25/11/2016 - 11:08

خبراء إسرائيليون: تغيرات مناخية سببت الحرائق

رغم بلورة هذه الأنظمة منذ سنتين إلا أن إردان امتنع عن المصادقة عليها حتى اليوم* خلافا لتفوهات نتنياهو التحريضية ضد العرب؛ عالم بالمناخ: لا حاجة إلى إضرام نار من أجل أن يشعل أي شيء النبات بسبب التغيرات المناخية

خبراء إسرائيليون: تغيرات مناخية سببت الحرائق

(رويترز)

كلما يمر الوقت، وتلتهم الحرائق المشتعلة في العديد من المواقع في البلاد، يثبت فشل حكومة إسرائيل في القيام بواجبها بحماية المواطنين والطبيعة، إلى حد الإخفاق الإجرامي في منع الحرائق، التي يؤكد خبراء أن المناخ في البلاد يساهم بشكل كبير في اشتعال الحرائق في حال عدم الاستعداد بالشكل الملائم لمواجهة هذا الوضع.

ويتبين أن وزارة الأمن الداخلي عقدت عدة مداولات حول أنظمة منع نشوب حرائق، من خلال إقامة مناطق عازلة في الأحراش والغابات، وأنه تمت بلورة هذه الأنظمة ووضعها على طاولة وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان. لكن إردان امتنع عن المصادقة عليها حتى الآن، حسبما ذكرت صحيفة 'هآرتس' اليوم، الجمعة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مهنيين ضالعين في بلورة هذه الأنظمة قولهم إنه تمت دعوتهم، أمس، إلى مداولات، ستجري خلال الأسبوع المقبل، وأنه يتوقع أن تصادق عليها الحكومة، وذلك في أعقاب الحرائق المأساوية التي تشهدها البلاد في هذه الأيام.

وأكد مسؤولون في جهاز الإطفاء على أن جهاز منع نشوب الحرائق 'تم إهماله ولم يحظ بالاهتمام المناسب'. وقال أحد هؤلاء المسؤولين المهنيين إنه 'لو جرى تطبيق هذه الخطوة، لما وقعت أحداث مثل احتراق عشرات البيوت في زخرون يعقوب باحتمالية تصل إلى مئة بالمائة. كان سيتم منع ذلك، ولو أن هذا البرنامج كان موجودا لما وصلنا إلى وضع احترقت فيه عشرات البيوت بشكل كامل'. ولفت إلى أن تكلفة هذه الخطة تصل إلى 200 مليون شاقل في جميع أنحاء البلاد، وأن حجم الأضرار في زخرون يعقوب وحدها تقدر بمبلغ مشابه.  

 

وأشار رئيس شعبة الأمان من النيران والتحقيقات في السلطة القطرية للإطفاء والإنقاذ، حاييم تمام، إنه على الرغم من عدم المصادقة على أنظمة إقامة مناطق عازلة حتى الآن، إلا أن سلطة الإطفاء والإنقاذ بدأت في توجيه السلطات المحلية بإقامة مناطق عازلة، وأنه 'بعثنا توجيهات إلى 200 سلطة محلية في خطر (بسبب قربها من غابات وأحراش)، وبضع عشرات فقط نفذت أعمالا كهذه. وبعثنا توجيهات إلى زخرون يعقوب أيضا، لكن لم يتم تنفيذ شيء هناك حتى اليوم. ولا شك في أن هذا يزيد من احتمال حماية البيوت من الاحتراق'.

من جانبه، قال رئيس مجلس محلي زخرون يعقوب، زيف داشا، الذي تولى منصبه قبل شهور، إن السلطة المحلية لا يمكنها تنفيذ أعمال كهذه بتكلفة عشرات ملايين الشواقل، خاصة وأن هذه السلطة المحلية تعاني من عجز مالي في ميزانيتها، وأن 'ثمة حاجة إلى خطة عمل تُنفذ خلال عدة سنوات والحكومة ملزمة بالتدخل والمساعدة بميزانيات'.

من جهة ثانية، أكد خبراء على أن الحرائق المشتعلة حاليا في البلاد ليست ظاهرة عفوية وأن الاتجاه هو أن تتصاعد في السنوات القريبة. كما أن هذه ليست ظاهرة مرتبطة بالبلاد فقط، وإنما تندلع سنويا حرائق في غابات وبحجم أكبر بكثير في كافة مناطق البحر المتوسط، وبينها اسبانيا والبرتغال واليونان وفرنسا، وكذلك في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وفي أستراليا.  

وتظهر معطيات خدمة الإطفاء الإسرائيلية أنه لم يطرأ ارتفاعا في عدد حرائق الأحراش والغابات في البلاد في السنوات الأخيرة، وحتى أنه خلال السنتين الأخيرتين تم تسجيل انخفاض معين بالحرائق. غير أن قوة الحرائق المشتعلة في فصل الخريف غير مسبوقة.  

وقال مدير منطقة القدس في 'كيرن كييمت ليسرائيل'، حانوخ تسوريف، إن 'هذا مرتبط بتغير المناخ الذي بات مثبتا علميا. فصل الشتاء يبدأ متأخرا، والشهرين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر أصبحا جافان جدا، مع رياح قوية. والرياح المتواصلة والقوية تجفف النباتات أيضا، وتجعلها مادة قابلة للاشتعال بامتياز. إلا أن الظاهرة المناخية في الأيام الأخيرة نادرة للغاية. لدي خبرة أربعين عاما في جبال يهودا (القدس والخليل)، ولا أذكر أحوالا جوية كالتي سادت في الأسبوع الحالي. أي رياح جافة متواصلة طوال أسبوع'.  

وقال الباحث في المناخ في معهد الهندية التطبيقية 'التخنيون' في حيفا، البروفيسور يوحاي كرمل، إن 'التغيرات المناخية تسبب أمورا لم نشهدها من قبل. والمرة الأولى التي شهدنا فيها ذلك كانت في العام 2010 (حريق الكرمل). لم تهطل الأمطار بشكل حقيقي حتى بداية كانون الثاني، والنبات كان في حالة تسع شهور من الجفاف. وشعرت هذا الأسبوع أن الأمر يتكرر'.

وخلافا للتحريض ضد العرب الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وإردان وغيرهما من المسؤولين الإسرائيليين، شدد كرمل على أنه 'لا حاجة إلى إضرام نار من أجل أن يشعل أي شيء النبات في وضع كهذا'.     

وقال تسوريف أن هناك تأثير للرياح الشرقية التي تهب على البلاد، وذلك خلافا للرياح الغربية التي تميز الحرائق في البلاد، وأنه 'لو كانت هذه رياح غربية لكانت هذه نهايتنا'.

اقرأ/ي أيضًا | نشيد القبيلة: ما لم يفعله العرب في أحداث لم تقع

بدوره، حذر كرمل من أن ظاهرة الحرائق في فصل الخريف صعبة وقد تتعاظم كلما تصاعد تأثير الدفيئات العالمية، وسيؤثر ذلك على مناظر البلاد ويبدو واضح الآن في منطقة القدس.

 

التعليقات