18/12/2015 - 14:38

اتهام نتنياهو بتوجيه موجة التحريض ضد ريفلين

أسباب هذا التحريض تبدو أنها نابعة من مشاركة ريفلين في ندوة شارك فيها مندوب من حركة "يكسرون الصمت"، لكن الحقيقة هي أن من وراء هذه الحملة دوافع وغايات وغرائز موجودة لدى نتنياهو

اتهام نتنياهو بتوجيه موجة التحريض ضد ريفلين

اتهم سياسيون وصحافيون إسرائيليون رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأنه اليد الموجهة لحملة التحريض ضد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، وأشاروا إلى أن أسباب هذا التحريض تبدو أنها نابعة من مشاركة ريفلين في ندوة شارك فيها مندوب من حركة 'يكسرون الصمت'، لكن الحقيقة هي أن من وراء هذه الحملة دوافع وغايات وغرائز موجودة لدى نتنياهو.

وأشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة 'هآرتس'، يوسي فيرتر، إلى أن حملة التحريض هذه بدأها رئيس حزب 'ييش عتيد'، يائير لبيد، من دون توجيه من نتنياهو، وأن لبيد هاجم 'يكسرون الصمت' بشدة. وتوقف لبيد عن ذلك بعد أن تلقى ملاحظة من عضو الكنيست من حزبه عوفر شيلح، وبعد توبيخ تلقاه من عضو الكنيست تسيبي ليفني.

وقالت ليفني ل'هآرتس' إن 'رئيس الحكومة (نتنياهو) هو الأب المؤسس للموجة العكرة ضد الرئيس (ريفلين). وتوجد هنا محاولة لهيمنة موقف سياسي واحد عن طريق التخويف والكراهية'.

وأشار فيرتر إلى قراري وزيري الأمن، موشيه يعلون، والتربية والتعليم، نفتالي بينيت، بإبعاد نشطاء 'يكسرون الصمت' عن الجيش والمؤسسات التعليمية. وكنب المحلل أن نشاط هذه الحركة، التي تفضح ممارسات جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، لكن توقيت قراري الوزيرين جاء بهدف التحريض ضد ريفلين. ولفت المحلل إلى شعار يتردد على صفحات 'فيسبوك' لنشطاء الليكود الموالين لنتنياهو، ويقول 'ريفلين ليس رئيسي'. كذلك شاركت في مهاجمة ريفلين صحيفة 'يسرائيل هيوم' والقناة 20، اللتان تأسستا من أجل دعم نتنياهو وسياسته.

ووفقا لفيرتر فإن الحملة ضد ريفلين تأتي لعدة أسباب، أولها الاستقبال الحار لريفلين في البيت الأبيض من جانب الرئيس باراك أوباما، خصم نتنياهو. السبب الثاني هو أن ريفلين عبر خلال لقائه مع أوباما عن مواقف معتدلة نسبيا، خصوصا تجاه العرب والفلسطينيين. والسبب الثالث هو أن زوجة نتنياهو، سارة، منزعجة، لأنها كانت تسمى 'سيدة إسرائيل الأولى' أثناء ولاية الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيرس، الأرمل، لكنها لم تعد تحمل هذه الصفة خلال ولاية ريفلين، وإنما تحملها زوجة الرئيس.

وشدد فيرتر على أن هناك سبب أهم من كل ما تقدم، وهو تخوف نتنياهو من ألا يكلفه ريفلين، بعد الانتخابات المقبلة، بتشكيل الحكومة. ولذلك فإن نتنياهو يسعى إلى تمرير قانون يقضي بأن يشكل الحكومة رئيس أكبر كتلة في الكنيست، وألا تكون علاقة للرئيس بذلك.

وكان نتنياهو قد التقى بريفلين عشية سفر الأخير إلى واشنطن، بحسب فيرتر. وأراد نتنياهو أن ينقل ريفلين رسائل سياسية إلى أوباما، رغم امتعاض ريفلين من تكليفه بمهمة ساعي بريد. لكن نتنياهو قال له 'أنا انتخبت لرئاسة الحكومة، وأنا أقرر السياسة'. ورد عليه ريفلين: 'صحيح أنك رئيس الحكومة. وأنت وزير الخارجية أيضا ووزير الاتصالات وكذلك وزير الاقتصاد. علك تكون رئيسا أيضا؟ وكل ما ينبغي فعله هو تغيير القانون وحسب. تغيير صغير في الكنيست وينتهي الأمر'.

والجدير بالإشارة أن ريفلين ينتمي إلى حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، اليمين العقائدي في إسرائيلي، وقبل انتخابه رئيسا صرح بأنه يعارض قيام دولة فلسطينية، ودعا إلى ضم الضفة الغربية لإسرائيل وإعطاء الفلسطينيين، أو من يرغب منهم بذلك، الجنسية الإسرائيلية. وقد جرى انتخاب ريفلين رئيسا للدولة رغم معارضة نتنياهو الشديدة.

التعليقات