07/02/2016 - 21:22

هل تواجه المفاوضات الأميركية-الإسرائيلية العسكرية أزمة؟

صرّح رئيس الحكومة الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، خلال جلسة حكوميّة، أنّه إذا لم تنجح إسرائيل بتحصيل ما تبتغيه من مساعدات أميركيّة للأمن الإسرائيليّ، فسوف تؤجّل توقيع وثيقة التّفاهمات إلى حين انتخاب رئيس أميركيّ جديد.

هل تواجه المفاوضات الأميركية-الإسرائيلية العسكرية أزمة؟

غادي آيزنكوت وجوزيف دانفورد

صرّح رئيس الحكومة الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، خلال جلسة حكوميّة، أنّه إذا لم تنجح إسرائيل بتحصيل ما تبتغيه من مساعدات أميركيّة للأمن الإسرائيليّ، فسوف تؤجّل توقيع وثيقة التّفاهمات إلى حين انتخاب رئيس أميركيّ جديد كانون الثّاني-يناير لعام 2017.

وقال نتنياهو: 'ليس مؤكّدًا أن نتوصّل إلى اتّفاق. يجب أن نفحص إن كنّا سنتوصّل لنتيجة تفي بأغراض أمن إسرائيل، ومن المحتمل ألاّ ننجح بالتّوصّل إلى اتّفاقيّة مع هذا الحكم، وسنضطرّ للتوصّل إلى اتّفاقيّة مع الحكم القادم'.

وتأتي هذه التّصريحات في أعقاب زيارة قامت بها بعثة أميركيّة إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، ضمن جولة مفاوضات إسرائيليّة-أميركيّة ثالثة.

وأشار موقع صحيفة 'هآرتس'، مساء الأحد، إلى أنّ الأيّام الثّلاثة الأخيرة شهدت محادثات موازية بين ممثّلي هيئة الأمن القوميّ بمكتب رئيس الحكومة، وزارة الأمن، الجيش الإسرائيليّ ووزارة الخارجيّة، تركّزت على حجم المعونة الأميركيّة لإسرائيل، وسبل استخدامها.

وقد صرّح نتنياهو قبل أسبوعين، بعد لقائه مع نائب الرّئيس الأميركيّ، جو بايدن، أنّه متفائل إلى حدّ كبير بشأن المفاوضات الأميركيّة-الإسرائيليّة، التي قال إنّها ستكلّل بالنّجاح، وسيتمّ التّوقيع على مذكّرة تفاهم أمنيّة جديدة.

ومن شأن هذه الاتّفاقيّة الجديدة أنّ تحدّد وتبلور التّعاون الأمنيّ والعسكريّ الأميركيّ-الإسرائيليّ للعقد المقبل.

'نحتاج تدخّل أوباما'

وصرّح مسؤول إسرائيليّ رفيع المستوى لموقع 'هآرتس'، أنّ المفاوضات بين الجانبين لا تزال جارية، واستدرك: 'إلاّ أنّ شيئًا لم يتمّ الاتّفاق عليه حتّى الآن، والأمر سيتطلّب وقتًا إضافيًّا'.

وعلّق مسؤول إسرائيليّ آخر على المفاوضات قائلاً 'إنّه على الرّغم من جولات المفاوضات الثّلاث، ستكون هناك حاجة لتدخّل الرّئيس الأميركيّ، أوباما، من أجل تحقيق انطلاقة في المفاوضات. هذا ليس موضوعًا يخصّ الموظّفين، وإنمّا يحتاج لحسم القادة'.

ومن المزمع أن يصل وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعالون، إلى واشنطن، مطلع شهر آذار/مارس المقبل، للالتقاء بنظيره الأميركيّ، آشتون كارتر. بعد ذلك بأسبوعين، سيسافر نتنياهو للولايات المتّحدة الأميريكيّة، للمشاركة في 'لجنة الشؤون العامة الأميركيّة الإسرائيليّة' (إيباك)، حيث سيلتقي، على ما يبدو، بالرّئيس الأميركيّ، باراك أوباما، في مسعى للتوصّل إلى تفاهم معه، ويؤدّي إلى توقيع الاتّفاقيّة.

ويشار إلى أنّه مع انتهاء عام 2017، سوف تنتهي صلاحيّة مذكّرة التّفاهمات الأمنيّة الأميركيّة-الإسرائيليّة التي تمّ توقيعها قبل عشر سنوات، والتي موّلت خلالها الولايات المتّحدة الأميركيّة إسرائيل بمبلغ 3.1 مليار دولار، سنويًّا.

وتطالب إسرائيل مؤخّرًا بزيادة رقعة المساعدات الأميركيّة من 3.1 مليار دولار إلى 5 مليارات دولار سنويًّا، إذ قال رئيس حكومتها، خلال مباحثات لجنة الخارجيّة والأمن بالكنيست، أنّه معنيّ 'بالتّوصّل مع أوباما إلى اتّفاقيّة على مبلغ أكثر من 4 مليارات دولارات'.

وطرح نتنياهو خلال الأشهر الأخيرة، سرًّا وعلانيّة، تخوّفه من إقدام دول عربيّة سنيّة كثيرة، على حدّ قوله، على شراء سلاح متطوّر، على خلفيّة الاتّفاق الإيرانيّ النّوويّ، ما قد 'يستخدم لاحقًا ضدّ إسرائيل'.

وأضاف: 'في واقع كهذا، زيادة المعونة الأميركيّة ضروريّة بغية الحفاظ النّوعيّ على تفوّق الجيش الإسرائيليّ، على كافّة المنطقة'.

ويبدي مسؤولون إسرائيليّون تخوّفًا كبيرًا من 'تنازل' نتنياهو عن التّوقيع على اتّفاقيّة جديدة مع حكم أوباما، مؤجّلاً إيّاه للحكم القادم، الأمر الذي سيكون صعبًا للغاية من ناحية الرّقعة الزّمنيّة، إذ أنّ كلّ رئيس جديد يتطلّب على الأقلّ نصف سنة لدراسة هذا الشأن، ما يعني تبقّي أقلّ من سنة واحدة من أجل التّوصّل لاتّفاقيّة، وهو أمر غير ممكن.

اقرأ أيضًا | نتنياهو: تفاهمات أمنية مع الولايات المتحدة في الشهور القريبة

التعليقات