22/05/2016 - 23:20

فالس في إسرائيل: "نعم، ينبغي وقف الاستيطان"

شدّد رئيس الوزراء الفرنسيّ، مانويل فالس، الأحد خلال زيارته لإسرائيل على روابط الصّداقة بين البلدين، مؤكّدًا أنّ مبادرة التّفاوض الفرنسيّة بشأن النّزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ هي في مصلحة إسرائيل مكرّرًا أنّ "الاستيطان يجب أن يتوقّف".

فالس في إسرائيل: "نعم، ينبغي وقف الاستيطان"

شدّد رئيس الوزراء الفرنسيّ، مانويل فالس، الأحد خلال زيارته لإسرائيل على روابط الصّداقة بين البلدين، مؤكّدًا أنّ مبادرة التّفاوض الفرنسيّة بشأن النّزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ هي في مصلحة إسرائيل مكرّرًا أنّ 'الاستيطان يجب أن يتوقّف'.

وكان فالس بدأ الأحد زيارة لإسرائيل تستغرق ثلاثة أيّام يزور خلالها أيضًا الأراضي الفلسطينيّة.

ودشّن فالس محطّة للطاقة الشّمسيّة بنتها مجموعة كهرباء فرنسا، والتقى شركات فرنسيّة صغيرة تتمركز في تل أبيب، وألقى كلمة أمام طلّاب فرنسيّين وإسرائيليّين فرانكفونيّين، ليشدّد خلال هذه المحطّات على الصّداقة بين البلدين.

وترمي زيارة فالس إلى إنقاذ فرص مبادرة فرنسيّة لتحريك عمليّة التّفاوض عبر عقد مؤتمر دوليّ، لم يظهر نتانياهو أيّ تجاوب معها.

والدّعم الفلسطينيّ للمبادرة الفرنسيّة مضمون. إلّا أنّه سيكون على فالس مواجهة معارضة شديدة خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتانياهو، الإثنين.

وقبل أسبوع شدّد نتانياهو، خلال لقائه وزير الخارجيّة الفرنسيّ، جان مارك إيرولت على 'الانحياز الفرنسيّ' مشيرًا إلى تصويت فرنسا على قرار داخل منظّمة اليونيسكو أثار غضب إسرائيل.

وأمام الاعتراضات الواسعة، شدّد فالس على أنّه يأتي 'كصديق' وأنّ فرنسا ليست منحازة لأنّ السّلام هو 'في مصلحة الجميع' من إسرائيليّين وفلسطينيّين.

وقال فالس في تصريح لشبكة التّلفزيون الإسرائيليّة الفرنكوفونيّة I24News 'أنا صديق لإسرائيل، وبهذه الصّفة أريد السّلام لإسرائيل، إنّ المبادرة لم تطرح من دون علم إسرائيل'.

إلّا أنّ فالس قال في مقابلة مع صحيفة 'الأيّام' الفلسطينيّة، نشرت الأحد، أنّ فرنسا تسعى لعقد مؤتمر دوليّ، موضحًا أنّ 'ما يجب فعله الآن، هو إقناع الجميع، لا سيّما الإسرائيليّين، بأنّ هذه الدّيناميّة تصبّ في صالح الجميع، وفي صالح السّلام، وفي صالح الأمن'.

وأقرّ فالس بأنّ 'الطّريق ضيّق وعمل السّلام ليس بالشّيء السّهل'.

وسعيًا منه لتهدئة المخاوف الإسرائيليّة، نأى فالس بنفسه من تهديد باريس في كانون الثّاني/يناير الماضي، بالاعتراف بدولة فلسطين في حال فشل مبادرتها لإحياء جهود التّفاوض بين إسرائيل والفلسطينيّين.

وأكّد فالس للصحيفة أنّ 'الهدف هو التّوصّل إلى إقامة دولة فلسطينيّة، ليساهم في بلورة تطلّعكم الوطنيّ. وأن نقول اليوم متى سنعترف بدولة فلسطينيّة هو بمثابة إقرار مسبق بفشل مبادرتنا'.

وتحدّث عن مخاطر تصعيد جديد مؤكّدًا أهميّة المبادرة الفرنسيّة، قائلًا 'مع مرور الوقت، تصطدم ديمومة الدّولة الفلسطينيّة بشكل أكبر بتقدّم الاستيطان. ولهذا السّبب هناك ضرورة ملحّة للتحّرك'.

وقال فالس أيضًا أنّ 'وقف الاستيطان هو أمر واجب. حيث لا يمكننا أن نناقش السّلام ونكون صادقين في المفاوضات ونستمرّ في الوقت نفسه في ممارسة سياسة الأمر الواقع على الأرض'.

وأكّد فالس أنّه 'صديق لإسرائيل' ولهذا يستطيع القول 'نعم، ينبغي وقف الاستيطان'.

وأعلنت فرنسا أنّها ستستضيف في الثّالث من حزيران/يونيو اجتماعًا دوليًّا حول عمليّة السّلام بحضور الدّول الكبرى وفي غياب الإسرائيليّين والفلسطينيّين. والهدف بحسب باريس هو التّمهيد لعقد مؤتمر في الخريف يشارك فيه الطّرفان.

وبمبادرة من فرنسا، سيشارك في المؤتمر المقبل نحو 20 دولة بالإضافة إلى الاتّحاد الأوروبيّ والأمم المتّحدة.

وفي حال نجاحه، سيسفر المؤتمر عن قمّة دوليّة في النّصف الثاني من العام 2016 بحضور القادة الإسرائيليّين والفلسطينيّين هذه المرّة.

وسعى فالس لتبديد مخاوف إسرائيل، مؤكّدًا 'لن نقوم بأيّ حال بفرض أمر ما، أو نحلّ محلّ هذا أو ذاك، لأنّ الإسرائيليّين والفلسطينيّين هم من ينبغي عليهم التّفاوض حول السّلام الذي يرغبونه. لكنّنا هنا من أجل المساعدة، ومن أجل تسهيل الأمور'.

وسيحضر وزير الخارجيّة الأميركيّ، جون كيري، المؤتمر الدّوليّ في 3 حزيران/يونيو المقبل في باريس.

معاداة السّامية 'معركة حياة'

وندّد فالس في كلمة ألقاها في جامعة تل-أبيب بالحملات الدّاعية لمقاطعة إسرائيل.

وقال أمام جمهور غالبيّته من الفرنسيّين المقيمين في إسرائيل 'إن هذه الدّعوة التي أوجّهها ليست دعوة في الهواء، إنّها أصدق الأجوبة على الذين لا يتكلّمون إلّا عن المقاطعة'.

وتابع فالس مشيرًا إلى الدّعوة إلى مقاطعة حفل باليه إسرائيلي في أوبرا غارنييه في باريس 'كيف نستطيع ألّا ندين الذين يعملون على تدمير العلاقات التي تربطنا ؟ كيف يمكن أن ندّعي الانفتاح والديّموقراطيّة ونعمل في الوقت نفسه على مقاطعة المعرفة والثّقافة والإبداع؟'.

وأضاف وسط تصفيق الحضور 'عندما يهاجم اليهود تهاجم أيضًا فرنسا والحضارة'، مضيفًا أنّ المعركة ضدّ معاداة السّامية 'هي معركة حياة معركة حياتنا'.

وقال في تصريح صحافيّ 'بين صديقين لا بدّ من الصّراحة وبصفتي صديق إسرائيل، أقول بصراحة إضافيّة، نعم الاستيطان يجب أن يتوقّف وهذا الأمر ضروريّ'.

وتستدعي التّغييرات الأخيرة في السّياسة الدّاخليّة الإسرائيليّة مزيدًا من الحذر. ففالس يزور إسرائيل في الوقت الذي سينضمّ فيه المتطرّف أفيغدور ليبرمان، للائتلاف الحكوميّ برئاسة نتنياهو.

ومع انضمام ليبرمان، الذي اتّهم مؤخّرًا الحكومة الإسرائيليّة بعدم الحزم في مواجهة الهبّة الشّعبيّة الفلسطينيّة، ويدعو لمزيد من الاستيطان، فإنّ الحكومة الإسرائيليّة ستصبح الأكثر يمينيّة وتشدّدًا في تاريخ إسرائيل.

ويزو فالس صباح الإثنين، في القدس مقابر يهود قتلوا في الاعتداءات الاخيرة التي استهدفت فرنسا، قبل أن يزور نصب الهولوكوست.

اقرأ/ي أيضًا| الاستيطان يتوسع: الاعتراف بمستوطنة جديدة على أراضي كفر الديك

التعليقات