03/06/2015 - 14:38

إعدام أبو خضير: "متهم مركزي مريض نفسيا ومنقادان له"

بحسب لوائح الاتهام فإنه يجري تقسيم المتهمين إلى متهم المركزي في القضية وهو بن دافيد، أما الشابن الآخرين، وهما دون الثامنة عشرة، فعرضا ادعاءاتهما على أنهما كانا منقادين له

إعدام أبو خضير:

يوسيف بن دافيد المتهم المركزي (تصوير موقع "واللا")

مثل المتهمون الثلاثة، يوسف حاييم بن دافيد، وشابان آخران، صباح اليوم الأربعاء، أمام المحكمة المركزية في القدس، وذلك في قضية إعدام الفتى محمد أبو خضير من مخيم شعفاط حرقا في الثاني من تموز (يوليو) من العام الماضي.

وتبين، بحسب لوائح الاتهام، أنه يجري تقسيم التهم إلى متهم المركزي في القضية وهو بن دافيد ينسب له أمراض نفسية في الماضي، أما الشابان الآخران، وهما دون الثامنة عشرة، فعرضا ادعاءاتهما على أنهما كانا منقادين له دون أن يكون لهما رغبة بذلك أو قدرة على الرفض، حيث عرض أحد الشابين ادعاءاته وكأن كل ما حصل كان بناء على تعليمات وتوجيهات من الأول، وبضمنها خطف الطفل وخنقه وضربه في المركبة، ثم سكب الوقود عليه، قبل إشعال النيران به من قبل بن دافيد.

وكانت النيابة قد قدمت لوائح اتهام ضد بن دافيد (30 عاما)، من مستوطنة 'أودم' قرب القدس، وضد شابين آخرين بتهمة 'اختطاف وضرب وحرق وقتل الفتى أبو خضير'. كما تضمنت لوائح الاتهام محاولة اختطاف طفل آخر في السابعة من عمره  من بيت حنينا قبل الجريمة بيوم، ومحاولة إحراق مركبات فلسطينية وحانوت في قرية حزما في حزيران (يونيو) من العام الماضي.

وبحسب لائحة الاتهام فإنه في اللحظات الأخيرة، قبل إعدام الشهيد، قام المتهم بن دافيد بضرب الفتى، وهو يقول إن ذلك من أجل مستوطنين قتلوا في عمليات نفذها فلسطينيون.

وفي شهادته، قال أحد الشبان، المتهم الثاني وهو قاصر، إنه فور دفن المستوطنين الثلاثة الذين اختطفوا وقتلوا في حزيران من العام الماضي، التقى مع بن دافيد والمتهم الثالث في المحطة المركزية في القدس. وفي طريقهم إلى 'مباني الأمة' قال بن دافيد إنه ينوي اختطاف فلسطيني وضربه.

ويضيف، في شهادته، إن بن دافيد توقف بالقرب من خمسة أطفال فلسطينيين، وأنه في كل مرة كانت يتهرب من تنفيذ العملية.

ويتابع، بعد اختطاف الطفل أبو خضير، لم يتوقع أن يسير بهم بن دافيد إلى الحرش، بينما كانا يمسكان بالفتى في المقعد الخلفي من المركبة.

ويضيف أن بن دافيد وجه ضربتين بقضيب حديدي على رأس الفتى، وهو يقول إن 'للعرب 7 أرواح'، ثم بدأ بشتمه باللغة العربية.

وبحسبه، فإن بن دافيد طلب منهما سكب الوقود على الطفل أبو خضير حتى لا يتمكن أحد من تشخيص هويتهما، ثم دخل إلى المركبة، وفجأة شاهد ألسنة النيران تندلع، وعندها أدرك أنه تم إشعال النار بالفتى وهو على قيد الحياة. ثم قام ثلاثتهم بإخفاء الأدلة، قبل أن يتوجهوا إلى منزل بن دافيد في مستوطنة 'أودم'.

وفي إطار شهادته، تطرق المتهم إلى المحاولة الأولى لخطف طفل، قبل الجريمة بيوم، حيث أشار إلى أن بن دافيد قال له 'يجب أن نفعل شيئا للانتقام من العرب'. وادعى المتهم أنه لم يكن قادرا على مخالفة طلب بن دافيد.

وأشار المتهم الثاني إلى أن بن دافيد توجه بمركبته باتجاه بيت حنينا، وعندما حذره من ذلك، أجابه بأنه ينوي خطف طفل صغير وضربه بعد إدخاله إلى المركبة. ويضيف أنه في كل مرة كانوا يشاهدون طفلا كان بن دافيد يشير إليه، حتى شاهدوا والدة ومعها طفلان، وعندها قال بن دافيد إنها 'الفرصة الأفضل الآن'.

ويتابع المتهم الثاني أنه اقترب من الطفلين ودفع والدتهما جانبا، فبدأت بالصراخ، وعندها تركهما وعاد إلى المركبة، وعندها، يضيف، غضب بن دافيد، وسأله لماذا لم يدخل الطفل إلى المركبة.

ولدى سؤال المتهم الثاني عن علاقته مع بن دافيد، قال إنه بمثابة أب بالنسبة له بعد انقطاع علاقته مع والده الحقيقي في العام الماضي.

وزعم المتهم الثاني أنه حتى اعتقاله 'لم يتحدث أحد في بيته بالسياسة، ولا يعرف ما هو اليمين وماهو اليسار، ولا يعرف ما هو قومي'.

يشار إلى أنه بحسب لائحة الاتهام، فقد عاين المتهمون أبو خضير في الساعة 03:45، فترجل اثنان منهم من المركبة، وتوجهوا إليه للتأكد من أنه عربي، وعندها خشي الشهيد الطفل من أمرهما وبدأ بالابتعاد من المكان وهو يحاول الاتصال بعمه، وعندها ضربه المتهمان وأدخلاه بالقوة إلى المركبة.

وفي الطريق رفس الطفل أحد المتهمين برأسه، وعندها قال متهم آخر 'إقض عليه'. كما جاء في لائحة الاتهام أنه خلال السفر في المركبة باتجاه الحرش خنق أحد المتهمين الفتى حتى تعب، وعندها طلب من صديقه مساعدته، وبالنتيجة فقد الطفل الفلسطيني الوعي. وقبل دخولهم إلى الحرش طلب بن دافيد منهما جهاز الهاتف الجوال الخاص بالفتى، وقام بنزع البطارية منه وتدمير الشريحة الموجودة داخله.

يذكر أنه بعد تنفيذ الجريمة الشبعة بعدة أيام قال بن دافيد، خلال التحقيق معه، 'كنا غاضبين وقررنا حرق عربي.. قتلوا ثلاثة منا، سنقتل واحدا منهم'.

يشار إلى أن تقارير إعلامية إسرائيلية كانت قد ادعت في السابق أن بن دافيد كان يعاني من مشاكل نفسية، وأنه اعتقل لدى محاولته خنق ابنته الرضيعة.

التعليقات