05/08/2016 - 12:26

قلق إسرائيلي: حماس ستفوز بالانتخابات البلدية وستسيطر على السلطة

جهاز الأمن الإسرائيلي حذر مسؤولين في السلطة الفلسطينية من احتمال فوز مرشحي حماس بالانتخابات البلدية بعد شهرين* ليبرمان يطرح خطة "العصي والجزر": مدينة فلسطينية جديدة و"تبييض" مبان بالمنطقة "ج"

قلق إسرائيلي: حماس ستفوز بالانتخابات البلدية وستسيطر على السلطة

الانتخابات البلدية عام 2012 (أ.ف.ب.)

تثير مشاركة حركة حماس في الانتخابات البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة قلقا في جهاز الأمن الإسرائيلي، الذي يتوقع أن يفوز مرشحو حماس في أغلبية البلديات والمجالس القروية وأن يشكل ذلك 'تهديدا' بالسيطرة على السلطة الفلسطينية.

ويشار إلى أن الانتخابات البلدية ستجري في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وستشمل 416 سلطة محلية، بينها 141 مدينة وبلدة و13 مدينة كبيرة، ويبلغ عدد الناخبين حوالي 2.6 مليون ناخب.

وكانت حماس امتنعت عن المشاركة في الانتخابات البلدية الماضية، في العام 2012، حيث فاز مرشحو حركة فتح ومقربون منها برئاسة السلطات المحلية. ومؤخرا أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) عن انتخابات بلدية جديدة، بعد شهرين. وجاء إعلان حماس، قبل أسبوعين، عن نيتها المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن التوقعات هي أن حماس ستعلن في غضون الأسبوعين المقبلين عن مرشحيها في هذه الانتخابات، كما يتوقع ألا يكون جميع المرشحين أعضاء في الحركة وإنما شخصيات مقربة منها أو ممثلين عن منظمات فلسطينية أخرى تشكل تحالفات مع قوائم حماس.

وبحسب المحللين العسكريين في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، أليكس فيشمان، وفي صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، فإن التخوف في إسرائيل هو من تكرار ما حدث في الانتخابات البلدية الفلسطينية في العامين 2004 – 2005، عندما فازت حماس فيها ومهدت الطريق أمام فوزها في الانتخابات التشريعية، في بداية العام 2006، وشكلت الحكومة.

وكتب فيشمان أن التقديرات في إسرائيل هي أن حماس ستفوز بالانتخابات البلدية في مدينة الخليل والبلدات المحيطة بها وتلك الواقعة في جنوب جبل الخليل، وفي جنين ونابلس وقلقيلية. 'وفي طولكرم يوحد انعدام يقين، لكن يتوقع مفاجآت سلبية كثيرة أخرى'.

واعتبر فيشمان أن حملة الاعتقالات التي نفذتها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وطالت قرابة 70 ناشطا في حماس، كانت 'مجرد البداية'. 'لكن اعتقال ناشطي الحركة ليس ضمانا بالضرورة للجم قوتها. ففي بداية العام الحالي حاولت السلطة منع فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة (جامعة) بير زيت، واعتقلت قسما كبيرا من الناشطين، ورغم ذلك فشلت في مهمتها'.

من جانبه، كتب هرئيل أن معظم قادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح يبدون واثقين من أنهم سيفوزون في الانتخابات. 'في عدد من اللقاءات التي عُقدت مؤخرا، حذر مسؤولون إسرائيليون نظراءهم في السلطة من أنهم مبتهجين أكثر مما ينبغي وأن معسكر عباس قد يُمنى بهزيمة. وحماس قد تستغل الانتخابات وتعزز تأثيرها السياسي في الضفة وتقوض بشكل أكبر مكانة السلطة ورئيسها المسن'.

ولفت هرئيل وفيشمان إلى أنه سيكون بإمكان إسرائيل التدخل في هذه الانتخابات والتاثير على نتائجها، لكنها تتحسب من انتقادات دولية لخطوة كهذه واتهامها بمنع سير عملية انتخابية ديمقراطية.

ليبرمان: خطة 'العصي والجزر'

يعكف وزير الأمن الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، في الآونة الأخيرة، على إجراء مداولات مكثفة، وعقدت حتى الآن أربعة اجتماعات كهذه كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي، بمشاركة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ونائبه ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية و'منسق أعمال الحكومة في المناطق' ومندوبين عن جهاز الأمن العام (الشاباك).   

وأفاد فيشمان بأن ليبرمان سيطرح رؤيته السياسية خلال اجتماع آخر سيعقد الأسبوع المقبل، وسيستعرض خطوات تخدم هذه الرؤية. وليس واضحا مدى ضلوع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في هذه الرؤية والخطوات. لكن نتنياهو صرح خلال لقاء مع مراسلين عسكريين، قبل أسبوعين، بأن أداء ليبرمان وأفكاره 'مبتكرة أكثرة من أسلافه' في المنصب.

وبين الخطوات التي يطرحها ليبرمان، إقامة مدينة فلسطينية جديدة إضافة إلى مدينة الروابي، 'بهدف تقوية الطبقة الوسطى في السلطة وإعطاء دفعة للاقتصاد المحلي'، حسبما نقل فيشمان عن وثيقة تلخص المداولات التي يعقدها ليبرمان.

مدينة الروابي

والخطوة الأخرى التي يطرحها ليبرمان، هي 'تبييض' مباني غير مرخصة في المنطقة 'ج' في الضفة، والتي يسكنها 200 ألف فلسطيني، وإزالة تهديد أوامر الهدم. ومن أجل الالتفاف على خلافات متوقعة ستنشأ في الحكومة الإسرائيلية حول هذه الخطوة، سيعمل ليبرمان على إبقاء المنطقة 'ج' تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، لكن إسرائيل ستنقل صلاحيات ترخيص البناء إلى السلطة الفلسطينية. وفي موازاة ذلك، سيتم السماح بالبناء في المستوطنات، وبحيث لا يُمح بتنفيذ أعمال بناء خارج حدود المستوطنات، حسبما ذكر فيشمان.

ويصف ليبرمان خطته هذه بخطة 'العصي والجزر'. ونقل فيشمان عن مصادر في الجيش قولهم إن المشاركين في المداولات فوجئوا من مدى براغماتية ليبرمان. وجزء من الخطوات التي يطرحها ليبرمان مأخوذة من خطة أعدها 'منسق أعمال الحكومة في المناطق' قبل سنتين ويطلق عليها اسم 'بيلي'. ويعتبر ليبرمان أنه مقابل هذا 'الجزر'، فإن إسرائيل ستستخدم 'العصي' ضد مناطق في الضفة الغربية 'يخرج منها إرهاب'، أي تلك التي توجد فيها توترات أمنية.

اقرأ/ي أيضًا | حماس تتهم فتح باعتقال كوادر لها في الضفة الغربية

ولفت فيشمان إلى أن ليبرمان يعتبر أن حل الصراع مع الفلسطينيين سيتم من خلال مبادرة إقليمية فقط، وأنه يعتبر أن السلطة ليست قوية كفاية لكي تشكل 'شريكا حقيقيا لمفاوضات'.

التعليقات