23/06/2016 - 06:41

جيش الاحتلال يحقق باستشهاد بدران واحتمال ضئيل للائحة اتهام

تواصلت، أمس الأربعاء، التّحقيقات في جيش الاحتلال، وتحديدًا في قيادة جبهة المركز، في أعقاب إقدام جنود إسرائيليّين، فجر أوّل أمس، الثّلاثاء، على قتل الفتى محمود بدران (15 عامًا)، الذي استشهد في أعقاب إطلاق نيران من مسافة عشرات أمتار معدودة

جيش الاحتلال يحقق باستشهاد بدران واحتمال ضئيل للائحة اتهام

ذوو الفتى الشّهيد أمام جثمان ابنهم

تواصلت، أمس الأربعاء، التّحقيقات في جيش الاحتلال، وتحديدًا في قيادة جبهة المركز، في أعقاب إقدام جنود إسرائيليّين، فجر أوّل أمس، الثّلاثاء، على قتل الفتى محمود بدران (15 عامًا)، الذي استشهد في أعقاب إطلاق نيران من مسافة عشرات أمتار معدودة، بالقرب من قرية بيت عور التّحتا، ليتّضح لاحقًا أنّه لم يشارك، كما زعم جيش الاحتلال، بإلقاء حجارة على شارع 433، فصرّح أنّ مقتله جاء 'بالخطأ'.

ويشار إلى أنّ الشّهيد الفتى محمود رأفت محمود بدران من مواليد وسكّان قرية بيت عور التّحتا، الواقعة غربيّ مدينة رام الله، وقد سلّمت سلطات الاحتلال، عصر أمس الأربعاء، جثمانه إلى ذويه عند معتقل عوفر المقام على أراضي مدينة بيتونيا وقرية رافات، وأعلن ذوو الشّهيد أنّ تشييع جثمانه سيتمّ اليوم الخميس، بعد صلاة العصر من قريته بيت عور التّحتا.

وأشارت صحيفة 'هآرتس' الصّادرة، صباح اليوم الخميس، إلى أنّه 'على ضوء نتائج التّحقيق حتّى الآن، من المعقول أن تتّخذ خطوات جادّة ضدّ قائد الكتيبة، ضابط من وحدة كفير'.

ويشار إلى أنّ التّحقيقات بشأن قتل الفتى بدران تتمّ في فيما يسمّه جيش الاحتلال 'وحدة بنيامين' المسؤولة عسكريًّا وأمنيًّا عن منطقة رام الله، بالضّفّة الغربيّة المحتلّة، ومن شأن النّتائج لاحقًا، أن تطرح على كلّ من  قائد جيش الاحتلال في الضّفّة الغربيّة المحتلّة، قائد جبهة المركز ولرئيس هيئة أركان الجيش.

وتزامنًا مع التّحقيق الجاري في جيش الاحتلال، فقد فتحت ما تسمّى بـ 'وحدة التّحقيق للشرطة العسكريّة' تحقيقًا موازيًا، وذلك إثر تصريح جيش الاحتلال أنّ الشّهيد الفتى بدران قد سقط 'بالخطأ'، ولم تربطه أيّ علاقة، لا من قريب ولا من بعيد، بإلقاء الحجارة والزّجاجات الحارقة على شارع 443.

ووقعت جريمة القتل على بعد نصف كيلومتر فقط من الحاجز العسكريّ 'مكابيم'، على شارع 443، في المسلك الذي يتّجه نحو القدس. ويزعم جيش الاحتلال في تحقيقه الأوّلي بشأن واقعة استشهاد بدران، أنّ خمسة شبّان فلسطينيّين قاموا بوضع حجارة كبيرة على شارع 443، إضافة لسكبهم زيتًا على الشّارع نفسه، ما أدّى لإبطاء السّيّارات التي وصلت حيث الزّيت والحجارة، لينطلق الشّبّان، وفق رواية جيش الاحتلال، بإلقاء زجاجات حارقة وحجارة عليها، أسفرت عن إصابة راكبين إسرائيليّين، استقلّا مركبة خصوصيّة، وإصابة راكب آخر، استقلّ حافلةً، إضافة لإصابة العديد من المركبات الخصوصيّة الأخرى.

وذكرت 'هآرتس' أنّ مركبّة عسكريّة مرّت بالقرب من مكان حادثة إلقاء الحجارة والزّجاجات الحارقة، استقلّها ضابط يخدم كقائد قسم في كتيبة 'دوخيفات' (هدهد) التّابع لوحدة المشاة 'كفير'، برفقة جنديين آخرين. ولم يكن ثلاثتهم أثناء خدمتهم العسكريّة.

بعد أن لاحظ الضّابط الذي لم يكن أثناء خدمته العسكريّة، الإصابات في أوساط الإسرائيليّين، بادر إلى مطاردة، بعد أن عاد أدراجه، إلى مكان الحادثة، في الشّارع الموصل بين قرى فلسطينيّة، ويمرّ من تحت شارع 443. ترجلّ الجنديّان المرافقان للضابط، الذي لم يكن بخدمته العسكريّة، ولاحظا سيّارة فلسطينيّة، وفق رواية جيش الاحتلال، تسافر بسرعة، 'فارّة نت المكان'، وحينها شُرع إطلاق نار صوب السّيّارة الفلسطينيّة، لا يعرف حتّى الآن، إن كان مطلقها الضّابط لوحده، أم أنّ الجنديّ المرافق له أطلق النّيران هو أيضًا نحوها. أسفرت النّيران التي بادر لإطلاقها الضّابط الذي لم يكن بخدمته العسكريّة، ولم تكن لديه أدنى معلومات عن مكان الحادثة ولا حيثيّات ما جرى، عن استشهاد الفتى الفلسطينيّ محمود بدران، ابن الـ 15 عامًا، الذي كان عائدًا برفقة أصحابه، وهم فتية كانوا في طريق العودة من مسبح قرية بيت سيرا، غربيّ رام الله، نحو قرية بيت عور التّحتا القريبة من مكان الحادثة. وبنيران عشوائيّة، دون أدنى معلومات لمطلقيها من جيش الاحتلال، وبما وصفوه بالـ'خطأ'، سقط بدران شهيدًا.

وأشار المحلّل العكسريّ في صحيفة 'هآرتس' إلى أنّه' في هذه المرحلة، لا يمكن معرفة إذا ما كان التّحقيق في قسم التّحقيق الشّرطيّ في الجيش سيؤدّي إلى لائحة اتّهام جنائيّة'، مضيفًا إلى أنّ جيش الاحتلال، بمحاكمه العسكريّة، وبلجان تحقيقه، انتهج إلى حدّ كبير، سياسة التّساهل في مثل هكذا حالات، بذرائع أمنيّة، مكتفيًا بكون المصابين إسرائيليّين، ما يبرّر القتل بدم بارد.

اقرأ/ي ايضًا| الاحتلال يسلم جثمان الشهيد بدران

التعليقات