15/11/2015 - 09:54

إسرائيل وفرنسا: تضامن الشامتين

تعول إسرائيل على أن تكون الضربات الإرهابية التي تلقتها فرنسا نهاية الأسبوع عبرة لها وللدول الأوروبية ولـ”تتذوق” ما تواجهه إسرائيل من “إرهاب إسلامي” طيلة عقود بحسب تعبير متحدثيها

إسرائيل وفرنسا: تضامن الشامتين

أ.ف.ب

تعول إسرائيل على أن تكون الضربات الإرهابية التي تلقتها فرنسا نهاية الأسبوع عبرة لها وللدول الأوروبية ولـ”تتذوق” ما تواجهه إسرائيل من “إرهاب إسلامي” طيلة عقود بحسب تعبير متحدثيها، لكن المراسل السياسي في القناة الثانية، أودي سيغل، سارع في مقال في موقع القناة إلى التخفيف من هذا التعويل وكتب إن “أوروبا لن تبدل في موقفها سواء تجاه إسرائيل أو الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني”.

وليس من المصادفة أن يستهل سيغل مقاله بتناول الموقف الإسرائيلي “المتضامن - الشامت”، إذ عبر أمس رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست ورئيس الائتلاف البرلماني من حزب الليكود، تساحي هنيغبي، عن أن أمله بأن تقدر فرنسا ما تواجهه إسرائيل منذ العام ١٩٤٨ من إرهاب وأن الحل في مواجهته هو ملاحقته في عقر داره، فيما دعت وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، فرنسا إلى خوض حرب على الأرض ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، زاعمة أن ما يجري هو حرب دينية.

وكتب سيغل في هذا الشأن: “إلى كل الإسرائيليين المتعجرفين، يجب القول إن فرنسا تواجه الإسلام المتطرف، سواء بالهجمات الجوية في سوريا أو بحرب ضد الإسلام المتطرف في مالي، حتى إنها دفنت عددا ليس بقليل من الجنود الفرنسيين في مواجهتها هذه…”. وتابع أن إسرائيل تريد أن يدرك العالم بأن الإرهاب الذي تواجهه أوروبا هو ذاته الإرهاب الذي تواجهه، لكن أوروبا تميز بين الإرهاب الذي تواجهه هي وبين ما تواجهه إسرائيل وتميز بين “الإرهاب” ضد المدنيين داخل إسرائيل وبين “الإرهاب” ضد الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، وتميز أن الإسلام المتطرف الذي تواجه يختلف عما تواجهه إسرائيل لجهة أن الإسلام المتطرف الذي تواجهه أوروبا يريد تغيير نمط الحياة فيها والسيطرة عليها.

علاقة بين باريس وسيناء

وذكرت القناة الثانية أن إسرائيل ترى علاقة مباشرة بين العمليات الإرهابية في باريس وسقوط الطائرة الروسية في سيناء، ونقلت القناة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحذر منذ أسبوعين من أن تركيا تشكل نقطة اختراق أمنية خطيرة لأوروبا، وأن لدى إسرائيل معلومات استخبارية بأن داعش ينوي تنفيذ المزيد من العمليات في الفترة القريبة في أوروبا. وقال وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، نهاية الأسبوع المنصرم إن “هذا الإرهاب مس فرنسا والشعب الفرنسي، لكنه موجه أيضا ضد العالم الحر وضد قيم الحرية والديمقراطية التي نصر عليها ونكافح من أجلها”. وأضاف: “فرنسا وإسرائيل تتقاسمان قيم الحرية هذه، ونحن عازمون على محاربة الإرهاب الجهادي بأياد متماسكة”.

ووصف يعالون في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، ما جرى في فرنسا على أنه بحجم العمليات الإرهابية التي تعرض لها أميركا في ١١/٩. وتوقع يعالون أن تتخذ فرنسا إجراءات أمنية تقيد من حرية الحركة والسفر في فرنسا لمواجهة اعتداءات محتلمة.

تظاهرة تضامنية في تل أبيب

وشارك أمس المئات من الإسرائيليين في تظاهرة تضامنية مع فرنسا في ساحة رابين في تل أبيب، رافعين الأعلام الفرنسية بمشاركة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيرس الذي قال إن “أشقاؤنا الفرنسيون، في هذا اليوم القاسي، نحن أشقاء في حزنكم الجلل. حربكم هي حربنا”. وأضاف أن “القيم التي ترفعونها هي القيم ذاتها التي نرفعها، لن ننسى أبدا وقوفكم إلى جانب إسرائيل في اللحظات الوجودية الحرجة، نحن نقف إلى جانبكم في هذه اللحظة التراجيدية”.

التعليقات