27/10/2016 - 10:49

جاسوس سوفياتي بشعبة التجسس المضاد بالشاباك

بحسب وثائق نسخها عميل في المخابرات السوفياتية وسلمها للغرب، فإن "كا.جي.بي." جند جواسيس في إسرائيل بينهم أعضاء كنيست وضباط بالجيش ومهندسين وعاملين بمشاريع أمنية سرية وعملاء في أجهزة الاستخبارات

جاسوس سوفياتي بشعبة التجسس المضاد بالشاباك

ميتروكين

تمكنت المخابرات السوفياتية – 'كا. جي. بي.' –من التغلغل في أوساط متنوعة في إسرائيل، وتمكنت من تجنيد ثلاثة أعضاء كنيست وضباط كبار في الجيش، أحدهم عضو في هيئة الأركان العامة، ومهندسين وعاملين في مشاريع سرية، مثل تطوير طائرة 'لافي' المقاتلة ودبابة 'همركافا'، كما تمكن الروس من تجنيد عملاء في صفوف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وفقا لتقرير ستنشره صحيفة 'يديعوت أحرونوت' غدا، الجمعة.

ووفقا للصحيفة، فإن المذكورين أعلاه هم جزء من قائمة طويلة من العملاء والجواسيس الذين جندهم الـ'كا. جي. بي.'، ما يشير إلى أن إسرائيل كانت دولة مخترقة بشكل كبير من جانب السوفييت. لكن الحجم الحقيقي لهذا الاختراق ليس واضحا. إذ أن هذا التقرير الصحفي يعتمد على وثائق سرية سلمها العميل في الـ'كا.جي.بي.'، فاسيلي ميتروكين، الذي كان مسؤولا في أرشيف المخابرات السوفياتية. وقد نسخ ميتروكين هذه الوثائق على مدار عشرين عاما. وبحسب الصحيفة، قرر ميتروكين القيام بذلك بعد اطلاعه على عمليات التطهير الكبرى التي ارتكبها النظام السوفياتي.  

وسلم ميتروكين الوثائق التي بحوزته إلى البريطانيين، وعلى أثر ذلك تم الكشف عن عدد كبير من الذين جُندوا للـ'كا.جي.بي.' في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها. ويقال إن عدد هؤلاء يزيد عن ألف. وتشمل وثائق ميتروكين نشاط 'كا.جي.بي.' في إسرائيل.

ووفقا للصحيفة، فإن 'كا.جي. بي.' نجح في تجنيد مسؤول رفيع في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وليس مجرد مسؤول وإنما هذا الجاسوس كان مسؤولا كبيرا في شعبة التجسس المضاد داخل الشاباك، أي في الشعبة التي يفترض بها أن تكشف عن الجواسيس الذين يعملون في إسرائيل. والاسم السري الذي منحه 'كا.جي.بي.' لجاسوسه في الشاباك هو 'ملينكا'.

وتفيد وثائق ميتروكين بأن 'ملينكا' هو أحد جاسوسين للسوفيات في 'شعبة التجسس المضاد' في الشاباك. لكن بحسب الصحيفة، فإنه في سنوات السبعين، ساورت الشكوك أحد العاملين في الملف الروسي في شعبة التجسس المضاد بالشاباك، ويدعى يائير تيلم، بأنه يوجد جاسوس للروس داخل الشاباك. وكتب تيلم تقريرا مطولا، وبحسب الادعاء شمل هذا التقرير توثيقا وتحليلا أيضا، حول 'الجاسوس المدسوس' في الشاباك لصالح السوفيات.    

وكان أحد الادعاءات التي اعتمد عليها تيلم، هي قصة اعتقال شخص يدعى أوري لينوف، الذي كانت لدى 'الجاسوس المدسوس' مصلحة بإيقاف مراقبته كي يقود تعقب أثره إليه. وفي موازاة ذلك، فإنه بموجب وثائق ميتروكين يتعين على لينوف أن يجري اتصالا مع 'ملينكا'، أي الجاسوس المدسوس'.  

وتابعت الصحيفة أن تيلم طرح تقريره حول 'الجاسوس المدسوس' أمام رئيس الشاباك في حينه، يوسف هرملين، بحضور نائب رئيس الشاباك، أبراهام أحيطوف. وقبل ذلك أطلع تيلم زميله أرييه هدار، الملقب بـ'بشوش' ويتولى رئاسة شعبة التحقيقات في الشاباك، على تقريره واستنتاجاته.

بعد أن أنهى رئيس الشاباك هرملين التقرير، قال لتيلم إن 'هذه مجموعة من السخافات' ولا توجد علاقة بينها وطالبه بالتوقف عن الانشغال بهذا الموضوع. وعقب هدار على ذلك بالقول 'إنني أتذكر تيلم كرجل جدي، لكن ربما أيضا أنه كان لديه هوس حيال ذلك المسؤول، ولذلك لم نعرف تماما كيف سنتعامل مع اتهاماته. وأحيطوف كان مقتنعا بأن الحديث يدور عن فنطازيا وأن مجرد الانشغال بالموضوع قد يؤدي إلى انعدام استقرار في جهاز الشاباك كله'.  

اقرأ/ي أيضًا| من جواسيس كي.جي.بي بإسرائيل: أعضاء كنيست وضباط ومهندسين

يشار إلى أن المسؤول في الشاباك، الذي وُصف بأنه 'الجاسوس المدسوس'، توفي قبل عدة سنوات. وعقب الشاباك على تقرير 'يديعوت أحرونوت' بأن 'المعلومات الواردة في أرشيف ميتروكين المتعلقة بإسرائيل، منذ بداية سنوات السبعين من القرن الماضي، معروفة للشاباك. ولم يتم العثور حتى الآن في أرشيفات الشاباك عن معلومات تؤكد الادعاءات الواردة في تقرير الصحيفة'.

التعليقات