18/08/2016 - 09:23

بعد تراجع كاتس: نتنياهو الزعيم الأوحد في الليكود

إلّا أنّ ارتفاع أسهم كاتس على حساب نتنياهو، "النّجم الأوحد" في حزبه، لم يدم أكثر من 12 ساعة، إذ أنّ رئيس حكومته استدعاه صباح أمس الأربعاء، لمحادثة ضروريّة معه "وأجرى الاثنان محادثة فلسفيّة عن أسس الإدارة السّليمة"، كما يقول كلاينبيرغ.

بعد تراجع كاتس: نتنياهو الزعيم الأوحد في الليكود

بيّنت المساعي الأخيرة لوزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيليّة، يسرائيل كاتس، التي حاول فيها تقييد صلاحيّات رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، وسحب بساط الحكم من تحت رجليه،  لوهلة أولى، أنّ كاتس شخصيّة قويّة ومؤثّرة وذات تنفّذ داخل حزب الليكود، من شأنها منافسة الرّجل الأوّل في الحكم، نتنياهو، إلّا أنّ 12 ساعةً فقط فصلت بين قرارات كاتس التي سحبت من صلاحيّات نتنياهو، وبين تراجعه المشوب بإهانة شخصيّة، ليظهر نتنياهو مجدّدًا على أنّه الرّجل الأوّل والأوحد في حزب اليمين الحاكم، ولا أحد، في الرّاهن، يمكن له أن ينافسه على تقلّد مناصب رئيس الحزب الحاكم.

وتناول أفيعاد كلاينبيرغ في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، في عددها الصّادر صباح اليوم الخميس، خطوة يوم الثّلاثاء الأخير، مشيرًا إلى أنّ ارتفاع أسهم كاتس على حساب نتنياهو، 'النّجم الأوحد' في حزبه، لم يدم أكثر من 12 ساعة، إذ أنّ رئيس حكومته استدعاه صباح أمس الأربعاء، لمحادثة ضروريّة معه 'وأجرى الاثنان محادثة فلسفيّة عن أسس الإدارة السّليمة'، كما يقول كلاينبيرغ.

وواصل كلاينبيرغ أنّ كاتس ادّعى أنّه يؤمن بوجوب 'تواجد فصل بين السّلطة التّنفيذيّة في الليكود وبين السّلطة المراقبة'، إلّا أنّ نتنياهو قد ردّ بالرّفض والسّلب على مقترح الوزير في حكومته، كاتس، الذي وصفه كلاينبيرغ بصورة ساخرة 'كوني أنا كلّ السّلطات في الليكود، التّشريعيّة، التّنفيذيّة، المقرّرة، المتوعّدة، المتحاذقة، والمتزوّجة لسارة – فلا جدوى من الفصل بيني وبين كلّ قرار يمكّنني من مواصلة عمل ما أريده'.

إلّا أنّ النّقاش بين كاتس ونتنياهو أخذ منحى أكثر جديّة وصرامة حينما أخبر الأخيرُ وزيره أنّه في حال عدم تراجعه عن الخطوة الأخيرة وقراراتها المستصدرة ضدّ صلاحيّاته فسوف يقوم بفصله وإقالته من منصبه. فما كان من كاتس، الذي أخذ برهة قصيرة جدًا ليفكّر بردّ على نتنياهو، بقوله إنّ كلّ القضيّة نبعت من 'تحليل خاطئ ظهر في الإعلام'، في إشارة مباشرة للتراجع الكليّ عن إنجازات كاتس في سكرتاريا الليكود التي حصدها قبل يومين.

ويقول كلاينبيرغ واصفًا تراجع كاتس 'الإعلام ظنّ أنّ الوزير كاتس يملك عمودًا فقريًّا، إلّا أنّ الواقع، يتّضح، يختلف بجوهره: الوزير كاتس يملك مقعدًا، عليه يجلس، وبه هو مرتبط'. ويشار إلى أنّ اجتماع يوم الثّلاثاء في مركز سكرتاريا الليكود، قد شهد هتافات ترحيبيّة لكاتس، إذ اعتلت أصوات أشارت إلى كاتس على أنّه رئيس الحكومة الإسرائيليّة القادم.

وانتهت جلسة نتنياهو وكاتس بالاتّفاق على عقد جلسة يوم الأحد القادم لسكرتاريا الليكود، تهدف إلى إلغاء القرارات الأخيرة التي اُتّخذت يوم الثّلاثاء، إضافة إلى تعيين عضو الكنيست دافيد بيطان والمحامي دافيد شمرون، 'كطاقم يوصي بقوانين جديدة'. لكن ما هي هذه القوانين؟ القوانين الجديدة 'ستكون أبسط بكثير من سابقاتها: في الليكود، القانون هو ما يبتغيه القائد الغالي'.

ويخلص كلاينبيرغ إلى أنّه حينما لا تتواجد قوّة مضادّة مقابل قائد الحزب، فإنّ تعاظم قوّته هو أمر طبيعيّ، يفسد المعايير والبوصلة، لأنّ القوّة تفسد 'نتنياهو ينشط في ساحة يشعر فيها أنّ لا قوّة حقيقيّة تعمل ضدّه. في الحزب الحاكم، الكلّ يأتمر بأمره. وإذا أردت أن تتحدّى الحاكم، عليك أن تخاطر. الآن لا يوجد أيّ شخص في الليكود، مستعدّ أن يخاطر، وحتّى يسرائيل كاتس'.

وكانت سكرتاريا حزب الليكود، قد صادقت يوم الثّلاثاء، على إقالة المستشار القضائيّ لسكرتاريا الليكود، المحامي آفي هليفي، من منصبه لأنّه يعتبر من مقرّبي نتنياهو، الأمر الذي يشكّل خرقًا للقانون. واُستبدل هليفي بالمحامي إيلان بلومباخ.

لكن المحامي هليفي أعرب عن اعتراضه عن خطوة إقالته وصرّح عن نيّة تقديمه التماسًا ضدّ إقالته في المؤسّسات القضائيّة للحركة.

ويشار في هذا السّياق إلى أنّه كشف مؤخّرًا عن تعيين المستشار الشّخصيّ لنتنياهو وزوجته، نير حيفتس، بشكل منافٍ للقانون، إذ أنّه عمل لصالح الحزب، رسميًّا، إلّا أنّه قدّم خدمات عمل لرئيس الحكومة وزوجته، ما أدّى لإقالته من عمله. وقد كتب مراقب حزب الليكود، المحامي شاي غليلي، في هذا السيّاق 'عمل حيفتس في الليكود جاء للتغطية فقط، إذ أنّه امتياز من نتنياهو على حساب صندوق الحزب'.

التعليقات