01/06/2016 - 07:22

احتجاج أوروبي على تكثيف الهدم الإسرائيلي بمناطق C

​حذّر سفير الاتّحاد الأوروبيّ في إسرائيل، لارس فابورغ-أندرسون، منسّق عمليّات الاحتلال في الضّفّة الغربيّة المحتلّة، الضّابط يوآف مردخاي، من مواصلة هدم البيوت الفلسطينيّة، واسعة النّطاق، المنتهجة ضدّ بيوت الفلسطينيّين في مناطق C

احتجاج أوروبي على تكثيف الهدم الإسرائيلي بمناطق C

هدم إسرائيليّ في خربة طانا

حذّر سفير الاتّحاد الأوروبيّ في إسرائيل، لارس فابورغ-أندرسون، منسّق عمليّات الاحتلال في الضّفّة الغربيّة المحتلّة، الضّابط يوآف مردخاي، من أنّ مواصلة هدم البيوت الفلسطينيّة، واسعة النّطاق، المنتهجة ضدّ بيوت الفلسطينيّين في  مناطق C، التي تقع تحت السّيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيليّة، والتي تشكّل 61% من المساحة الكليّة للضفّة الغربيّة 'من شأنها أن تضرّ في علاقات الاتّحاد الأوروبيّ بإسرائيل'.

ومنذ مطلع العام الحاليّ، شهدت مناطق C في الضّفّة الغربيّة المحتلّة، تطبيقًا موسّعًا للقانون الإسرائيليّ، عبر تنفيذ سياسات الهدم وتكثيفها، لتهدم المباني الفلسطينيّة بحجّة 'البناء غير المرخّص'، وخصوصًا تلك التي موّلتها وأشرفت عليها مؤسّسات الاّتحاد الأوروبيّ.

إلّا أنّ مردخاي أعلم سفير الاتّحاد الأوروبيّ، فابورغ-أندرسون، أنّ سلطات الاحتلال ستواصل سياستها بهدم البيوت الفلسطينيّة في مناطق C، 'غير القانونيّة'.

وأشار مصدر مطّلع على تفاصيل الاجتماع بين مردخاي وفابورغ-أندرسون لصحيفة 'هآرتس' الصّادرة صباح الأربعاء، إلى أنّ الجلسة كانت متوتّرة وأجواؤها مشحونة، وذلك في أعقاب تعبير السّفير الأوروبيّ في إسرائيل عن احتجاجه الشّديد على هدم البيوت المعمول به في مناطق C، إذ قال إنّ 'هدم البيوت يشكّل مساسًا كبيرًا بحلّ الدّولتين'.

وقال فابورغ-أندرسون لمنسّق عمليّات الاحتلال في الضّفّة الغربيّة المحتلّة، إنّ 'الرّأي العامّ في أوروبا يعترض على هدم البيوت وعلى الإخلاء القسريّ لمجتمعات، ولذلك فإنّ مواصلة انتهاج هذه السّياسة من شأنه أن يأتي بضرر في العلاقات بين الاتّحاد الأوروبيّ وإسرائيل'.

وتصرّ إسرائيل، عبر سياساتها المترجمة على أرض الواقع الفلسطينيّ، على استلاب المزيد من الأراضي الفلسطينيّة الواقعة في مناطق C المتواجدة تحت سيادة أمنيّة ومدنيّة إسرائيليّين بالكامل، إذ أنّها تواصل تمسّكها بضمّ المستوطنات المتواجدة هناك في أيّ اتّفاق مستقبليّ مع الفلسطينيّين، ما يمسّ بالسّيادة وبالحقوق الفلسطينيّة.

ويقف سببان رئيسيّان وراء سياسات الهدم المكثّف في مناطق C في الضّفّة الغربيّة المحتلّة، كما جاء في 'هآرتس' ليوم الأربعاء. الأوّل، يكمن في ضغط أعضاء كنيست يمينيّين على منسّق الاحتلال في الضّفّة الغربيّة المحتلّة، يوآف مردخاي، من أجل تطبيق هذه السّياسة، وعلى رأس أعضاء الكنيست هؤلاء، يقف عضوا الكنيست موطي يوغيف وبتسلئيل سموتريتش من 'البيت اليهوديّ'.

أمّا السّبب الثّاني وراء تكثيف سياسة الهدم هذه، فيأتي بنابع الضّغط الإسرائيليّ على الاتّحاد الأوروبيّ 'كردّة فعل على قرار وسم منتجات المستوطنات في شبكات التّوسيق في أوروبا'.

وتعارض إسرائيل البناء الذي تموّله وتشرف عليه مؤسّسات الاتّحاد الأوروبيّ في مناطق C من الضّفّة الغربيّة المحتلّة، مدّعيةً أنّه 'يضع حقائق على أرض الواقع'، ولا يخدم الأهداف الإنسانيّة.

ووفق معطيات الأمم المتّحدة، فبينما هدمت إسرائيل عام 2015، 75 مبنى فلسطينيًّا موّلها الاتّحاد الأوروبيّ، و 531 مبنى فلسطينيًّا بتمويل خاصّ، أقدمت سلطات الاحتلال، منذ مطلع عام 2016 حتّى شهر أيّار/مايو على هدم عدد مماثل من المباني، أي ضعفي عدد المباني المهدومة، مقارنة بالعام الماضي. وهدمت إسرائيل منذ مطلع 2016، 591 مبنى في مناطق C.

وبيّنت معطيات عمّمتها حكومة هولندا، أنّ الثّلث الأوّل من عام 2016 شهدت ضررًا للمبادرات التي موّلها الاتّحاد الأوروبيّ في مناطق C بما يقدّر بـ 210 آلاف يورو، 'نتيجة للعمليّات الإسرائيليّة'، مقابل 206 آلاف يورو، عام 2015.

ومنذ شهر كانون الثّاني/يناير وحتّى نيسان/أبريل من عام 2016، خلّف الاحتلال الإسرائيليّ 808 فلسطينيًّا دون سقف يأويهم، مقابل 688 طيلة العام الماضي.

وأوضح سفير الاتّحاد الأوروبيّ لمنسّق عمليّات الاحتلال في الضّفّة الغربيّة، أنّه لا يمكن تفسير السّياسة الإسرائيليّة بالهدم أمام الأوروبيّين، مشيرًا إلى أنّ سياسات الهدم تسّبب مآس لفلسطينيّين يظلّون دون مأوى، بينما لا تسمح في الوقت ذاته بترسيم أيّ خرائط تتيح البناء للفلسطينيّين.

كما وتطرّف فابورغ-أندرسون إلى قضيّة البدو الذين يسكنون مناطق E1، المحاذية لمدينة القدس، حيث نفّذت إسرائيل مؤخّرًا العديد من عمليّات الهدم. وأعلم السّفير الأوروبيّ مردخاي بعدم قبول الاتّحاد الأوروبيّ لهذه السّياسة المنافية للقانون الدّوليّ.

ويشار إلى أنّ إسرائيل تمارس مخطّطات بناء في منطقة E1، تهدف إلى خلق تواصل عمرانيّ بين مستوطنة 'معاليه أدوميم' وبين القدس، ما سيزيد من حدّة عزل القدس الشّرقيّة عن سائر أجزاء الضّفّة الغربيّة، وسيمسّ بالتّواصل الجغرافيّ بين شماليّ الضّفّة وجنوبيّها.

اقرأ/ي أيضًا| ملصقات تدعو المستوطنين لدخول مناطق "أ" بالضفة

التعليقات