09/07/2015 - 11:34

"أراد استعادة جثتي الجنديين… والحكومة أهملت قضيته لأنه أسود"

قالت عائلة الشاب الإسرائيلي، أبراهام منغيستو، الذي تقول إسرائيل إنه أسير لدى حركة حماس، إن تعامل السلطات كان سيختلف كليا لو لم يكن ابنها أسود اللون.

منغيستو

قالت عائلة الشاب الإسرائيلي، أبراهام منغيستو، الذي تقول إسرائيل إنه أسير لدى حركة حماس، إن تعامل السلطات كان سيختلف كليا لو لم يكن ابنها أسود اللون.

وقررت عائلة الشاب الموافقة على نشر قضيته بعد اجتماعها بوزير الأمن، موشيه يعالون، الشهر الماضي أبلغها فيه أن التحقيقات في اختفائه وصلت إلى باب موصود. 

وأضافت العائلة أنها قررت الكشف عن القضية بعدما أبلغتها الجهات المعنية أنها لا تملك أي معلومة عن مكان ابنها وعدم حصول تطورات في التحقيقات. وقالت إنها أبلغت من قبل الحكومة أن من حقها النشر عن قضية ابنها لكن ذلك قد يمس بالقضية، إلا أن العائلة قررت النشر حتى لا يتحول ابنها إلى 'مفقود' وتوقف الأجهزة الأمنية البحث عنه.

وقالت العائلة إنها خائبة الأمل من سلوك أجهزة الدولة، وأن سلوكها ينطوي على ما هو أكثر من عنصرية وهو ما سمته 'معاداة السود'، واصفة التعامل بأنه كان عنصريا ولا ساميا. وأضافت بأنه لو كان ابنها شابا أبيض لكان التعامل يختلف كليا مع القضية وبصورة أكثر جدية، وأن الجيش كان سيدخل آلياته فورا  إلى غزة لاستعادة الشاب وكانت الحكومة ستحمل حماس المسؤولية علنا ولا تتستر على القضية.

يذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لم يلتق العائلة حتى اليوم ولم يرد على رسالتها.

أسباب التسلل إلى غزة

وأوضح يالو، شقيق أبراهام، أن أصدقاء شقيقه أبلغوه أن أبراهام أراد الوصول إلى غزة لإنقاذ الجنديين الاثنين اللذين تحتجز حماس جثتيهما، وذلك في إشارة إلى الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول. وأضاف أن شقيقه يعاني من مشاكل نفسية ويعالج بالأدوية.

وأوضحت العائلة أن أبراهام عانى من مشاكل نفسية نتيجة وفاة شقيق له في العام 2012 بعد فترة من إصابته بمرض قاس، وأنه كان يعاني من الاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى، وكان يختفي لفترات طويلة عن المنزل ثم يعود.

وقال يالو إن يوم اختفاء شقيقه اتصل فيه شخص من جهاز الأمن العام (الشاباك) أو الشرطة وأبلغه أن أبراهام في غزة. وأوضح أن أحدا لم يتوجه للعائلة من قبل السلطات أو الجيش حتى قرر التوجه عبر فيسبوك لعضو الكنيست السابقة من أصول أثيوبية، بنينا تمانو شاطا.

وبعد التوجه لشاطا، التقى قائد كتيبة غزة في الجيش بالعائلة وأبلغها أن ابنها في غزة وأن هناك من يتتبعونه في غزة وسيعيدونه إلى أسرته وأن عليهم ألا يكشفوا ذلك لأحد.

وقال شقيق أبراهام أن الجيش عرض أمام العائلة الشريط المصور الذي التقطته كاميرات المراقبة ويظهر فيه الشاب يتجاوز السياج الحدودي الذي يفصل شاطئ غزة عن الشاطئ المحاذي لكيبوتس زيكيم، ومن ثم يتجه دون أن تظهر عليه علامات قلق أو تور إلى تلة قريبة ويدخل إلى خيمة يجلس فيها ثلاثة أشخاص وينضم إليهم. كما يظهر الشريط المصور أن شخصين في الطرف الغزي كانا يسبحان فيما وقف شخص ثالث على الشاطئ، ومنذ تلك اللحظة اختفت آثاره.

وأضاف أن شقيقه ترك على الشاطئ حقيبة فيها كتاب التوراة إذ كان شخصا مؤمنا، ليدرك الجنود أن الشاب المتسلل هو يهودي. 

وتابع أن ممثلين عن الجيش أخذوا العائلة إلى الشاطئ المذكور وادعوا أمامهم أن الجنود حاولوا ثنيه عن التسلل إلى غزة على الرغم من أن الشريط المصور لم يظهر ذلك، فيما قالت مصادر عسكرية في رواية أخرى إن الجنود لم يتمكنوا من الوصول إلى الشاب قبل تجاوزه السياج الحدودي، فيما قالت رواية ثالثة للجيش إن الجنود ظنوا أن المتسلل هو مهاجر من أريتريا ويريد الهرب من إسرائيل أو عامل فلسطيني يريد العودة إلى غزة متسللا لذا لم يعترضوه. وأكد أن الجيش لم يقدم تفسيرات واضحة لما حصل.

وأضاف شقيق أبراهام أن الأجهزة الأمنية أبلغتهم أن حماس لا تعترف بأسره وأن الطرف المصري أبلغهم بأنه لم يتسلل إلى سيناء، لذا فإما أن يكون قد مات أو يعيش في غزة، فإذا لم يقتل في اليوم الأول من تسلله لغزة فمن المرجح أنه حي.

وقالت العائلة إنها التقت مع منسق شؤون المختطفين والمفقودين من قبل الحكومة الإسرائيلية، ليئور لوطين، الذي تولى منصبه بعد فترة وجيزة من اختفاء أبراهام. وأوضحت العائلة أن لوطين قدم صورة مختلفة كليا للصورة التي قدمها الجيش، إذ قال للعائلة إنهم حددوا مكان أبراهام في البداية لكن أثاره اختفت في وقت لاحق.

التعليقات