقدورها التحليق في أجوائها'.
وأضافت القناة الإسرائيلية أن بوتين رفض ذكر اسم الدولة، بالرغم من أن التقدير السائد هو أن الحديث يدور عن سوريا.
وكانت صحف عبرية نقلت الثلاثاء الماضي عن مسؤولين إن إسرائيل تعتزم بيع منظومة أسلحة متطورة لأوكرانيا وجورجيا ردا على قرار روسيا برفع الحظر عن تسليم إيران صواريخ (إس 300).
التعليقات