29/09/2016 - 12:57

كيف مهد العدوان الثلاثي لحصول إسرائيل على مفاعل نووي؟

لم تتوقّف، منذ الإعلان عن وفاة الرئيس الإسرائيلي الأسبق، شمعون بيرس، أمس، الأربعاء، برقيات التعزيّة التي تنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية ووكالات الأنباء العالميّة، حول "حمامة السلام"، الحائز على جائزة نوبل.

كيف مهد العدوان الثلاثي لحصول إسرائيل على مفاعل نووي؟

(أ.ف.ب)

لم تتوقّف، منذ الإعلان عن وفاة الرئيس الإسرائيلي الأسبق، شمعون بيرس، أمس، الأربعاء، برقيات التعزيّة التي تنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية ووكالات الأنباء العالميّة، حول 'حمامة السلام'، الحائز على جائزة نوبل، والذي يتوقّع أن يشارك في تشييعه، غدًا، الجمعة، أكثر من أربعين رئيس دولة وملكًا ورئيس حكومة من مختلف دول العالم.

لكن الاحتفاء بتاريخ الرجل، يغفل أو يتغافل عن جرائم كبيرة نفّذتها إسرائيل في فلسطين ودول الطوق العربي المجاورة لفلسطين، مصر وسورية ولبنان والأردن.

صحيح أن بيرس اتخذ قرار مجزرة قانا الأولى في لبنان عام 1996، وكان أبو مشروع الاستيطان في الضفة الغربيّة ومنع تبادل الأراضي مع الأردن أثناء مفاوضات السلام، إلا أن الدور الأهم له كان في 'هندسة' اتفاق شراء مفاعل نووي من فرنسا، وهو الاتفاق الذي ضمن لإسرائيل تفوقًا عسكريًا كبيرًا في المنطقة العربيّة المتوتّرة دومًا.

>> التحضير للعدوان الثلاثي على مصر

ويروي المحلل الأمني في صحيفة 'معاريف' الإسرائيلية، يوسي ميلمان، إنه في فيلا صغيرة معدّة مسبقًا بالعاصمة الفرنسيّة، باريس، اجتمع في الواحد والعشرين من تشرين أول/أكتوبر 1956، وفد رفيع المستوى من قادة إسرائيل، برئاسة دافيد بن غريون ورئيس الأركان، موشي ديان، وبالطبع، مدير عام وزارة الأمن، الشاب شمعون بيرس الذي لم يتجاوز عمره، حينها، 33 عامًا، بوفدين رفيعي المستوى من فرنسا وبريطانيا، لأيّام عديدة، اتفقوا خلالها على كافة التفاصيل الميدانيّة والإطار السياسي لما سيعرف لاحقا بالعدوان الثلاثي على مصر.

لم يسر العدوان على مصر بالسلاسة التي حُضّر لها، فقد منيت بريطانيا وفرنسا، اللتان عاشتا آخر أيامهما كدول استعماريّة، بهزائم دبلوماسيّة كبيرة، في مقابل التقدّم الميدانيّ على الأرض، وانتهت الحرب، كما هو معلوم، بانسحاب كامل من كافة الأراضي التي احتلت، تحت ضغط الهجوم السوفياتي الحاد في مجلس الأمن الدوليّ.

لكن العدوان الثلاثي منح "الدول الشابة"، إسرائيل، شرعية بين الدول الكبرى وخصوصا بريطانيا وفرنسيا على الصعيدين العسكري والسياسي، ودعمها عسكريا لتصبح قوة إقليمية ذات تفوق عسكري ونووي.

>> 'بيرس الثعلب'... والمفاعل النووي

وبعد أقل من عام على العدوان الثلاثي، وافقت فرنسا على بيع إسرائيل مفاعلًا نوويًا مع تزويدها بكافة المعلومات والمعدّات والمواد اللازمة، بالإضافة إلى القوى العاملة المطلوبة.

وجد بيرس نفسه، مرّة أخرى في باريس، في أيلول/سبتمبر 1957، ليوقّع على اتفاقيّتين حولتا إسرائيل إلى القوّة النوويّة السادسة في العالم، لكن مشكلةً قانونيّة وجدت خلال التوقيع، وهي أنه تم التصويت، قبل وصول بيرس إلى باريس بيومٍ واحد، على حجب الثقة عن رئيس الحكومة، بورجوس منوري، الذي من المفروض أن يوقّع الاتفاق مع بيرس، ما يعني أنه غير مخوّل لإتمام الاتفاق، وأن عليهما انتظار الحكومة الجديدة، التي لم يكن معلومًا من سيشّكلها.

وهنا، قام 'الثعلب' بيرس، كما يوصف في الأوساط السياسية الإسرائيلية، بإقناع رئيس الحكومة الفرنسي بأن يزوّر تاريخ الاتفاق عن طريق إعادته إلى الوراء يومًا واحدًا، أي في يوم حجب الثقة عنه، وبعد التوقيع، ردّد بيرس في أكثر من محفل، ساخرًا: 'ما أهميّة الـ24 ساعة بين الأصدقاء؟'.

بعد توقيع الاتفاق بثلاث سنوات، أنهى مئات المهندسين والتقنيين الفرنسيين بناء المفاعل النووي، وخمس سنوات بعد ذلك، أي قبل أقل من عام على نكسة حزيران 1967، أصبح لدى إسرائيل أول قنبلة نوويّة، من إنتاجها الخاص، تبعها، بعد ذلك، إنتاج عدد كبير من القنابل، تقول مصادر غربية إنه يتجاوز الـ200 رأس نووي.

التعليقات